توما شماني

شخبطة على الحائط..

                      ما احلى غزل ما انشدنا الشعراء فيهن :

بيضاء رعبوبة، بالطيب مشبوبة، بالشحم مكروبة

كلما تعرفت على امرأة تمنيت غيرها

سإل (طرفة بن العبد) ما أطيب عيش الدنيا؟ (امرؤ القيس) قال (بيضاء رعبوبة، بالطيب مشبوبة، بالشحم مكروبة). قال ايضا (فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع) ردت عليه عشيقته يوما (عقرت بعيري يامرئ القيس فانزلي) في (نشيد الانشاد) من العهد القديم، تقول هذه العبارة، (قال من قال حبيبتي كلها، من الذي قال ومن هي هذه الحبيبة؟ اما الحبيبة فاسمها شولاميت، اما العاشق فلا نعرف اسمه. فالاسم لا يهم ولكن العبارة الجميلة هي التي تهم). قيل في الفولكلور (حبيبتي أنت لست واحدة انت الوف الجميلات فقد حارت فيك عيناي واذناي.. فلا أجد ما أقول.. فأنت كثيرات يا حبيبتي.. وواحدة تكفي.. اعذريني انت اغلبية مطلقة، وانا واحد مسكين حائر في جمالك ودلالك. ما الذي أقول.. ولن اقول.. يا حبيباتي يا جميلاتي يا سيداتي.. ) الأخر قال (كلما تعرفت على امرأة تمنيت غيرها). قال آخر (قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناسـكٍ متعـبـّد). (جميل بثينة) قال (يقولون جاهد ياجميل بغزوة واي جهاد غيرهن اريد) قال (بشار بن برد) الشاعر الاعمى (تعشقتها شمطاء شاب وليدها وللناس فيما يعشقون مذاهب) قال (بشار) ايضا (ودعجاء المحاجر من مَعْدٍ كأن حديثها ثَمْرُ الجنانِ) ثم (قامت لمشيتها تثنت كأن عظامها من خيزران) (المنخل اليشكري) في العهد المنذري المسيحي (احبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري). قال (الفارس عنتر العبسي) او (عنتر بن شداد) جسمه يقطر دما في المعركة (فوددت تقبيل السيوف لانها لمعت كبارق ثغرك المتبسم) قال (عنترة) ايضا، مخاطباً حبيبته عبلة (أحبكِ يا ظلومُ فأنت عنـدي مكان الروح من جسد الجبان) يقول ايضا (أتاني طيف عبلة في المنـام ِفقبّلنـي ثلاثـاً فـي اللثـامِ) ثم (لمتُّ أسىً وكم أشكو لأنـي أغار عليكِ يا بـدرَ التمـامِ). اما العيون فذوات شجون اذ نجد في العيون نسائم الحنان والرقة في لغة تصل القلوب قبل الاذن يغرفها المحبون ويغرقون فيها، اما دموع عين المرأة فهي داء ودواء وشفاء لما يعنيه الشعراء بالمحبَّة او الهَوَى او الصَّبَابَة او الوَلَه او الهيام وآخره العِشْق والجنون. قال جميل بثينة (لها مقلةٌ كحلاء, نجلاء, خلقةً كأن أباها الظبي, أو أُمَّها مَها). (ابن الرومي) قال (نظرت فأقصدتْ الفؤاد بطرفها ثم انثنت عني فكدتُ أهيمُ). (المتنبي) لم يقع في الحب يوما اذ امضى حياته يمدح (كافور الاخشيدي) الاسود المخصي في مصر ثم يهجوه متشردا في مغاليق السياسة لكنه في يوم رأى حورية لها عينان قاتلتان قال (ولعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي وللعشق ما لم يبق مني وما بقي) ثم (وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ولكن من يبصر جفونك يعشق). (عمر بن ابي ربيعة) قال (ليت هندا انجزتنا ما تعد وشفت انفسنا مما تجد) ثم قال (زعموها سألت جاراتها وتعرت ذات يوم تبترد) ثم (كلما قلت متى ميعادنا ضحكت هند وقالت بعد غد).

(ابن حزم) قال (خريدةٌ صاغها الرحمن من نورِ) ثم (يوم الحسابِ ويوم النفخ في الصورِ) ثم (بالجنتين، وقربِ الخرّدِ الحور)ِ. (مجنون ليلى) أنشد يقول في وداع حبيبته (ومما شجاني أنها يوم ودعت تولت وماء العيون في الجفن حائر). (جرير) قال (إن العيون التي في طرفها حور قتلتنا ثم لم يحين قتلانا) ثم (يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا) الواقع انهن اقوى خلق الله انسانا. (الوأواء الدمشقي) قال (وأمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وسقت ورداً وعضت على العناب بالبرد). في الوداع (البحتري) قال (ويوم تثنت للوداع وسلَّمتْ بعينين موصول بلحظهما السحر). (البهاء زهير) قال (قالوا تعشقها عميا فقلت لهم ما عابها ذاك في عيني ولا قدحا) ثم (بل زاد وجدي فيها أنها أبداً لا تبصر الشيب في رأسي إذا وضحا). (الخليفة هارون الرشيد) له بعض الشعر اذ يقول (وإذا نظرت إلى محاسنها فبكل موضع نظرة قتل) ثم (ولوجهها من وجهها قمر ولعينها من عينها كحل). (ابن كلدة) قال (أشارت بطرف العين خيفة أهلها إشارة محزونِ ولم تتكلم) ثم (فأيقنت أن الطرف قد قال مرحباً وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم). العيون الدعج الشديدة السواد، مع شدة البياض وسعة العين لها سحر مابعده من سحر حتى قالوا (عين دعجاء بينة الدعج). (كثير عزة) قال (سوى دعج العينين والدعج الذي به قتلتني حين أمكنها قتلي). (المسلم بن الوليد) قال (سقتني بعينيها الهوى وسقيتها فدَّب دبيب الرَّاح في كل مفصلِ). (صفي الدين الحلي) قال (كفي القتال.. وفكي قيد أسراكِ يكفيك ما فعلتْ بالناس عيناكِ) ثم (كلت لحاظك مما قد فتكت بنا). من العصر الحديث قال (إيليا أبو ماضي) قال (رأيت في عينيك سحر الهوى مندفعاً كالنور من نجمتين). (نزار قباني) قال (بلقيس ياوجعي ويا وجع القصيدة) عندما قتلت في بيروت بتفجير السفارة العراقية في العهد المجنون. يقول ايضا (ذات العينين السوداوين المقمرتين ذات العينين الصاحيتين الممطرتين) ثم (لا أطلب أبداً من ربي إلا شيئين أن يحفظ هاتين العينين) ثم (كي اكتب شعراً في هاتين اللؤلؤلتين). (بدر شاكر السياب) يقول (عيناك غابتا نخيل ساعة السحر وترقص الأضواء كالاقمار في نهر). (بدوي الجبل) في العيون يقول (عيناك بحرٌ حين أغفو.. اغنت فلملمت أحلامه الضفتان) ثم (تغفو بعينيك طيوف المنى عيناك للاشواق ارجوحتان). (دونيس) يقول (حينما أغرق في عينيك عيني ألمح الفجر العميقا) ثم (وأحس الكون يجري بين عينيك وبيني). وقال (أنظر إليك الآن وأسألك: هل أنت غابة؟) قال واحد عن الشفة (شفةٍ تحرّقها القُبل). يقول (عماد غزالى) شاعر الحداثة (فالوردة هي أنثى ..و السنبلة هي أنثى.. والفراشة و الأغنية و النحلة  والقصيدة هي أنثى) (أما الرجل فهو الذي اخترع الحروب و الأسلحة و حزام العفة) اقول اغرق التاريخ بالبطولات الكاذبة. (سعاد الصباح) في (فتافيت امرأة) قال (دعوتٌ الله ذات ليلة أن يحررَّني من حبَّك فاستجاب الله لدعائي وحولني إلى حجر) ثم (اتركني نائمة خمس دقائق على كتفك حتى تتوازن الكرة الأرضية). في العربية كلمة هوى تعني السقوط واعيرت الكلمة في الشعر لتكون سقوط في الحب فما اجمله من سقوط يعانيه العرب اليوم. اما الصبابة فهي الحب في اشده قال الشاعر  (كِلاَنَا بَكَى أَوْ كَادَ يَبْكِي صَبَابَةً إِلى إِلْفِهِ وَاسْتَعْجَلَتْ عَبْرَةً قَبْلِي). الصبابة هي حرارة الشوق قالوا (لاَ يَعْرِفُ الصَّبَابَةَ إِلاَّ مَنْ يُكَابِدُهَا). اما العشق فقد جاء من شجرة العشقة، تخضر ثم تدق وتصفر لهذا كان العرب في الجزيرة يرون ان العاشق يموت عشقا. اما الهيام فهو جنون آخر في الحب ماخوذ من الجزيرة العربية عندما كانت الابل تصاب بالهيام وهو العطش فتهيم في الصحراء بحثا عن الماء لذا قالوا عن العاشق يهيم مجنونا بحثا عن ليلاه. لبكاء حواء شرارات من كهارب على قلب الشاعر اذ الشاعر (نزار قباني) قال (إني أحبك عندما تبكينا، وأحب وجهك غائماً وحزينا، الحزن يصهرنا معاً ويذيبنا، من حيث لا أدري ولا تدرينا، تلك الدموع الهاميات أحبها، بعض النساء وجوههن جميلة، وتصبر أجمل عندما يبكينا) أما العيون والاهداب التي هام بها الشعراء الى ابعد حدود الهيام والجنون في الصحاري القاتلات والوله وهو جنون آخر فهي اعزكم الله كثيرة منها النجلاء (سعة العينين) والدعجاء (أن تكون العينان شديدتي السواد وسعة المقلة) والكحلاء (سواد الجفون من غير كحل) والحور (اتساع السواد في العينين) والشهلاء (حمرة في سواد العينين) والبرجاء (شدة السواد والبياض في العينين) والوطفاء (طول الاهداب) والزججاء (امتداد الحاجبين ودقتهما) والبلجاء اي البلقاء (السعة بين الحاجبين). (النعساء) التي تفيض صبا وعذوبة ورقة لا يستطيع اصحاب السيوف والشوارب الغليضة بل حتى النساك والمتعبدين نكرانها، (البروجستيرون) هرمون المرأة هبة الله لادم بعد موت حواء وهذا يذكرني (نزار قباني) قال (بلقيس ياوجعي ويا وجع القصيدة) ولابد انه في قبره يردد وينشد (بلقيس ياوجعي ويا وجع القصيدة) وارى ان كل النساء على وجه الارض (بلقيس) انها إلهة الشعر. لعن الله آدم الذي زوده الله بـ (التسترون) هرمون الخصية الذي جعلته يحمل في الماضي سيوفا يمانية اما الآن يحمل قنبلة نووية.

توما شماني

عضو اتحاد المؤرخين العرب

عضو اتحاد الصحفيين العرب

مرشح جائزة كالنكا لليونسكو للامم المتحدة

تورونتو كندا متطوع في جمعية الدفاع عن المعذبين لاكثر من 15 عاما