اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الكويت تربح الحاضر وتخسر المستقبل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن الخفاجي

            الكويت تربح الحاضر وتخسر المستقبل

 

لم يكن الكابتن كفاح حسن مهربا أو إرهابيا أو لصا  أو تاجرا للمخدرات أو مطلوبا من قبل الانتربول أو مسافرا عاديا ، ولم يكن هو من سرق طائرات الكويت في العام 90 ليحجز ويصادر جوازه  في بريطانيا .دخل الكابتن كفاح إلى بريطانيا ضمن وفد عراقي  رسمي رفيع المستوى بقيادة وزير النقل .

 

كنت احسب ان موقف الحكومة العراقية بكل شخوصها سيكون اقوي من هذا الموقف المتراخي ،وكنت أظن ان السيد المالكي سيتبنى الموضوع شخصيا أو يخرج السيد على الدباغ عن صمته لكن هذا لم يحصل . ظننت ان مجلس الرئاسة الذي تربطه علاقات شخصية طيبة بأمير الكويت سيبادرون لحل اللازمة، أو الضغط باتجاه الحل ،لكن هذا لم يحصل أيضا .

 

اعتقدت ان السيد طارق الهاشمي صديق الكويت والمقرب من أميرها سيبادر ويتدخل لإطلاق سراح الكابتن كفاح مثلما عودنا دائما بمطالباته  المستمرة بإطلاق سراح السجناء العراقيين في سجون الحكومة العراقية وفي السجون السعودية لكن هذا لم يحصل أيضا !.

 

دفعني اليأس وذهبت صوب القوائم الفائزة في الانتخابات ،والذين سيمثلوننا في البرلمان لكني لم أر موقفا واضحا ورسميا من كل الكتل الفائزة ،عدى أصوات فردية ارتفعت من هنا وهناك تطالب الكويت بصوت خجول لإنهاء الأزمة .

 

كنت أظن ان  قيادة التحالف الوطني ستستغل علاقاتها التاريخية بالكويت وتتدخل لكنهم خيبوا ظنوني .

 

اعتقدت ان رجال القائمة العراقية الذين اسمعونا كما كبيرا من التهديدات في الفترة الأخيرة ، اعتقدت إنهم  سيستمرون بتهديداتهم ،ويستخدموا نفس اللهجة الحادة مع الكويت مثلما عملوا في موقفهم من قضية احتلال البئر النفطي في الفكه  لكنهم اثروا الصمت ،وكان للنائب جمال البطيخ  تصريحا غريبا ،حين لام الخطوط الجوية العراقية لتسيرها رحلات إلى لندن وترك الجانب الكويتي !.تصريح النائب جمال على هذا الرابط

 

http://www.akhbaar.org/wesima_articles/index-20100504-89452.html

 

سكتت قائمة التحالف ،ولحقتها العراقية ،وسار ت دولة القانون على نفس الدرب ، ولم يحرك الأكراد ساكنا !!. 

 

الأغرب ان موقف وزارة الخارجية كان هزيلا من القضية ، وأشار الكابتن كفاح إلى ذلك علننا عندما اتصلت به قناة العراقية في مكان حجزه في لندن .وسائل الإعلام العراقية كافة لم تعطي الموضوع حقه ،عدى بعض الأصوات هنا وهناك ،لم نسمع عن تحرك حكومي، أو برلماني ،أو سياسي ،أو شعبي، أو إعلامي موحد قوى للان نجابه به الصلف الكويتي ،حتى ان الاستثمارات الكويتية لا تزال هي سيدة الاستثمارات الأخرى  في العراق ولم تمس ولم تجمد كأداة للضغط !.

 

من غير المعقول ان يستمر الموقف هكذا ،وكأن الجميع يخافون ان تغضب عليهم دويلة الكويت العظمى.

 

من شدة يأسي من موقف كل الأطراف العراقية ذهبت بي الظنون بعيدا ،كنت أتمنى ان يتدخل أمير الكويت شخصيا ليحل الأزمة ، كنت أظن انه سيخصص دقائق من وقته الثمين ،ويتابع قضية خطرة  مشابهة لقضية سبق وان كلفت الأمير الحالي وعائلته حكمهم ودولتهم ،حينما دخلت عليهم جيوش صدام في الثاني من آب العام 90 .

 

لكن الأمير(مستانس) على الاهانة الكويتية،التي لحقت وتلحق بالعراق بفعل كويتي رسمي ،عسى ولعل ان تعيد هذه الاهانة للكويت الرسمية شيئا من كرامتها التي هدرت في غزو صدام .

 

مخطئ من يظن ان الأفعال الكويتية التي تصيب العراق والعراقيين، وحتى الإصرار على اخذ الديون والتعويضات تتم بعيدا عن روح الثأر والانتقام التي تميز البدوي عن غيره من البشر .

 

ربما ستحصل الكويت على الكثير من الأموال العراقية بواسطة القرارات الدولية وبغيرها ،لكنها ستخسر العراق حتما إذا استمروا بنفس الدرب .

 

فهل سيتنبه عقلاء الكويت ؟ ويتطلعوا للمستقبل، ويتماثلوا للشفاء من العقد التي سببها الغزو الصدامي ،ويدركوا حقيقة ان العراقيين هم ضحايا صدام مثلما هم ضحايا،وان الكويت ستظل جارة أبدية للعراق.

 

ويكفوا أذى ثاراتهم عنا ؟

 

تركت كل هؤلاء وذهبت صوب القضاء البريطاني ،سبق لهذا القضاء ان غض الطرف عن قضايا مصيرية تهم بريطانيا بعد تدخل السياسيين: حين أوقف بلير التحقيقات في فضحية صفقة اليمامة  السعودية البريطانية ،والتي بلغت قيمة الرشوة فيها مليار دولار كانت من نصيب بندر بن سلطان ،وحين أطلق القضاء البريطاني سراح  المتهم الليبي المقرحي بحجة انه سيموت بعد أربع أشهر، لكنه لا يزال حيا يرزق ، وله عشرة أشهر خارج القضبان!.تم ذلك بعدما ساوم سيف الإسلام القذافي الشركات البريطانية النفطية العاملة في ليبيا وهددهم  بفسخ عقودهم ، وإيقافهم عن العمل بعدها ضغطت تلك الشركات على الحكومة والقضاء وأطلق سراح المقرحي .

 

 طالما ان أي شيئا من الذي تمنيته لم يحصل ،لم يبق لي إلا ان اذكر الحكومة العراقية الحالية والقادمة ، ان كرامة الأوطان من كرامة الإنسان،ولا كرامة  لدولة ولحكومة شعبها يهان كل حين .

 

من يزرع العداوة يحصد الشر

 

حسن الخفاجي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.