وجهك يخترق حلمي// صالح مهدي محمد
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 18 أيلول/سبتمبر 2025 20:26
- كتب بواسطة: صالح مهدي محمد
- الزيارات: 524
صالح مهدي محمد
وجهك يخترق حلمي
صالح مهدي محمد
كأنّه سهمٌ من الضوء
يجيء من أعماق لا أعرفها،
يمرّ عبر الجفون،
ويترك وراءه ارتجاجًا في الهواء،
ارتجافًا يشبه انكسارَ ماءٍ
على صخرةٍ قديمة.
كلّما حاولتُ أن أغلق النافذة،
ينفتح وجهك من جديد،
كأنّ الذاكرة تتواطأ مع الغياب،
وتصنع لي مسرحًا خفيًّا،
أقف فيه وحدي
وأردّد اسمك كما يردّد الغريبُ
صدى الخطوات في ممرّ مهجور.
أنتَ لا تأتي ولا ترحل،
إنّك جرحٌ معلّق،
غيمةٌ بلا مطر،
طائرٌ يصرّ على الدوران حولي
دون أن يهبط أو يبتعد.
وجهك يخترق حلمي
كما يخترق السؤالُ معنى الجواب،
كما يخترق الحنينُ قشرةَ القلب
ليخرج منه إلى الفضاء.
أحيانًا،
أرى ملامحك تتمدّد على جدران المدينة،
تختلط بوجوه المارة،
تدخل في العيون التي تحدّق بي بلا سبب،
فأشعر أنّني محاصرٌ بك،
وأنّ العالم ليس سوى مرآةٍ كبرى
تُعيد رسمك بأشكال لا تُحصى.
أمس، في الحلم،
كنتَ تقترب منّي وفي يدك شعلة،
لكن النار لم تحرق،
بل صارت وردًا يشتعل في الهواء،
وكنتُ أنا أمدّ يدي فلا أقبض إلّا على الرماد.
وجهك،
ذلك الطيف الذي يسرق النوم منّي،
هو يقظةٌ أخرى،
يقظةٌ لا تُشبه الصباح،
بل تُشبه لحظةً يتوقّف فيها الزمن،
ويُصبح كلّ شيءٍ هشًّا،
حتى اسمي.
وأنا،
كلّ ليلة،
أجلس على حافة سريري
كمن يحرس سرابًا،
أفتح عينيّ،
وأغمضهما،
ولا أجد إلّا حضورك،
كأنّك آخر ما تبقّى منّي،
وأوّل ما لن ينتهي.
المتواجون الان
722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع