توما شماني

شخبطة على الحائط :

تقنيات الاختفاء  في الهواء

تلاعب على الرادارات 

لاتزال امريكا القوة الاولى في التكنولوجيات بمتفرعاتها التي لا حد لها

في ابحاث من جامعة ديوك الكندية والكلية الامبراطورية في لندن وزملاءهم ابتكروا لاول مرة مادة جديدة اسموها (مابعد المواد metamaterials). تحجب المواد التي ضمن (طيف الموجات الدقيقة   microwave spectrum) المواد هذه لها جدول 0.6 في 789 من النانومتر تنقص حجومها لتجنب الرادارات السونار اي المسماعات, هل يمكن الاختفاء في الهواء؟ كانت هذه من القصص العلمية، علماء جامعة ديوك الكندية بنوا اول جهاز في العالم لجعل الاشياء لامنظورة للموجات الدقيقة. يقول هؤلاء الرواد ان هذه الاشياء لا يستطيع الآن جهاز الرادار والكامرات ووسائل التحري الصوتي التقاطها، فهل هي احتيال؟ انها في الواقع فصل جديد من هندسة الاشياء في (مابعد المواد) التي خلقت بعدا آخرا للمايكروسكوبات التي تصغر حجوم الرادارات تمنحها قدرات اكبر واشياء اخرى لا تعد ولا تحصى. تقنية (الاختفاءStealth) تقنية حديثة تتواجد في الكثير من المقاتلات الجوية والسفن الحربية والقذائف الصاروخية كي لا ترى أو لتختفي على شاشات الرادارات والكاشفات الالكترونية الأخرى. استخدمت هذه التقنية لأول مرة بسعة في حرب الخليج  عام 1991 ستخدمتها عام 1989 الطائرات الليلية  (اف 117 نايت هوك) في عملية الهدف الصحيح في بنما. تقنية  الاختفاء من خيال عالم الفيزياء والرياضيات الروسي (بيوترف اوفمتسيف Pyotr Ufimtsev) في بحثه (النظرية الفيزياوية الاختفاء  Method physical theory of diffraction) أبحاثه لم تلقى اهتماما في فترة النظام السوفياتي السابق لم يكن هو يعلم أن بحوثه ستكون الاساس في تصميم الطائرات الخفية. فكرة الاختفاء تعتمد تصاميم وانتاج كيانات عسكرية لاتراها الرادارات أو أي نظام إلكتروني آخر. تتطبق التقنية لاخفاء الدبابات والقذائف الصاروخية والسفن والطائرات عن الاعداء اذ تكون عصية على الكشف الراداري على المدى القريب. هذا الاختفاء بالاحتيال على شاشات الرادارات بتقليل (المقطع العرضي الراداري radar cross section-RCS) كمثال ، إن الهدف المعلن للمصممين العسكريين الأمريكيين هو جعل المقطع العرضي الراداري أو ما يسمى بـ (التوقيع الراداري radar signature) لطائرة مقاتلة لجعلها بحجم طائر صغير على شاشة الرادار ما توصلوا له فعلا. الشاحنة مثلا بأسطحها المسطحة والحواف والزوايا الحادة لها مقطع عرضي راداري تقريباً يساوي 200 متر مربع، بينما الحواف الناعمة الانسيابية لطائرة مقاتلة تجعل مقطعها العرضي الراداري يساوي 2-4 متر مربع على شاشة الرادار. إن الكثير من المعلومات عن تقنية الاختفاء لازالت سرية طي الكتمان لكن من بين أساليب منع الاكتشاف الراداري المستخدمة في الطائرات المقاتلة بالقوات الجوية الامريكية اف 117 التي تعمل بتقنية التخفي التي من المحتمل أن يكون مقطعها الراداري 1 متر مربع أو أقل ، فهي: الطائرة المعدة للاختفاء صغيرة الحجم بلا أسطح مسطحة تعكس الموجات الرادارية مباشرة إضافة إلى الإحلال المكثف في التصنيع بالمواد الغير عاكسة للموجات الرادارية بدلاً من المعادن التقليدية والطلاء الكلي للطائرة بالمواد ذات القدرة على الامتصاص العالي للموجات الرادارية. عدم الثبات الديناميكي الهوائي للطائرة والتصميم والانتاج المتقدم والانتاج المتقدم وعدم الثبات الديناميكي الهوائي للطائرة والتصميم والانتاج المتقدم ونفقات الصيانة المرتفعة.

تحمل في الطائرات المقاتلة عتادا للقتال متكنك هي قنبلتين مبرمجتين من طراز BLU-159 موجه بالليزر تستخدم كاميرا تليفزيونية لتصل الهدف بدقة متناهية كما تستطيع أن تتحسس طريقها نحو الهدف المطلوب ليلاً ونهاراً وفي كل الأجواء حيث تستخدم نظام الليزر أو الأشعة تحت الحمراء أو التليفزيون أو الرادار لقصف الاستحكامات والجسور ومخابئ الطائرات ومراكز الاتصالات والحشود العسكرية تنجح بتحديد الإصابة بدقة بالغة بنسبة خطأ لا تتعدى متراً لكل 1000 متر. يعمل نظام القصف بالطائرة على إضاءة موقع الهدف المطلوب بأشعة الليزر، عند انعكاسها تعطي صورة للهدف تلتقطها قنبلة (سمارت) اثرها يبدأ كمبيوتر القنبلة بتوجيه القنبلة وتعديل زعانفها تبدأ الطائرة ثم تغادر الطائرة موقع القصف يستمر الكمبيوتر في توجيه القنبلة حتى تصيب الهدف بقيت الطائرة في السر التام بعد إدخال التحسينات حتى تحطمت إحداها في صيف عام 1986 حيث قتل قائدها لكن القوات الجوية الأمريكية لم تؤكد الخبر إلا بعد عامين. في عام 1989 شاركت            لطائرة (F-117A) لأول مرة في قتال حقيقي ضد بنما حيث تولت طائرتان منها بإلقاء قنابلهما بقنبلة واحدة من (طراز (BIU109 تزن 900 كجم (2000 رطل) وموجهة بالليزر ومن )ارتفاع منخفض( بالقرب من ثكنات الجيش البنمي، بذلك استطاعت قوات الجيش الأمريكي الإنزال في المناطق المجاورة. تعمل 56 من هذه الطائرة  في السلاح الجوي الأمريكي في (مجموعة الـ 4450 التكتيية  4450Tactical Group ) في قاعدة (نيلس) الأمريكية المتمركزة في نيفادا. لا يجري (طيارو (F-117A أي اتصالات لاسلكية خلال المرحلة كما تتولى طائرات من نوع (رأفت، وبراولر) بالتشويش على الرادارات المعادية تحلق في منتصف الليل والطيارون يعملون في نوبات في مكتب التخطيط بالوحدة الجوية. الطائرة (اللوكهيد  Lockheed “F-117A) المختفية الهجومية متواجدة في الجعبة العسكرية السرية للولايات المتحدة الأمريكية، طائرة قاذفة مقاتلة مخفاة لضرب الأهداف الحيوية، أقصى سرعة عملياتية: 1.0 ماخ اي سرعة الصوت لها قدرة الاختفاء غير مرئية للرادارات التي تبث موجات بطول 10 سم وهي الرادارات الأرضية، ك عادم المحرك على شكل فتحتات ضيقة ومحاطة بأجزاء لامتصاص الحرارة، مما يؤدي إلى خفض كمية الأشعة تحت الحمراء. أزيلت عنها موجات الراديو أقصى مستوى سرعة: أكبر من 1 ماخ اي اشرع من سرعة الصوت.

يبدو ان امريكا رغم ما تمتلك من دهاء فان طائراتها الخفية لن تبقى خفية الصين وروسيا وعدة شركات اوروبية عكفت على تطوير نظام رادار جديد لرصد الطائرات الخفية (الشبح) القادرة على الافلات من أجهزة الرادار الحالية. انها لعبة القط والفأر بين الطائرات والرادارات بعد تلك الحقبة عدة عقود، استخدموا أنواعًا مختلفة من الاصباغ والطلاء لتمويه الطائرات، إلا أن ذلك لم يفلح بعد تطور الرادارات وتحسن إمكاناتها. من القصص في هذا المجال إرسال وكالة (المخابرات المركزية الأمريكية CIA) طائرة (يو-2) فوق روسيا بعد تمويلها بكل الوسائل المتاحة آنذاك لأغراض تجسسية، لكن الرادارات السوفيتية اكتشفتها حددت مسارها بالضبط، أدت هذه المسألة إلى احتجاجات وكشف العملية على الملأ. الوقع ان نعيش عصرا نجد فيه انواعا من التكنولوجيات العالية تلغيها تكنولوجيا جديدة فقد ادركت نقدما في الرادارات عبر فكرة متطورة أخرى من معهد روكي، تسمَّى بالرادار متعدِّد المواقع. في حين يكون جهاز إرسال الإشارات وجهاز استقبالها في الموقع نفسه في الرادار التقليدي، إن جهاز الإرسال الجديد يكون منفصلاً تمامًا عن جهاز الاستقبال، لهذا يمكن للرادار التقاط أشعة منعكسة أكبر من الطائرة الشبح التي تحلق في الأجواء،

إنه صراع مستمر بين التكنولوجيا والتكنولوجيا المضادة وإدراك أن التقنية رغم تعقيداتها وتكلفة أبحاثها بالإمكان مواجهتها بتقنية بسيطة عبر استخدام الموارد المتاحة يهدد نظام الرادار الجديد بجعل الطائرة (بي2 الشبح) التي ساهم اسطولها بشكل فعال في حرب كوسوفو قبل عامين، طائرة عتيقة عفا عليها الزمن. ينطبق ذلك ايضا على الطائرات الخفية الاقدم من طراز (إف 117 إس). ذكرت الشبكة ان نظام الرادار السلبي، هو (نظام خفي) ايضا، اذ انه يرصد ارتداد الموجات الراديوية التي تتسم بترددات اقل تنتشر بكثرة في الجو عن بدن الطائرة. ينتشر الكثير من هذه الموجات التي تبثها اجهزة الارسال التلفزيوني او الاذاعي او شبكات الهاتف النقال. يزود الرادار الجديد بأجهزة كومبيوتر فائقة السرعة للتمييز بين تلك الموجات التي ترتد عن الاجسام المتحركة في الهواء.  مع انتشار تكنولوجيا الكومبيوتر على نطاق واسع، يمكن تطوير الرادار السلبي بتكاليف غير باهظة نسبيا، لذلك يشعر محللو المخابرات بالقلق من انهم سيواجهون هذه النظم في الخارج قريبا. نقلت الشبكة عن مسؤولين في القوات الجوية الاميركية قولهم انهم يعملون بالفعل على ايجاد سبل لمواجهة الرادار الجديد.

قال (دان غور) المسؤول السابق في وزارة الدفاع الاميركية والاستاذ المساعد في معهد ليكسنغتن في ارلنغتن في فرجينيا، ان (القدرة على الرصد بالأساليب السلبية هذه، وما ينتج عنها من امكانات توظيف نفس هذه الاساليب في الاتصالات ونقل المعلومات بين مواقع الطرف المعادي، ستؤدي الى حتمية اعادة النظر بطرق استخدام طائرات السلاح الجوي الاميركي في عمليات القتال الجوي). تحلق الطائرة المصممة بتقنيات التخفي، بسرعة 1500 كلم في الساعة من دون ان تكشفها الرادارات توجه ضرباتها بالقنابل الذكية بدقة فائقة نحو مواقع معادية، بينما تشتبك في نفس الوقت بقتال جوي مع طائرات العدو في نطاق لا يمكن لطيارها مشاهدته عيانيا! كان سلاح الجو قد اوصى على 277 طائرة من هذا الطراز منذ بداية مشروع انتاجها عام 1981، بهدف مواصلة التأهب العسكري ضد الاتحاد السوفياتي السابق. تبلغ كلفة الطائرة الواحدة 260 مليون دولار. حاول الكونغرس الاميركي تعليق العقد الموقع مع شركة (لوكهيد مارتن) بعد ان ازدادت كلفة الطائرة اربع مرات، الا انه لم يفلح في ذلك. جرت بعد ذلك عدة محاولات من جانب السوفييتي لتمويه طائراتهم، إلا أن المسألة لم تفلح، من هنا بدأت الأبحاث تتجه في نهاية الستينيات من القرن الماضي نحو إعادة تصميم الطائرات بطريقة تضمن عدم عكسها للإشعاعات المرسلة من قبل الرادار نحو الأرض. كانت الفكرة كما يشرحها المهندس (آلان براون) من شركة لوكهيد التي تولت عمليات التطوير في (إنتاج أسوأ هوائي لاسلكي، ثم جعله يطير في الفضاء). أسفرت الأبحاث المضنية عن إنتاج أول طائرة خفية لدى شركة لوكهيد، كانت بالنسبة لمهندسي التصميم أشبه ما تكون بالمسخ المشوه، جسمها لم يكن أملسلا بل مليئًا بالأخاديد، وأجنحتها ذات زوايا حادة مائلة للخلف، بالكاد استطاعت الطيران فوق الأرض. لكن من حيث المعايير الأخرى فإن الرادار لم يستطع أن يراها إلا بحجم طائر صغير بالرغم من أن وزنها كان يتجاوز الستة آلاف كيلو غرام. تقنيات الاختفاء  في الهواء تلاعب على الرادارات حرب خفية قائمة بين قوتين في العالم التكنولوجي امريكا والسوفييت رغم ذلك لاتزال امريكا المتقدمة في التقنيات يليها السوفييت مثال ذلك ان امريكا اكتشفت الشضايا الالكترونية لكن اليابان اسغلتها في صنع الراديوات النقالة الى فترة طويلة انتهت باستخدام امريكا الشضايا الالكترونية في حاجات لا حد لها. تبقى امريكا الاولى في انجازاتها العلمية بتفرعاتها التي لا حد لها. مصريان نالا جائزة نوبل لو كانا في  مصر حيث الجامعات لا تملك مختبرات لكنهما نالا جائزة نوبل من ابحاثهما في الجامعات الامريكية. العدد الاكبر ممن نالوا جوائز نوبل هم من امريكا.

توما شماني

عضو اتحاد المؤرخين العرب

عضو اتحاد الصحفيين العرب

مرشح جائزة كالنكا لليونسكو للامم المتحدة

تورونتو كندا متطوع في جمعية الدفاع عن المعذبين لاكثر من 15 عاما