اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

أوراق الخريف- رواية: الفصل الأول// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

أوراق الخريف- رواية: الفصل الأول

د. ادم عربي

 

مقدمة!

في زمنٍ تتلاطم فيه أمواج الحياة بعنف، وتتقاذفنا رياح القدر نحو مصائر مجهولة، ينبثق ضوء خافت من بين ثنايا الظلام ليروي قصةً عن الأمل والصمود. هذه الرواية، التي تنسج خيوطها من وحي الأحلام والواقع، تأخذنا في رحلةٍ عبر الزمان والمكان، لنكتشف لنا معالم في النفس البشرية، ولنتعلم أن في قلب كل نهاية، تكمن بداية جديدة.

 

الفصل الأول

نظر إلى شقوق السحاب وضوء القمر الذي يخرج منها كلما سار في الدهاليز  ، ومع كل خطوة يخطوها، يزداد الضوء سطوعًا، مُبددًا ظلمة الليل الحالكة. يتردد صدى خطواته في الفضاء الرحب، وكأنه يعزف سيمفونية الوجود، والنجوم تتلألأ كأنها جوقة تصاحبه في رحلته الساحرة عبر أحضان السماء الواسعة ، كان يرقب خطوات القمر وفكره في مكان آخر ، فلم يكن جزءاً من المنظر ، كانت الأفكار تأخذه إلى أماكن بعيدة ، وكأنه يبحث عن إجابات في ضوء القمر الخافت.

نظر إلى الرسائل في هاتفه المحمول ، فإزداد تشتتاً ودهشة ، صورة رجل غريب المنظر ، وكأن رأسه مغروس بين كتفيه كحجر فوق صخرة ، وكرشه يتمدد الى فخديه يتوسطه حزام يقسمه إلي قسمين كذراعين  تُطوقان منتصف كيس طحين ، فتح الرسائل واحدة تلو الأخرى، وكل صورة تزيد من دهشته وغضبه ، كانت الصور تظهر رجلاً بمظهر غير مألوف، وكأنه شخصية من عالم آخر، قصير القامة ، لا معالم واضحة عليه ، فلا يُعرف هل هو مُقبل أم مُدبر .

ومع تتابع الصور، بدأ يشعر بأن هذا الرجل الغريب يحمل رسالة ما، ربما تكون مخفية بين طيات ملامحه العجيبة. كانت هناك نظرة في عيني الرجل توحي بالحكمة، وكأنه يعرف أسرارًا لم يُطلع عليها أحد قط. وفي لحظة صفاء، أدرك أن الرجل في الصورة ليس سوى انعكاس لحالته الداخلية، تجسيدًا للتشتت والدهشة التي تعتريه.

أغلق الرسائل ورفع نظره إلى السماء مرة أخرى، وقد تبددت الغيوم لتكشف عن القمر بكامل بهائه. وفي ذلك الضوء الساطع، وجد الإجابات التي كان يبحث عنها. لم يكن القمر يخفي الحقائق، بل كان يدعوه لاكتشافها داخل نفسه. وبخطوات متزنة، استأنف مسيره في الدهاليز، مدركًا أن كل خطوة تقربه من فهم أعمق لوجوده وللعالم من حوله.

في الظلام الذي يكتنف الدهاليز، وقف  محدقًا في القمر، وبدأ حوارًا مع نفسه:

من يكون هذا الرجل الغريب؟ تساءل ، وهو يتأمل الصورة على شاشة هاتفه. إنه ليس سوى ظل، صورة من صنع خيالك، أجابته نفسه بصوت خافت. لكنه يبدو حقيقيًا، كأن له وجودًا في عالمنا، أو ربما في عالم آخر. أليس كل ما نراه في هذا العالم مجرد انعكاس لأفكارنا ومشاعرنا؟” ربما، لكن هذا الرجل… يبدو كأنه يحمل رسالة لي. وماذا قد تكون هذه الرسالة؟ لا أدري، لكنني أشعر بأنها مهمة، كأنها مفتاح لشيء أكبر.

تنهد  وأعاد النظر إلى القمر، وكأنه يبحث عن إجابات في ضوءه الساطع.

يتبع في الفصل الثاني..

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.