ارشيف مقالات وآراء

• مؤتمرات القمة العربية .. للحكام فقط !

عماد الاخرس

 مقالات اخرى للكاتب

·        مؤتمرات القمة العربية .. للحكام  فقط !

     17\10\2010

     وما اعنيه بالجملة الثانية من عنوان المقال (( للحكام فقط )) هو إن غاية انعقاد مؤتمرات القمة العربية و ما يدور فيها من حوارات سواء المعلن منها أو الذي يجرى خلف الكواليس هو ليس لدراسة واقع حال الشعب العربي بل لدراسة حال الحكام العرب سواء كانوا من الجمهوريين الوراثيين أو الملوك والأمراء .. وهذا التفسير يسرى على جميع القمم السابقة و اللاحقة  في حالة بقاء نفس هؤلاء الحكام !!

     وبتوضيح أكثر .. إن الحكام العرب في مؤتمرات القمة يركزون بالدرجة الأولى على مناقشة القضايا التي تتعلق بما يضمن استمرارهم في كراسي الحكم وتسهيل مهمة توريثها لأبنائهم وكيفية التصدي لكل ما يتعارض مع ذلك.

     إنهم لا يبالون بنقاش واقع حال شعوبهم وخصوصا الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي الذي تعيشها وهم أكثر اهتمام بسعة نفوذهم وقوة قبضتهم وزيادة رؤوس أموالهم وملياراتهم ونعيم وترف عائلاتهم .. وحتى لو تم دراسة جزء منها فهي من باب عدم صدامها مع الغاية الرئيسية في ضمان الاستمرار بحكمهم لأطول مده ممكنه.

    ولتأكيد صحة ما ورد أعلاه أتمنى أن يجيبني القارئ الكريم على السؤال التالي .. ماذا قدمت القمم العربية للمواطن العربي منذ اليوم الذي انعقد فيه أولها إلى آخرها الذي انعقد في مدينة سرت الليبية ؟ .. اعتقد بأنه لا يختلف معي في الإجابة وهو يلاحظ بنفسه واقع حاله الذي يسير من سيء إلى أسوأ وفى مختلف المجالات .

    فمثلا في الحالة العراقية جاء في البيان الختامي لقمة سرت التأكيد على ضمان وحدة الأراضي العراقية وهى فقره تؤكد خوفهم من فيدرالية الحكم في العراق وسوء فهمها وكما يطبلون بأنها مشروع تقسيم وهذه ترتبط أيضا بكراسي حكمهم  لأنها قد تمتد لبلدانهم وبالتالي تفقدهم جزء من هيمنتهم وتقلل من مساحة وحدود سيطرتهم ونفوذهم .. بينما لم تتم إدانة الإرهاب الذي لازال يسقط بسببه الآلاف من الضحايا العراقيين علما إن بلدانهم تحتضن وتمول وتدرب الإرهابيين بعلمهم ولا اصدق مطلقا اى رأى خلاف ذلك .

     أما في الشأن الفلسطيني تلك الورقة التي يلعب عليها اغلبهم منذ عقود وبسبب تخاذلهم وصلت إلى المستوى المعروف الذي هي عليه الآن فلم نجد هناك اى أدانه على الأقل للقرار الأخير الذي يفرض الولاء للدولة اليهودية على كل من يعيش على ارض إسرائيل  .. وهذا  الشأن خط احمر لن يقتربوا منه لان قد يثير غضب أسيادهم الداعمين لهم ولإسرائيل  .. ولتلخيص مدى تهاونهم في هذا الشأن يكفى الإشارة إلى استبدالهم مصطلحات الصراع والمقاومة إلى  السلام العادل في قرارات قممهم !

     أخيرا أقولها ..  إن المواطن العربي لم يبنى اى أمل على مؤتمرات القمة العربية ولم يصرف حتى جزء بسيط من وقته لمراقبة قراراتها مع إنها تنقل مباشرة من على جميع القنوات الفضائية العربية وغيرها لأنه أصبح على يقين بان غايتها محصورة في  دراسة ونقاش ما يطيل أمد كراسي  حكامه و لو اقتضى الأمر سحقه وإلغائه!!