اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الصراع السلطوي لقادة القوى السياسية وراء انتفاضة الكهرباء

عماد الاخرس

الصراع السلطوي لقادة القوى السياسية وراء انتفاضة الكهرباء

 

       23\6\2010

 

      قد تكون أزمة الكهرباء احد الأسباب المعلنة وراء انتفاضة الغضب الأخيرة للعراقيين والتي امتدت في عدد من المحافظات العراقية ولكنها ليس السبب الوحيد لأن هذه المصيبة لم تكن وليدة اليوم أو شهور قليله مضت  بل إنها بحكم الميت  منذ سبعة أعوام لا وبل أكثر من عقدين.   

      إن مقالي الجاري غايته التأكيد على أن هناك عامل آخر مهم  يجب عدم تجاهله وراء هذه الانتفاضة الجماهيرية وهو أزمة الصراع السلطوي  بين قادة القوى السياسية  والذي أصبح أمرا لا يطاق وخصوصا بعد أن اكتشف الجميع بأنه لا يتعدى أطماع الهيمنة على مناصب القوه والنفوذ في الدولة العراقية الجديدة .

     لقد طال أمد هذه الأزمة لأكثر من ثلاثة شهور بعد انتخابات السابع من آذار ولن توجد لحد الآن أية بوادر لحلها .. لذا بدأ المواطن العراقي يشعر باليأس من العملية السياسية الجديدة ولجأ إلى الانتفاضة مستخدما اقرب ذريعة بين يديه وهى مصيبة الكهرباء.

     وعلينا أن لا ننسى بان نضيف إلى هذه الأزمة ( الصراع السلطوي ) سوء الخدمات في كافة قطاعات الدولة..البطالة..  الفساد الإداري والمالي..عدم استقرار الوضع الأمني..  الخ .. عوامل كثيرة مجتمعه أدت إلى فقدان نفاذ صبر المواطن والخروج من عالم الصمت للانتفاضة ..  أي أنها نتاج لتراكمات كميه من المصائب وليس الكهرباء فقط.

      ما أريد قوله هو إن جميع الوزارات ووزرائها والقوى السياسية وقادتها المشاركين في الحكومة يتحملوا وزر هذه الانتفاضة وليس وزارة الكهرباء ووزيرها.

       أما القادة السياسيين فعليهم أن لا يطمئنوا بحصر أسباب هذه الانتفاضة بالكهرباء ووزيرها فقط لأنها بدأت بمسيرة صغيره تطالب بتقليل سعر الوحدة الكهربائية في النجف لتتوسع بعد ذلك إلى مسيرة غضب جماهيري في البصرة وذي قار والاستعدادات جاريه للقيام بمثلها في واسط و الانبار وقد تتحول إلى ثوره في أي وقت وعندها تتشابك الأحداث والأسباب!

     عليهم أن يفهموا بان هذه الانتفاضة هي ضدهم جميعا لكونهم شركاء في قيادة الدولة ولابد من توقع الأسوأ في المستقبل إذا استمروا على هذا المنوال من التأخير في تشكيل الحكومة بسبب صراع الكراسي الخالي من كل حس وطني.

     أما المواطن العراقي فعليه أن لا يسكت عن الظلم أبدا ولكن عليه أن يحدد بدقه أسباب كل مصيبة ويصبح أكثر إدراكا ووعيا في اختيار ممثليه للبرلمان ومجالس المحافظات والبلدية بعيدا عن التعصب الديني أو المذهبي أو العرقي ولكي تتحرر مؤسسات الدولة التنفيذية من التوزيع المحاصصاتى الذي أطلق العنان لتسلط العناصر التي تعمل بدون أي حس وطني وبما يروق فقط للجهة الحزبية أو المذهبية التي ينتمي لها  .

     أخيرا لا اعتقد يخفى على القادة السياسيين بان طوفان الانتفاضة الشعبية إذا تكرر لأي سبب كان فسيؤدى إلى انهيار العملية السياسية وعوده الحكم في العراق إلى الشمولية التي ستكون وبالا عليهم أولا .. لذا عليهم الإسراع في تشكيل الحكومة واختيار عناصر وطنيه بعيده عن كل الميول لأن الشارع العراقي يغلى و إذا ثار لن يرحم احد !!

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.