اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

في الاول من تموز... العراقيون، والحزن الدائم// نمرود قاشا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نمرود قاشا

 

في الاول من تموز... العراقيون، والحزن الدائم

نمرود قاشا

 

·         شيٌ ... عن تموز

في الميثولوجيا العراقية القديمة يعد تموز رمزاً مقدساً، وقد ارتبط اسمه بالوفرة والإنتاج، فهو إله الخصوبة والربيع، وهو المبدأ الذي ظل لقرون عديدة مرتبطاً بالولادة ثم النمو والاضمحلال والموت والعودة مرة ثانية الى الحياة.

 

تموز , دموزي , أو دوزي , وهو الشهر السابع في التقويم الغريغوري , وعدد أيامه واحد وثلاثون , وهي لفظة سريانية من أصل سومري - بابلي , وتعني الابن البار , رب الحياة , وأحد حراس بوابة السماء , واله الذكورة والإخصاب في الطبيعة , ويعتبر موته وقيامته أحد الطقوس التراجيدية المهمة في أسطورة وطقوس وفلسفة روح إنسان وادي الرافدين , ولعلاقة تموز بحبيبته الإله عشتار ودورها بموته بشكل مأساوي , حيث تقول الأساطير بان شياطين العالم السفلي خطفت تموز , وخلف هذا الحزن حزنا جماعيا كان السبب الرئيسي لان تمتلئ الميثولوجيا والآداب السومرية والبابلية ولا زالت لحد اليوم امتدادا للحزن الأزلي الذي غلف طقوسنا الدينية والحياتية وبمناحات وأساطير وملاحم وطقوس تعزية خاصة بماسي هذا الإله ويتسلل إلى أناشيد أفراحنا أيضا .

 

عند السومريون، يسمى دموزي، ويتكون من مقطعين صوتيين "دمو" أي ابن و"زي" البار أو الطيب "الابن البار"، وله ألقاب عديدة، منها: "لوجال كورا" أي ملك الجبل، "لوجال كي باد دو"، أي ملك الأرض البعيدة، "لوجال ساج نو جي"، أي ملك أرض اللاعودة. ويؤكد الباحث والمؤرخ العراقي نائل حنون، في كتابه "الحياة والموت في حضارة بلاد الرافدين" ، أن هذه الألقاب جميعها من أسماء العالم السفلي حيث يقيم الأموات.

 

العراقيون القدامى كانوا يستحدثون عملية التخصيب سنويا في احتفال رأس السنة من أجل ضمان الخصب والتكاثر في الإنسان والحيوان والطبيعة , حيث يحتفلون بزواج الآلهة ( انانا - عشتار ) من زوجها ( دموزي - تموز ) لأنه نقطة توقف الإخصاب في الطبيعة وبين البشر .

 

·         تموز ... الشهر الذي يهابه العراقيون

هذا الشهر يهابه العراقيون منذ عهد الخليقة , ولا زالوا لحد اليوم , في التقاليد الشعبية المتوارثة تقضي على كل عائلة عراقية أن تقوم ( أم البيت ) بكسر جرة عند مدخل الدار في بداية هذا الشهر لكي يذهب الشر , وهذا التقليد كانت والدتي حريصة جدا على ممارسته سنويا , وأخذتها عنها زوجتي , فقد كانت تكسر عدد من مواعين الفرفوري عند عتبة الدار دفعا للأذى , ولكن التهجير جعلنا ننسى كل طقوسنا ومن ضمنها هذا التقليد .

 

هناك تقليد شعبي يمارسه أغلب العراقيون في صباح الاول من تموز وهو ( كسر جرة ) ، حيث تقوم احدى النساء بكسر جرة عند مدخل البيت ( لكي يذهب الشر ) ، ليس كاعتقاد ولكن كعادة شعبية توارثها الآباء عن الأجداد

 

ما دفعني لكتابة هذا الموضوع , أن زوجتي وقبل ان تهيئ للفطور وجدتها تختار عدد من الانية الزجاجية ، وتهم بالخروج مسرعة من الدار ، وعندما استفسرت منها ( شنو القضية ) ابتسمت وهي تشير بان اليوم هو الاول من تموز ، فقد مارست هذا الطقس من خلال كسرها عدد من الآنية الزجاجية عند مدخل الدار , وتفاءلت خيرا , .... عذرا لك تموز.....

 

·         تموز ... عيد ميلاد نصف العراقيين القسري

ففي الأول من تموز ،  يحتفل أكثر من نصف العراقيين بعيد ميلادهم حسب ما تفيد به سجلات دائرة الأحوال المدنية العراقية في إحصائها عام 1957، إذ كان العراقيون قبل هذه الفترة يتفادون تسجيل مواليدهم من الذكور في دائرة الأحوال المدنية لتجنب تعرضهم لمخاطر الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، فكان يسجل أكثر من شخص على اسم واحد فقط يؤدي الخدمة الإلزامية بالنيابة عن الباقي.

 

وفي البلد الذي يحتفل نصف سكانه بعيد ميلادهم في يوم واحد، تشهد مؤسسات خدمية كثيرة إقبالا كبيرة قوامه الموطنون من مواليد هذا اليوم، ناهيك عن المشاكل التي تواجهها عند إصدار الهويات وجوازات السفر .

 

ففي مثل هذا اليوم من كل عام، الأول من تموز، تحتفل أغلب العائلات العراقية بأعياد ميلاد الاباء والأجداد، حيث اعتبرت دائرة الأحوال المدنية العراقية في عام 1957 أن الأول من تموز يوم ميلاد أي شخص عراقي لم يتم تسجيله في دائرة النفوس العراقية قبل ذلك التاريخ، ونسى ذووه يوم مولده.

 

·         تموز .... شهر الانقلابات

ارتبط شهر تموز  في العراق والكثير من الدول ، بشهر الانقلابات ، إضافة الى درجة الحرارة المرتفعة ، عرف بانقلابات التي غيرت الكثير من أنظمة الحكم ، في العراق ، أبرزها انقلاب عام 1958 الذي نفذته مجموعة من الضباط بزعامة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، وتغيير الحكم الملكي إلى جمهوري بعد أن امتد أكثر من 30 عامًا.

 

وكذلك أطاح انقلاب 17 تموز بنظام حكم الرئيس عبد الرحمن عارف في العراق، وتولى حزب البعث السلطة بما يعرف ب”الثورة البيضاء” بقيادة أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين.

    

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.