اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

رسالة الى من يهمه الأمر // ناظم قودا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

رسالة الى من يهمه الأمر

ناظم قودا

انتبه ايها الأنسان، فان ما سأتناوله بالشرح والإيضاح لا يقتصر على فئة او شريحة معينة، بل هو يمتد ليشمل مختلف الفئات والشرائح التي يتألف منها المجتمع البشري وينحصر في إحدى الممارسات التي طغت وانتشرت وتغلغلت في تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها المجتمع كأفراد وجماعات، هذه الممارسة تحولت الى ما يشبه الى حد كبير طبيعة أو صفة من الصفات التي تميز البشر كمخلوقات عن باقي الخلائق التي تتواجد معه وتحيا وتعيش على وجه البسيطة ...!

انه الإرهاب / هذه الكلمة التي ما أن نسمعها حتى تقشعر لها الأبدان وتشمئز منها العقول والاذان ويستنكرها القلب والوجدان ، لانها صفة تحول وتعمل على جعل الأنسان ينقلب من الوداعة والمحبة الى الافتراس والشراسة ، لا وغريزة الافتراس عند الحيوان لا بل يفوق بوحشيته الحيوان غريزة الافتراس عند الحيوان . ان الارهاب يستبدل السلام والأمان بالخوف والرعب .. الأرهاب هو على اشكال عديدة فهو لا يقتصر على شكل واحد بل يتشعب الى جميع الممارسات الخاطئة التي يمارسها الكثيرون فاللص و\السارق والكاذب والمخادع والمتسلط والشقي والمنافق وغيرهم هم جميعا يمارسون الإرهاب كالقتلة ومفجري العبوات وقطاعي الطرق والذين ينشرون الدمار ويمارسون عملية الخطف والتهديد والتهجير القسري وما الى ذلك . اذن الإرهاب هو كل ممارسة ضد كل ما هو سوي وعادل وإنساني لذا فكل شخص يقوم بمثل هذه الممارسات هو ارهابي لعين وبصورة وشكل آخر ، بالإمكان القول ان الإرهاب هو ترك الحياء الإنساني وأركانه جانبا وارتداء برقع النذالة والدونية وعدم الأستيحاء وترك قيم التمدن والتحول نحو القيم الوحشية والحيوانية، وهنا لا بد لنا من التعرف على حكاية مما رواه أجدادنا الأقدمون من الحكم التي اطلقتها لنا عقولهم ، فتعالوا لنتعرف على تفاصيل هذه القصة .

  يحكى ان في زمن ما كانت تعيش قبيلة يقود شؤونها شيخ من المشايخ وكان لهذا الشيخ ولد بالغ من العمر ما يناسبه الزواج فأختار له إحدى بنات الشيوخ لأن قرينة شيخ يجب وبحكم التقاليد ان تكون شيخة من عليّة القوم وكانوا ذوي امكانيات وحال ميسور لا ينقصهم شيء سواًْ كان ماديا او معنويا ولكن مع كل بحبوحة تلك الحياة كانوا محرومين من الخلفة والأولاد وهذا ما كان ينغص عيشهم ويجعل من سعادة حياتهم سعادة ناقصة وكان ان تضرعت الشيخة الأم الى الله القدير ان يكمل هنائها وحياتها السعيدة بأن يرزقها بفلذة كبدها ( طفل ) ودامت في توسلاتها وتضرعها الى الباري عز وجل الى ان كان يوما استجاب لتضرعاتها القدير فأحست بالحمل ومن فرحتها فقد نذرت نذرا امام الباري وكان ما أنذرته هو انها في حالة تحقيق أمنيتها ورزقها بطفل سوف تقوم بممارسة مهنة التسول والشحاذة ليوم واحد اي ان تحط من مكانتها وتعيش الحياة الدونية وتجلّت قدرة القادر فأنجبت طفلا جميلا وسرت به كثيرا وفي يوم تذكرت نذرها وما عليها ، وترددت كثيرا وأصابتها الحيرة .. ماذا تعمل ..؟ فهي من جهة يجب ان تكمل نذرها والا سيتعرض مولودها لسوء ومن جهة اخرى ، فان الوفاء وإكمال ما وعدت به صعب عليها تنفيذه لما تحتله من مكانة في مجتمعها ومكانة زوجها وأهلها وسمعتهم . وفي النهاية تغلب حب الضنى والمولود على المكانة والسمعة ، وقررت القيام بإتمام وعدها ونذرها ، وما ان بانت خيوط النهار في اليوم التالي حتى حزمت أمرها وغادرت دارها في نية التسول وشرعت من باب ليس قريبا من دارها ، طرقته ونادت : أعطوني من ما أعطاكم الله ثم البيت التالي وبعده واستمرت تتسول الى منتصف النهار وعادت الى الدار ، ثم اكملت بعد الغداء نفس العمل الى المساء ، وما كان منها بعد ان عرفت مقدار ما حصلت عليه في اليوم الأول الا ان أصابها الدهشة وتعجبت من كثرة ما جمعت ، فقررت ان تعيد الكرّة في اليوم التالي واستمرت هكذا في الأيام الاخرى ، استحلت واستحسنت هذا العمل الى ان وصل خبر استجدائها لزوجها فقام الزوج بالاستيضاح منها وسؤالها عن السبب الذي دفعها

لممارسة هذا العمل المخزي والذي لا يليق بمكانتها وسمعتها ومكانته وسمعته باعتباره مسؤولا مباشرا عنها خاصة ان كل ما تحتاجه متوفر وهو لا يرد لها مطلب ، فأخبرته بكل ما كان وسردت له قصتها ووعدته بالامتناع عن تلك الممارسة بعد ذلك ، بعد ايام نكثت وعدها وعادة ثانية لممارسة التسول حتى وصل الخبر الى أبيها وتأكد عن صحة ما يقال فكّر الأب في معالجتها ، فاستعان بأحد العرافين وقرر العرّاف بعد ان سمع عن حالتها استصحابها الى المكان الذي شرعت منه بالاستجداء فأرشدته الى باب الدار الأول الذي طرقته لأول مرة ، وعند وصولهم بالقرب من ذلك الدار انحنى العرّاف وتناول بقبضته من الماء الآسن ولطّخ به وجه المرأة ، فاستغرب الأب والزوج من تصرف العراف . أسرع العراف مخاطبا الجميع وقائلا : هذا هو الموضع الذي تركت فيه هذه المرأة حيائها لأول مرة ، وأنا قمت بإعادته الى وجهها وبذلك عادت الشيخة الى صورتها والحياة الماضية التي عاشتها قبل ان تفقد الحياء .. ولكن نحن ماذا علينا فعله لإرجاع الحياء الى وجوه من فقدوه اي الإرهابيين بكافة أشكالهم .. هل نعمل كما عمله العراف ...؟ الجواب انه صعب او شبه مستحيل ان ننجح بهذا وذلك لأسباب عديدة ، ان فاقدي الضمير والذين تعودوا على الشر واعتادوا وتطبعوا عليه من الصعب علينا أعادتهم الى الطريق الصحيح وذلك لكثرتهم وتنوعهم . وما الحل سوى ان نتوكل على الله فهو القدير القادر على كل شيء .   

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.