مقالات وآراء
فتنة المشبوه علي فاضل ودلالاتها: صراعات سياسية أم أفلام كارتون؟// علاء اللامي
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 30 أيلول/سبتمبر 2025 20:07
- كتب بواسطة: علاء اللامي
- الزيارات: 535
علاء اللامي
فتنة المشبوه علي فاضل ودلالاتها: صراعات سياسية أم أفلام كارتون؟
علاء اللامي*
هذه ليست صراعات سياسية أو فكرية عادية بين قيادات أحزاب سياسية بل هي كوميديا سوداء ومشؤومة وأقرب إلى أفلام كارتون سيئة الصنع والإخراج. إنها فتنة مسمومة ستضع العراق فعلا في دائرة الاقتتال الأهلي وعلى حافة التقسيم إلى دويلات طائفية بل وحتى دويلات حزبية داخل الطائفة الواحدة، وتكرر ماهو قائم فعلا في شمال العراق حيث ثمة إمارتان شبه مستقلتين - إلا في تقاسم عائدات نفط البصرة عائليا - في إقليم واحد!
إنها كوميديا سوداء ومن النوع البائس والرديء والذي لم يمر به العراق في أسوأ مراحله التاريخية وحتى في صراعات الغلمان المماليك ضمن الحكم العثماني: شخص نكرة وجاهل يقيم في الخارج ولا يجيد التحدث بلغة عربية سليمة ولا يُعرف له ماض سياسي أو فكري أيا كان ولا يحمل شهادة علمية أو إنجازا ما، يدعى علي فاضل يبث محتوى في فيديو موجها شخصيا إلى السيد مقتدى الصدر يحذره فيه من مؤامرة مزعومة لاغتياله من طرف بعض خصومه الساسة الشيعة.
يزعم علي فاضل في محتواه الفيديوي - الذي لن يتهمه القضاء الرسمي التربصي بأنه محتوى هابط - من أن هناك تسريبا صوتيا يقول إن النائب السابق ياسر صخيل القريب عائليا من نوري المالكي ومعه اثنان من قادة الفصائل المسلحة يخططون لاغتياله بطائرة مسيرة. وهنا يشتعل المناخ السياسي والتواصلي وينشر الصدر تغريدة ملتهبة ومفصلة في صفحتين ونصف يرد فيها على هذه المؤامرة تتولى قناة سعد البزاز "الشرقية" الترويج لها مرارا وتكرارا ولكنها لم تنشر نفي الطرف المتهم بهذا التسريب مع بث مضمون التغريدة.
لقد تجاهل السيد الصدر للأسف الشديد الأمور التالية قبل أن يتخذ ردة فعله الفورية:
*أن هذا الشخص - علي فاضل- شخص مشبوه وسبق له أن هاجمه في مناسبات سابقة وهاجم غيره.
*انعدام أي مبرر لمؤامرة مزعومة كهذه فهو قد انسحب وحزبه ونوابه طوعا وملء إرادته من العملية السياسية التي استمرت في مسارها التدميري بشكل طبيعي وألحقت المزيد من الخراب والفساد بالعراق وشعبه. وأعلن الصدر بقرار ذاتي أنه لن يشارك في الانتخابات القادمة.
*كيف يمكن الحصول على تسجيل صوتي مسرب وصحيح لحديث سري تآمري بين ثلاثة أشخاص يعرفون أنهم مستهدفون من خصومهم وفي الوضع الذي يعيشه العراق اليوم؟ ولنفترض أنه تم الحصول عليه بطريقة ما ومن طرف ما اوصله إلى علي فاضل مجانا أو لغرض ما، أ فليس من العقل التشكيك بهذا الوسيط الذي نقل التسريب؟
*إن خصوم الصدر من أحزاب وفصائل الطائفة "الإطار التنسيقي" لا يشعرون بأي تهديد منه أو من غيره، ويواصلون تملق الطرف الأميركي والطرف الإيراني ليسمحا لهم بالاستمرار في الحكم لأربع سنوات أخرى، ولا يقطع الطرف الأميركي عنهم الكتلة النقدية الدولارية الشهرية التي تأتي لهم بها طائرة عسكرية خاصة لتديم سريان أعمال الحكم الفاسد.
*إن علاقة الحكم الذي يقوده "الإطار التنسيقي" بإيران والمرجعية النجفية طبيعية ولم يطرأ عليها أي مستجد وهو يستغل تهديدات الكيان الصهيوني ونتنياهو شخصيا الأخيرة استغلالا جيدا ومفيدا، من دون التشكيك بهذه التهديدات التي تستهدف العراق سواء كان يحكمه الإطار التنسيقي أو التيار الصدري أو حتى البعث الصدامي.
*حتى لو كان مطلق الخبر الفتنوي -علي فاضل وقناة الشرقية أو سواهما- طرفا محترفا موثوقا به وجديرا بالتصديق، ألم يكن من المنطقي والطبيعي أخذ الخبر بحذر وحيطة وتروي، والتدقيق فيه وإجراء الاتصالات الضرورية بمن هم أهل لثقة الصدر للتأكد مما بثه هذا الشخص علنا وعلى رؤوس الأشهاد قبل الإقرار بصحته وتوجيه هذه التهديدات؟
*أليس من العقلاني ودواعي الذكاء البسيط أن يترك الصدر ومستشاروه في قيادة "التيار الوطني الشيعي -كيف جمعوا المضمون الوطني بالطائفي في هذا الاسم- مجالا للشك ولو بنسبة خمسة بالمائة في احتمالات التآمر من أعداء آخرين يحاولون إثارة الفتنة واحتمال أن يكون علي فاضل شخصا مخترقا ومكلفا بمهمة معادية من الموساد أو غيره؟
إن دماء العراقيين سواء كانوا من حزبك أو من أحزاب خصومك ضمن العملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية ودستور المكونات وكذلك دماء المدنيين الذين لا علاقة لهم بصراعاتكم النفعية الفئوية التي ستسفك في أي اقتتال أو صدام مسلح ستلطخ وجوه جميع قادة الأطراف المتقاتلة.
إن القتال المشروع والشريف والمبرر والصحيح الوحيد هو الذي يستهدف المحتل الأجنبي -الأميركي -الذي يحتل أراض عراقية ويهيمن على القرار السياسي والاقتصادي والثقافي العراقي وينهب خيراته ويتصدق على حاكميه بعض الفتات! وكل ماعدا ذلك من قتال واقتتال هو إجرام بحق العراق وشعبه.
*تجدون فيديو المشبوه علي فاضل على منصة أكس ولم انشره حتى لا أساهم عن غير قصد في نشر الشرر الفتنوي.
*كاتب عراقي