اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• إحدى جرائم حكامنا أننا لانعرف بعضنا !

علي فهد ياسين

 إحدى جرائم حكامنا أننا لانعرف بعضنا !

 

تأرٌخت علاقةً جديدة بين المواطن العربي وحاكمهِ بعد سقوط نظام بن علي في تونس لتفتح صفحةً في تفكيرهِ يكتب فيها أن الحاكمَ ليس إله كما وصلت إليه الفكرة التي ورثها عبر أجيال وحددت فيه سقف الرفض ونوعه ليكتشف أن أكبر ذنوبه هي صمته على حاله المزري حين آمن بضعفه وتردد في الدفاع عن حقوقه حتى سُحق وتحول الى رقمٍ في سجلات الحكومة

لقد جمٌدنا الحكام في عموم بلدان العرب لنتحوًل إلى أصنام تُتجمع أرواحُها في ملفاتٍ أمنية تُحسب فيها الحركة والانفاس وتلغى من فهارسها الخصوصية لنكون أتباعا للسلطان نميل على هواه ونستقيمُ على صٍراطه الذي يوصل للأمان في الدنيا والآخرة ليكون نوحنا المعذور عن كل خطاياه لأنه بنى لنا السفينة وكلف نفسه لقيادتها لبر الأمان الذي لايعرف الطريق إليه غيره قبل أن تتهشم سُفُننا وهي في موانئٍها لنختنق بروائح العفن وصديد جروحنا التي لاتندمل!

في العراق كان خطاب الحاكم أننا أمةً واحدة ولم نعترض لكننا ممنوعين من مغادرة المدينة التي نولد فيها الا بتصريحٍ من ذراعهُ الأمني ! أما أذا كان التصريح من ذراعه العسكري فأن ذلك شرف كبير لاننا نتوجه الى جبهات القتال التي تحصد أرواحنا في حروبه العبثية ! حتى أصبحنا سجناء بصور متعددة يرسمها الحاكم ونحتفظ نحن بتواقيعه على لوحات دمارنا !

هل نتصور أن حاكمنا ونظامه يحسب علينا حتى اختيارنا لإسماء مواليدنا الجديدة ! فإن كنت قريبا لمعارض ولحد ثلاثةٍ أو أربعة أجيال لاتستطيع أن تسمي مولودا جديدا بإسمه خوفا من إتهامك بجريمة إحياء ذكراه ! فكيف لك أن تعتبر نفسك مواطنا في بلدٍ أنت متهم فيه طوال حياتك ومطلوبُ منك لاخر لحظة قبل مماتك أن تثبت العكس !

مطلوب منك أن تكون عربيا أصيلا وأنت لاتعرف عن بلدان العرب غير المتاح لك في إعلامهم لانك ممنوع من دخول البلدان إلا بالحصول على فيزة دخول هذا إذا نجحت في أن تفلت من أكداس من أسئلة الشك التي تلتف حولك بدءا من تقديمك لطلب الحصول على جواز السفر ومرورا بالعملية القيصرية التي يسمح لك بعدها بمغادرة وطنك وليس إنتهاءا بوصولك للبلد الشقيق الذي تنوي زيارته ! لانك أبن النظام الفلاني أذن أنك متهم به حتى يتحقق الحاكم من خلال أجهزته ببرائتك !عندها تكون عربيا غير أصيلا لأنك بعت وطنك الذي هو الحاكم ! اذن أنت تحت مراقبة الحاكم الشقيق لحين مغادرتك دياره !!!!

هذه التفاصيل هي غيظ من فيض مما طبع حياتنا العربية في العصر الحديث على الأقل وهي وغيرها من التفاصيل التي عاشها ويعيشها المواطن العربي ويسمعها من أقرانه كشفتها الأحداث الأخيرة التي قدمتها وسائل الأعلام وهي تنقل أخبار الثورات على حكام التسلط في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا لتستدل النسب الكبيرة من العرب على مواقع وأسماء مدن عربية لاتعرف أي تفاصيل عنها وكأن ماكان ينادي به الحكام من وحدة العرب هو مجرد هراء يجب أن يحاكموا على تفاصيله لان المواطن العربي الذي يعملون منذ عقود على تدجينه أنهم و توجيه كل جهده للوحدة مع شقيقه العربي لايعرف حتى أين وكيف يعيش ذاك الشقيق المقصود ! وهم بذلك يتحملون وزر جريمةٍ هي في أبسط تعريف تعزيز الفرقة بين العرب وليس وحدتهم ! !ذ كيف يطلب من عربي أن يدافع عن أخيه وأبن جلدته وهو لايعرف شيئا عن تفاصيل حياته ! وللمفارقة فإن البعض من مواطني بلداننا العربية يعرفون الكثيرعن بلدان ومدن وحارات ومؤسسات غير عربية ولايعرفون ولايريدون أن يعرفوا أي تفصيل عما يحدث في بلدانهم الشقيقة !

من المسؤول عن كل هذا الخراب الذي نعيشه ؟ اليس هم حكامنا المنضوين تحت لواء مايسمى بالجامعة العربية التي نطالع في أجتماعاتها الدورية وجوههم الصفراء طوال ستة عقود دون ان ينتفض أحدا منهم على الواقع الهزيل الذي طبع تاريخ الجامعة وأدائها الذي كان يشكل عبئا أقتصاديا على الشعوب ودهليزا يجمع في أروقته العشرات بل المئات من عناوين البطالة المقنعة التي تشكل مساند للحكام الطغاة وتسويقا لانظمة حكمهم المتعفنة !

هذه أحدى جرائم الحكام الذين سقطت عروشهم أو الذين لازالوا سلاطين على شعوبهم وهي في تفاصيلها تشكل فضيحة لاندري متى يحاسبون عليها لاننا في بلدان يتولى فيها الحاكم كتابة القانون وتوقيعه !

 

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.