اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

قراءة في رواية اولاد حمدان للكاتب راسم عبد القادر// سعدية العبود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعدية العبود

 

عرض صفحة الكاتبة 

قراءة في رواية اولاد حمدان للكاتب راسم عبد القادر

سعدية العبود

 

في إحدى الندوات في مكتبة الاديبة سافرة جميل، اهداني الروائي راسم عبد القادر الحديثي نسخة من روايته اولاد حمدان وقد كان اعتزازه بالرواية واضح لانه احد ابطالها، وطلب مني قرائتها وإعطاء الرأي فيها، تناسيت الموقف عاتبني لاحقا على ذلك. 

 

تبادر إلى ذهني للوهلة الأولى انها على غرار اولاد حارتنا للروائي نجيب محفوظ ولكني وجدتها بعيدة كل البعد عنها. تتحدث الرواية عن رب الأسرة حمدان الذي يتعرض إلى صدمة بسبب خسارة تجارته وأمواله دون كشفه عن الأسباب، وكل ما استطاع ان يتمتم به انه باع البيت ويسكت راحلا إلى ربه. كان الحدث صدمة للعائلة بسبب هذا الرحيل المفاجئ والإفلاس المعلن لهم خاصة وانه المعيل الوحيد للاسرة.

 

تتكون عائلة حمدان من زوجته والابن الاكبر احمد واسماء والأخير صباح، الذي يحتل اغلب أحداث الرواية بسبب نزقه وتصرف الخاطئ للبحث عن اسباب وفاة والده وهذا ما سبب مشاكل له ولعائلته، بسبب اقحام نفسه في مجتمع يكتنفه الغموض والشبهات والفساد متمثلة في سرقات النفط عبر تهريبه، حيث انه رحل إلى البصرة للعمل هناك كجزء من كسب ثقة الجهة التي كلفته بعد مجئ رجل غريب إلى بيتهم يدعى سلام اخبره ان والده كان يتردد على هذا المكان. ويبدو ان سلام هذا وكيل أمن ربما زرعته الحكومة في طريق صباح كي يتم التخلص منه بتهمة باطلة، يحكم على اثرها بالإعدام، وقد جاهدت العائلة بكل السبل غير المشروعة على تأجيل تنفيذه قاربت على ثلاثة أعوام، كانت سبب رئيس في وفاة والدته. بعدها حصلت اضطرابات في السجن ادت إلى هروبه مع شخص يدعى جاسم، وهذا بدوره ورط صباح في جرائم السرقة، وبات صباح مطلوب مرة أخرى ليلقى القبض عليه وينفذ به حكم الاعدام هو ومجموعة اكثر من عشرين رجل وثلاث نساء، وكان هذا الحدث سبب مظاهرات في الشارع اثناء حمل الجثامين سميت هذه بحركة الجثامين العراقية ومن ثم تطور إلى حركة الجثامين العربية.

 

بات جاسم صديق للعائلة، استغلها في التردد على بيت حمدان حيث أعجب بابنتهم اسماء وطلبها إلى الزواج ورفضها له، وكان من نتيجتها الاعتداء على اسماء الطالبة الجامعية واغتصابها لاجبارها على الاقتران منه.

 

الشخصية الأخرى في الرواية هو عمار ابن خالهم القادم من ريف الانبار والطالب في كلية الآداب ونشوء عواطف غير معلنة مع ابنة عمته اسماء جراء تردده على دارهم، والتي يجبر على التخلي عنها لتنفيذ رغبة والدته المتسلطة لان احمد لم يرغب بالزواج من ابنتها. وبالرغم من تشبث اسماء به لاعتقاها بأنه طوق النجاة الذي ينقذها من جاسم ومضايقاته لها، الا انه خذلها لعدم قدرته على الدفاع عن حبه مكرها والزواج من أخرى حسب اختيار والدته.

 

كان لوجود عمار مع مجموعة من الطلبة في الوزيرية أثر على تبنيه الافكار المطروحة في تلك المرحلة من تاريخ العراق السياسي في الستينات، وأصبح من أصحاب الفكر القومي، متاثرا بصديقه حسين احد متبني الفكر القومي الثوري لطليعة الشباب. كان حسين من اهالي البصرة احب الهام وكانت تشاركه أفكاره ونشاطاته، الا انها كانت بحاجة إلى عمل تعيل عائلتها واستغل حاجتها احد ضباط الأمن الذي التقت به في حفل زفاف صديقتها وجندها لتتجسس عليهم وتكتب تقارير عنهم، يكون اثرها على اعتقال حسين أثناء مشاركته في مظاهرة عيد العمال.

 

عندما طلب من حسين بعد إطلاق سراحه وتجنيده لصالح الأمن بكتابة التقارير عن زملائه واعطي رقما له، ولانه صاحب فكر لم يشء الكتابة عن زملاءه بالرغم من الحاح الجهة المعنية، حتى وجد نفسه أمام مكتب الجبهة الوطنية لتحرير فلسطين حيث يجد نفسه هناك وهو الخيار الافضل، ووجد فيهم جنسيات مختلفة لكن وجهتها واحدة.

 

يبدو أن الكاتب كان يصور مرحلة الستينات حيث كان يركز على تأثر الطلبة بالحركة القومية العربية في العراق، خاصة وان تلك الفترة تمثل صراعات فكرية بين الطلبة بمختلف توجهاتهم.

 

نجد الكاتب يظهر نشاط اخر لحركة المثقفين الشيوعين المتمثلة بالمتظاهر الذي وقف يلهب حماس الجماهير ليقتل في اليوم التالي، ويفسر اغتياله بأنه منشق ومن ضمن تيار الكفاح المسلح للحزب حسب تحليل المجموعة المذكورة من الطلبة والصاق التهمة بجهة انتماءه. حركة اخرى تمثل التيار الديني المتطرف الذين يواجهون المجتمعين من منعهم حضور الندوة الاقتصادية للدكتور العظم التي تعقد في المنصور وضربهم بالعصي والهراوات لمنع المحاضر من إلقاء محاضرته، ومن بينهم احد طلبة الانبار المدعو عبد المطلب وزميل المجموعة، قبل معرفة مضمونها والاستماع لها، لمجرد توجيههم من تنظيمهم بافشالها، وقد ربط حسين  الحدث بما حصل من محاولة اغتيال الكاتب نجيب محفوظ بسبب روايته اولاد حارتنا لمجرد التوجيه باغتيال الكاتب دون قراءته الرواية ومعرفة مضمونها.

 

هنا اود الإشارة إلى أن الكاتب بهذه المقارنة قد زاوج الرواية بزمن اخر لان حادثة الكاتب نجيب محفوظ كانت في أكتوبر ١٩٩٤.

 

_ان الحكومة العراقية منذ اواسط الثمانينات لم تسلم جثث معدومين إلى ذويهم كي يقام لهم تشييع فقد كانت تدفن في مقبرة سيد سكران في ديالى دون أي شاهدة قبر والجثامين التي شيعت في التسعينات كانت للأطفال الذين تتسبب المستشفيات في موتهم كنوع من استدرار الموقف العالمي بخصوص الوضع الصحي في العراق ضمن مرحلة مذكرة النفط مقابل الغذاء والدواء.

_أراد الكاتب ان يقرب الأحداث بفكر شباب هذ المرحلة باستخدام التزاوج الزمني دون التقييد بزمن معين.

ارجو قد وفقت في عرض الرواية أحداثها للقارئ وللكاتب واني قدمت عرض بدون اسهاب لان صفحات الرواية قاربت الاربعمئة صفحة

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.