اخر الاخبار:
آي زون (iZone ): وصول آيفون 17 الى اربيل - السبت, 20 أيلول/سبتمبر 2025 12:00
هجوم إلكتروني يشل الحركة في مطارات أوروبا - السبت, 20 أيلول/سبتمبر 2025 10:41
تسقوبا/ تللسقف تحتفل بعيد الصليب المقدس - الخميس, 18 أيلول/سبتمبر 2025 10:33
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

تباريح المنافي// آدم دانيال هومه

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

آدم دانيال هومه

 

عرض صفحة الكاتب 

تباريح المنافي

شعر آدم دانيال هومه

 

منذ ألفي عام خلت

تتقصف أعواد سنابل الحزن في قلبي

وتتوهج بثور الألم في ذاكرتي

تضفي على الموت صوراً مطرّزة

كعروس آشورية في زيّها المزركش الأنيق

فتورق أحلامي على عتبات معابد أجدادي

مثلما ينعكس ضوء الفجر على أعشاش الطيور المهاجرة.

 

أراقب تحركات الله ومشاعره وانفعالاته

وأحدق في مرآة روحه من خلال دموع المنفيين عن أوطانهم

ومن خلال ثقوب الأبواب المغلقة التي رفرف أهلها مرغمين

وحلقوا في فضاءات الغربة القاتلة.

 

ألوك عشبة گلگامش الزاهية منذ ألفي عام

إلى أن شابت ذوائب الأزمنة والعصور

أدركتُ جميع أسرار الآلهة

وملائكتها

وأوليائها

ولكنني

لم أزل أزحف على ضفاف الموت في صحراء شاسعة

وأنا في طريقي إلى السماء الثانية عشر.

 

أضيء قناديل الشعر في ردهات عينيك

لتتألقين كسادنة الألق في سراديب الذاكرة

وكالطير الفوسفوري الذي يحلق في الآفاق اللامرئية

يتخطى حدود الزمكان.

 

أفضل ألف مرّة الموت في قلب النار

من العيش في الدخان.

 

أيها  العاشق المتسربل بالحزن والأسى

بلمسة واحدة من أناملها السحرية

ستمنحك حياة ندية تنضح بالحب االسرمدي.

 

كان الشواظ المتأجج في عينيها يضرم النيران في هشيم دمي.

 

قبل أن تتغلغل في مباهج قلبي

وتستطيب نضارة روحي

روّضتني على مراقبة الله من وراء سراب.

 

ما حلّ فرسان الصحراء في مكان ما

إلا وأعادوه إلى عصور البداوة الأولى

وقد سفحوا عريهم ورجسهم على الحدائق والمروج البساتين

وبعد رحيلهم كالجراد الجائع الغضوب

يتركون الرياض قفارا

ينحرون كل العشاق

وكل الحمائم

وكل ذي حياة

ولا يتركوا سوى سراوبل نسائهم معلقة في الريح

تذكاراً لأولي الألباب.

 

الإنسان الآشوري أينما كان سيظل آشوريا أصيلا

مهما تفننت في صياغته، من جديد، أيادٍ غريبة

وستظل جذوره راسخة في عمق أعماق أرض الرافدين

وسيظل منتمياً إلى تلك الأرض المقدّسة

أرض الآلهة الأولين

العابقة بأريج الحضارة... ودماء الشهداء.

 

عشتار!.... تعالي لأسند رأسي على صدرك الفوّاح

وأحدق في ضوء السحر بعينيك بشوق عارم

لأستحق بكل جدارة واقتدار

الانتماء إلى بلادي التي تغوص في مستنقعات الدماء

التي تستبيحها القططط والكلاب السائبة في الطرقات

ما بين المحيط والخليج.

ملعونة البلاد التي تتقيأ أبناءها بفعل الجوع والذل والخوف

وسطوة الحكام الطغاة الجائرين.

 

أعرف أنك أجمل وأبهى نساء الكون قاطبة

منذ ولدتُ

وأنا أشم أريجك من بين سنابل الأرض

أنفاسك تضمخ بالطيب ضفاف الفرات

على وقع أقدامك يثمر نخيل العراق

وتورق الحدائق قبل حلول الربيع.

 

عندما بدأت ذئاب الصحراء تنهش في القطيع

في غياب الرعاة الصالحين

تركوا لآلئ ذكرياتهم على عتبات الأبواب المغلقة

وتوغلوا في الرحيل

حاملين صلبانهم فوق نعوشهم

وفي قلوبهم يضطرم لهيب الشوق والحنين

إلى الوطن الذي غطت وجهه أسراب الذباب

وغيوم حالكة  تُنذر بالعقاب

يتردد صهيل دمائهم في أروقة المنافي

فيدبكون على إيقاع أغنية حزينة عن الوطن المقدس

يتألقون كالزبد فوق الماء

ثم ينامون على عتبات الفجر سكارى

ليصبحوا في آخر المطاف

دمى تُباع على أرصفة الغربة.

 

حين تخمد الصبوات في عمق أعماقي

أتكور حول ذاتي بعد منتصف الليل

في ذاكرة الرعد

تسري رعشة النار في خافقي

فألثم شفاه الغيم

لتنهمر من مآقي السماء شهب الأمطار

تسقي شجر الوعد القائم في آخر الدرب

الذي يقود إلى وطني المزنّر بالكوارث والويلات

وطني الذي يتنفس من رئتي

حين أراه مضرجاً بالدماء والأصفاد

أغمض عييني على أيقونة عروس الفجر

وأنام بظل شجرة الميلاد.

 

مذ أوغلت أنصال فرسان البودادي والقفار

في خواصر طفولتنا

صرنا نسمع صدى وقع أقدام الغول

الرافل باللعنات الأزلية

ترددها كهوف الرعب

وقصور الطاغوت الموبوءة بأحلام الضفادع

وشعاب التاريخ المسكونة بالأشباح

لتتتغلغل رويداً رويدا في نسغ أرض سومر

وتفوح روائحها النتنة في جميع أرجاء وادي الرافدين.

                                                                                      

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.