اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• تمخض الجمل ...!!!

بقلم : محمد الجاسم

  تمخض الجمل ...!!!

 

                      

مرت أيام وشهور بما مقداره عام كامل منذ آذار العام 2010 حيث هب العراقيون لإنجاز ملحمة الإنتخابات التشريعية التي انبثقت منها حكومة خديجة بعد ولادة عسيرة ولم يتوقع المواطن العراقي الذي ضحى بكل شي من أجل إنجاح تلك الإنتخابات أن يصطدم بسلسلة من الإحباطات بسبب التشكيك بنتائج الإنتخابات تارة وبالصراع العقيم على السلطة بالطرق المشروعة وغير المشروعة تارة اخرى،الامر الذي دعا الى الإرتداد والنكوص عند أغلب المواطنين سواء المعبئين منهم في تنظيمات حزبية أو منظمات مدنية أو البسطاء الذين لم يجدوا عبارة تناسب التعبير عن إحباطهم أبلغ من كلمة ( مع الأسف انتخبناهم بإيدينا).وما فتئت تتوالى على رؤوس العراقيين طرقات الندم على كل المستويات ولا أرجو من القارئ اللبيب أن يفهمني خطأً.. فيراني البعض سوداوياً أو غالقاً لباب الامل في الإصلاح والتصحيح..لكنني كمراقب عن كثب للشأن الوطني ومن مبدأ الحس الصادق لهموم الناس في بلادي لمست الإمتعاض الشديد في الشارع وفي البيت وفي مجالس النخب وعلى ألسنة بعض السياسيين الذين التقيتهم في زياراتي المتكررة للعراق ناهيك عن الأساتذة والأكاديميين الذين ضرب اليأس في رؤوسهم أطنابه ، بل اتسعت الشقة بين الشعب وحكومته المنتخبة وتزعزت الثقة التي بنيت بركام من الآهات والعذابات ،ومع كل أفق جديد يتراءى للمواطن العراقي أن الأيام والشهور ولعلها السنوات القادمة أيضا حبلى بالمزيد من التدافع الأهوج على كراسي السلطة والإمتيازات ومال السحت، الأمر الذي لا يدع فسحة من الوقت للإشتغال بهموم الناس ورفع معاناتهم عنهم سواء بالبطاقة التموينية أو بتحسين الطاقة الكهربائية وحتى بأبسط الخدمات البلدية الأمرالذي  يعزى له الإنفلات الامني أو ما يسمى بالخروقات الأمنية .. وقد أشرنا في مقالات سابقة غبّ كل خرق أمني أن الإنهيار في لحمة ومتانة العملية السياسية يعود بلا أدنى شك بالمزيد من الإنفجارات والضحايا والمسدسات الكاتمة ولقد قلناها وقالها اخوان لنا آخرون من اصحاب الضمائر النابضة بحب العراق ومن أصحاب الاقلام النزيهة الذين لا يرجون أجرا على مواقفهم سوى مرضاة الله والضمير، بأن الحوادث الخارقة للامن في العراق بكل ما تخلفه من شهداء وجرحى وأيتام وثكالى ومفجوعين يقف وراءها جيش من المخططين والمنفذين المحترفين الذين يجدون في الأجهزة الأمنية والحكومية مأوىً وملاذاً لمكرهم وأحيانا يجدون من يوفر لهم التمويل من أموال الدولة كذلك..لقد تساءلنا وتساءل الآخرون عمن يقف خلف خفافيش الظلام لتنفيذ مآربهم الخبيثة والإجرامية ،ويوما بعد يوم تكشف التحقيقات المعلنة وغير المعلنة عن تورط رجال أمن أو ممن يرتدون الملابس العسكرية متورطين في تسهيل عمليات الإجرام في أنحاء العراق.. وإذا كانت حوادث كإقتحام مجلس محافظة تكريت أو إغتيال عميد كلية الطب في الجامعة المستنصرية أوعملية السطو المسلح على محلات الصاغة في سوق علي النعمة في حي القاهرة ومثلها في البياع وأبي غريب والنجف وعميات اغتيال المواطنين وإلقاء جثثهم في الشوارع في حي الجهاد وغيره ..إذا كل ذلك يسمى في عرف الإعلام العسكري لوزارتي الدفاع والداخلية خرقا أمنياً ،وقبله الهجومات الإرهابية النوعية على الوزارات والمسك بزمام المبادأة وعنصرالمباغتة وتحديد زمان ومكان تلك الهجومات والأغتيالات المدبرة بحنكة عسكرية بيد الإرهابيين أنفسهم فهل يتبقى لنا من مسوغ لأن نفتخر بأجهزتنا الامنية وبقياداتها الميدانية ..رغم كل ما يبذله منتسبوها في الشوارع من جهود مضنية،وبالرغم من اقتياد آمرين وقادة الى غرف التحقيق وإحالتهم للقضاء في أغلب حالات الخروقات الأمنية المتسببين بها أو التي حدثت في قواطع مسؤولياتهم مازالت أصابع الإتهام تؤشر الى عناصر البعث الصدامي المتغلغلين في الاجهزة الأمنية والذين أصرت حكومة الوحدة الوطنية ومن بعدها حكومة الشراكة الوطنية على أن تبوئهم مراتب عليا وقيادية في وزارتي الدفاع والداخلية،بل وكذلك في المكاتب القريبة من مقرات صنع القرار و الإدارة العسكرية العليا. وإذا طال انتظار المواطن العراقي لسماع أسماء المرشحين لشغل المناصب الأمنية الجديدة التي جمعت كلها في قبضة السيد رئيس الوزراء وكالة طوال الأربعة اشهـر الماضية من عمر الحكومة ترانا أمام أسماء رجال مشمولين هم كذلك بإجراءات المساءلة والإجتثاث كما أشارت الى ذلك هيئة المساءلة والعدالة نفسها.. وكأن الجمل بعد كل ذلك المخاض ينجب فأراً ..                       

ورب قول أنفذ من صول                   

 

30آذار2011

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.