ارشيف مقالات وآراء
• مجلس الامن وأميركا .. هل يعلمان بوجود البحرين واليمن
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 12 تشرين1/أكتوير 2011 17:13
أسد علي
مجلس الامن وأميركا ..
هل يعلمان بوجود البحرين واليمن
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الديمقراطية , هي الفخ الذي وقعنا فيه , والحرية , هي الاداة لقتل افكارنا ومبادئنا اليوم . هاتان المفردتان كانتا طموحاً جماهيرياً عربياً باستمرار . وكانت الجماهير الثورية تنادي بهما دائما , لكن لم تكن هذه الجماهير تحصد سوى الموت في جميع البلدان , لا لشيء سوى ان الانظمة الحاكمة كانت صديقة للولايات المتحدة الأمريكية , وتسير في ركب ( شالوم اسرائيل ) .
واليوم ضمن الخطة الكبرى لتمزيق خط الممانعة العربي وحلفاءه , سقطت انظمة في الطريق للوصول الى سوريا ولبنان وايران , كقربان لابد من تقديمه . ان ذلك لا يعني عدم تحرك الشعوب العربية الذاتي للثورة , لا بل ثارت الشعوب مفجرة غضب تلك السنين العجاف تحت نير الانظمة الديكتاتورية , لكن الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا لعبت على وتر هذه الثورات بقوة , ضمن خطة محكمة , لم تخلو من مخاطر على مصالحها .
ان الخطة تقضي باسقاط احجار ( الدومينو ) حتى الوصول الى ( دمشق ) , لكن كان من الضروري قبل ذلك تهيئة الاوضاع العربية بلعبة طائفية , فشحنت الولايات المتحدة عبر ماكناتها الاعلامية و ( الذنبية ) الوضع العربي طائفيا وقوميا , و لتعمل على صعود المؤسسات السلفية الى دكة السلطة في ليبيا , وهي تحاول اليوم في سوريا , لكنها واجهت المفاجئة في ( اليمن ) , الذي نشرت فيه السلفية عبر ثلاث محاور ( الامريكي والسعودي والحكومي ) , لكنها اكتشفت ضعف امكانياته على ارض الواقع , بعد ان انخدعت بقبلية المجتمع اليمني , وظنت ان ( السلفية ) مرادفة ( للقبلية ) , فاثبت المجتمع اليمني انه اكبر من المخطط الامريكي السعودي .
ان سعي الولايات المتحدة لوصول السلفيين الى دكة الحكم كان منطقيا , لانها اوهمت المنطقة بان الصراع اليوم ليس ( عربيا – اسرائيليا ) , بل هو ( سني – شيعي ) و ( عربي – كردي ) ( اسلامي – مسيحي ) .. الخ . وبالتاكيد ان ( السلفيين ) هم الاداة المرنة امريكيا للقيام بكل ذلك الدور , فهم يتقولبون بكل القوالب , عبر فتاوى مثيرة للضحك والبكاء في نفس الوقت .
اننا لا ندّعي بديمقراطية النظام في دمشق , لكننا نستطيع القول بانه ( انعم ) الانظمة الموجودة عربيا . وهو لا يقاس بوحشية النظام السعودي او الخليجي بصورة عامة , ولا بديكتاتورية الملكية المغربية , او سلطة الحديد في الجزائر ..
لو استعرضنا الميول الغربية في الثورات القائمة , سنرى بوضوح الصورة الحقيقية للعبة الامريكية , ففي تونس صاحبة الثورة الاولى لازالت الولايات المتحدة وفرنسا تعرقلان المسيرة الديمقراطية , خوفا من صعود ( حزب النهضة الاسلامية ) بقيادة ( الغنوشي ) , لانه تيار اسلامي معتدل حركي واعي . و في مصر لازالت تحاول الضغط على حركة الاخوان لتقييدها بشروط ( الديمقراطية على الطريقة الامريكية ) , والتلاعب بالثورة عبر سرقتها , وتكثيف الخلاف الطائفي . اما في اليمن ففتحت صراعا عشائريا بعد ان يأست من التأثير السلفي في مسار الثورة . وفي سوريا صار من الواضح تمسكها بالخيار ( السلفي ) الذي تم اعداده لسنين في الحاضنة السعودية . اما في ليبيا فكان الخيار السلفي هو البديل عبر قيادات موالية للغرب و تشكر ( فضله ) . و في البحرين صار الاتفاق على تسليم الجزيرة للماكنة السلفية مع دعم عسكري , خشية من الآثار الجانبية للعبة التغيير .
ان مواقف مجلس الامن والولايات المتحدة والدول الاوربية – ولا نذكر العربية – حول الاحداث في سوريا , تثير كل علامات الاستفهام لدى الثوار في البحرين واليمن ؟!! . ففي الوقت الذي اثبتت التقارير المحايدة ان سوريا لم تشهد ما شهدته اليمن والبحرين من مجازر علنية وامام شاشات التلفاز , وكذلك ثبوت قيام المؤسسة السلفية بالاعتداء على الاهالي والمصالح العامة في سوريا , بينما قام الثوار في البحرين بتوزيع الزهور , و اثبت الثوار اليمنيون التناغم الرائع السلمي لثورتهم , واثبتوا للعالم ان فبليتهم لا تعني تخلفهم , بل تعني تماسكهم .
نقول مع كل هذا الوضوح , والثبوت القطعي للمجازر في اليمن والبحرين , يصر مجلس الامن واميركا واوروبا على تجاهل الشعبين البحريني واليمني , وتركهما بصورة علنية وبضوء اخضر واضح لتسحقهما نيران الحكومات القبلية العسكرية في البلدين , رغم انهما وبصراحة وشفافية عالية لم يطلبا سوى الانتخابات الحرة وباشراف دولي . مع الرفض الواضح لاي تغيير ( صغير ) من جانب السلطات في البلدين في تحدي واضح لحقوق الانسان .
بينما لازلنا جميعا نجهل معالم المشروع ( الامريكي السلفي ) في سوريا , التي اعلنت حكومتها جملة من الاصلاحات الديمقراطية , وسمحت لاجتماعات وتجمعات صريحة في معارضتها للنظام , على عكس الانظمة اليمنية والبحرينية ! .
التساؤل اين ( مجلس الامن ) و ( الولايات المتحدة ) و ( اوروبا ) و ( منظمات حقوق الانسان ) و ( منظمات دعم الديمقراطية ) و ( قناة الحرة ) و ( قناة الجزيرة ) و ( قناة العربية ) و ( قنوات الحياد الاوروبية ) ؟؟!! .
المتواجون الان
677 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع