اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• ماكنتُ يوماً في الشيوعيين

شعر: عبد الستار نور علي

  ماكنتُ يوماً في الشيوعيين

13/03/2011

 

كنتُ أود أنْ أكتب في قرار اخلاء مقرّ الحزب الشيوعي العراقي في ساحة الاندلس ومقر صحيفة طريق الشعب في شارع أبي نؤاس تنفيذاً لأمر صادر من رئيس الوزراء والذي قامت قوة عسكرية بتطبيقه عنوةً يوم الأحد المصادف 6 آذار 2011 ، بما يُعدّ قراراً بمنع الحزب عن النشاط ، وقد كتب الكثير من الأخوة الكتاب في ذلك فرأيْتُ أني لنْ أضيف شيئاً جديداً. لكني وجدتُ أن أعيد نشر هذه القصيدة المنشورة سابقاً لأني رأيتُ أنها تناسب الحالة المذكورة وفي وقتها:

 

قالوا: شيوعيٌّ. فقلتُ:

كلُّ منْ يشعُّ نورُ الشمسِ في عينيهِ،

دفءُ الأرضِ في قلبهِ في لسانهِ، الفولاذُ يسقيهِ،

وربُّ الشعرِ والكلامِ والفكرِ وصدقُ القولِ راويهِ،

وحبُّ الناسِ حاديهِ وناديهِ،

طريقُ الشعبِ في النضالِ بالأيدي وباللسانِ، بالقلبِ،

وحقُّ الوطنِ المسلوبِ في الحريةِ الحمراءِ روحٌ من أغانيهِ،

سلامُ الكونِ، أمنُ الناسِ فيضٌ منْ أمانيهِ

خلوُ البلدِ الرابضِ في الصدرِ

من الجوعِ ، من الفقرِ

من الأميةِ الضاربةِ الأطنابِ هاديهِ،

تقولونَ: شيوعيٌّ!

 

أنا الساكنُ في زاويةٍ شمالَ غربِ الأرضْ

أنا الحاملُ هذا النبضْ

أنا الواقفُ فوق القدمينْ

ثابتتينْ

في عمقٍ جذرِ الأرضْ

ما كنتُ يوماً في الشيوعيينَ معْ أني التقيتُ

واختلفتُ.

 

ما كنتُ يوماً شارةً، أو رايةً، أو طلقةً،

لكنَّني

بكلِّ ما في أضلعي البسيطةِ الرقيقةِ الطيبةِ

أحببتُ.

في حدقتيَّ أنجماً أويتُ، وارتويتُ، فارتقيتُ

سحائبَ الجبالِ والوديانِ والسهول والأمطارِ والأنهارِ

والنخيل والأهوارِ،

والمدنِ الكبارِ والصغارِ،

والأزقةِ الظلامِ والجوعِ،

بيوتِ الطينِ والصفيحِ والقفارِ، سُحْتُ

في خارطةِ العالمِ في الشرقِ وفي الغربِ

وفي الشمال والجنوبِ

في أحياء كلِّ الفقراءِ الضعفاءِ، الأقوياءِ بالثورةِ، بالحبِّ،

بحلم الوطن الحرِّ السعيدِ

باليوتوبيا البشريه.

 

ما كنتُ يوماً في الملفاتِ

ولا في ماحكتْ عينُ المجلاتِ.

رأيتُ، وتقصَّيتُ، وراقبتُ، تأمَّلتُ، قرأتُ

ما يقولُ رأسُ المالِ والبيانُ، والقصةُ والشعرُ

غوركي، ماياكوفسكي، لوركا، أراغونُ، نيرودا،

وكزانتزاكيسُ، بورخيسُ ، وماركيزُ،

وكلُ الأدباء الشرفاء العظماءِ بالحرف وبالضياء

بالعشقِ، وبالتوقِ، المساواةِ، العدالةِ،

إنهيارِ السور بينَ اللونِ واللونِ،

وبينَ الدين والدينِ،

وبينَ القوم والقومِ، وسبحتُ

في عوالمٍ تزخرُ بالكفاحِ، بالكلامِ،

بالأحلامِ، بالحمامِ، بالسلامِ،

بالجراحِ، بالنيرانِ، بالعشقِ،

وبالأرواحِ والقلوبْ.

 

ما كنتُ يوماً في التواريخ، ولكنّي قرأتُ

عن باريسَ، عن كومونةٍ شعبيةٍ حالمةٍ ثائرةٍ.

قرأتُ عن ثورةِ أكتوبرَ

عن عشرةِ أيامٍ تهزُّ العالمَ الساكنَ، الثابتَ،

الفاسدَ، الظالمَ، الخائفَ، الواقفَ فوقَ النارِ والحديدِ،

والغارقَ في الظلمِ وفي الأغلالِ والحروبِ والدماءِ والصديدِ

قرأتُ عن لوركا واسبانيا

وعن فهدٍ وإضرابٍ لعمال كورباغي

وعن وثبةِ كانونَ 1948

وانتفاضةِ تشرينَ 1952

وعن ثورةِ تموزَ 1958

وعن مذبحةِ شباطَ1963

وعنْ جبهتهمْ

قرأتُ عنْ جيابَ، هوشي منه، جيفارا ودوبريه

سانتياغو والليندي

ثُمَّ غورباشوفَ، يلتسينَ، شيفرناتزهْ وبرلينَ

 

عشقتُ

ماينشدهُ السيابُ، والنوابُ، والأخضرُ بنْ يوسفَ، والريفيُّ محمودُ

ورشدي، ماجدُ العامل، خصباكُ، وشمرانُ، وفرمانُ،

ودرويشُ، سميحُ القاسمِ، معين بسيسو، أميل حبيبي،

حنا مينا، نجيب سرور، صلاح عبد الصبور .....

 

وقد أبحرتُ

في بحرِ المجلاتِ التي قد وُصِمتْ حمراءَ،

لا صفراءَ أو سوداءَ،

حمراءَ !

نعم

منْ لايحبُّ وردةً حمراءَ

يهديها الى الأمِ، إلى الصديق والحبيبِ

والحزبِ الذي ما كنتُ يوماً صوتهُ أو ظلهُ،

معْ أنني التقيتُ،

و(اختلفتُ) ؟!

 

 

عبد الستار نورعلي

الأحد 13 آذار 2011

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.