اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

Beez5

• إغتصبتم أمن الشعب والوطن لحماية أنفسكم..فإلى متى سيُنجيكم الإغتصاب؟!

محمود حمد

مقالات اخرى للكاتب

   إغتصبتم أمن الشعب والوطن لحماية أنفسكم..

    فإلى متى سيُنجيكم الإغتصاب؟!

 

تشكل قضية (أمن المواطن) ازاء (أمن الدولة) واحدة من اكثر المشكلات الهيكلية والمنهجية التي تواجهها الشعوب وقواها الوطنية..لان الحكومات المستبدة تستبيح أمن المواطن وحقوقه الأساسية ـ دائما ـ بذريعة حماية أمن الدولة ( المصلحة العامة!)..

 

وفي أزمة العراق حيث تُدَمِّر ( لادولة المحاصصة ) شؤون المواطنين بتخلفها وفسادها وتخبطها..فإن ( امن اللادولة ) هذه.. يبرر سحق (أمن المواطن) من وجهة نظر المتحاصصين الذين اقتسموا غنائم الدكتاتورية برعاية المحتل..واستباحوا أمن المواطن ـ الذي تشكل الحرية الضامن الأساسي لأمنه الشخصي والمجتمعي ـ بدعوى حماية (أمن اللادولة)!!

 

وعلى اختلاف اجتهادات فقهاء القانون الدولي فان مفهوم (الأمن) لايبعد كثيرا عن تلك الافكار المتداولة بين أهل السلطة:

 

·       فـ(الأمن) من وجهة نظر دائرة المعارف البريطانية هو ( حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية )!

 

وهذا ما دَنَّسه المتحاصصون بتواطئهم مع المحتل الاجنبي المتحالف معهم..التحالف البغيض الذي قبر احلام الشعب بالديمقراطية التنموية المتمدنة ، وهدد وجود الوطن!

 

مثلما سحق التحالف الاسود بين ذات المحتل ، ونظام صدام الاستبدادي ، ونوايا ايران الطائفية، ومشاريع الرجعية العربية ..تطلعات الشعب العراقي للتحرر من الدكتاتورية في انتفاضة 1991 .

 

·       يرى هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق إن (الأمن) ..هو( أي تصرفات يسعى المجتمع عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء!).

 

وهذا خلاف ممارسات المتحاصصين الذين اغتصبوا مع المحتل حقوق الشعب الاساسية في البقاء:

 

حق الحياة ، وحق الأمان ، وحق العمل الحر ، وحق العيش الكريم!

 

·       أن أبسط تعريف لـ(الأمن ) يتمثل في أنه (الإجراءات التي توفر الاستقرار داخلياً، وحماية المصالح خارجياً مع استمرار التنمية الشاملة التي تهدف إلى تحقيق الأمن والرفاهية والرخاء للشعب)!

 

وهذا خلاف السياسات والاجراءات التي نفذتها ( لادولة المتحاصصين ) على مدى ثمان سنوات لتكريس التخلف الشامل بديلا للتنمية الحضارية الشاملة..وهدرت موارد الشعب بـ(الفرهود) المنظم والعشوائي..وأباحت مصالح وحدود الوطن الخارجية للطامعين الاجانب والاقليميين!

 

ان "المواطنة"  المتحققة عبر العدالة على الأرض ( تشريعيا وتطبيقيا )، وإنعكاس تلك (المواطنة الحرة ) على وعي وسلوك  الفرد والمجتمع ، هي صمام الأمان الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار لـ"المواطن" و"الوطن"!

 

لقد مارست الاحزاب والحركات الطائفية والعرقية قبل وبعد ان اورثها الاحتلال السلطة الدكتاتورية ، شتى المواقف والممارسات التي أدت الى فقدان أمن الوطن والمواطن..ومن امثلة ذلك:

 

1.   دعوة الغزاة لاغتصاب أمن الوطن والمواطن بإحتلال الارض وقهر المواطن.. وجعلت الفرد والمجتمع مجردا من الأمان في مواجهة الخوف من المجهول!

 

2.   جذب الإرهاب الدولي والاقليمي الى احشاء العراق ، وإيقاظ الإرهاب المحلي الكامن في التخلف الموروث او المُعاد انتاجه.. التخلف الذي يفرز التطرف المُنتج ، والحاضن ، والممول ، والناشر ، والمبرر للإرهاب..وتورط العديد من اهل الحكم بمجازره الدموية بحق شعبنا!

 

3.   تفجير أمن المجتمع بحروبهم الطائفية والعرقية التي أزهقت ـ وستزهق ـ ارواح مئات الآلاف ، واستأصلت الأمان من نفوس المواطنين ، وبددت روح المواطنة والعيش المشترك..مما أحال الاخ الى عدو.. والجار الى خصم لدود..فإستحال على المرء إغماض عينيه في عقر داره دون ذُعرٍ من مباغتة عدو ما!

 

4.   اصطناعهم مع المحتل لـ(لادولة المحاصصة ) الموبوءة بالتناقض الموضوعي والمنكفئة على أتباعهم دون جميع المواطنين ، مما شَرَّد ملايين المواطنين في مجاهل الغربة داخل الوطن وخارجة وأفقدهم الأمان في الحاضر والثقة بالمستقبل!

 

5.   تشكيلهم لحكومات ( الاخوة الاعداء!) المتنافرة الأعضاء من رعايا المحتل ، التي استنزفت ثمان سنوات من عمر العراقيين بالتناحر حول الامتيازات والتنازع على اسلاب الدكتاتورية ..مما ادى الى حرمان المواطنين من العيش الآمن!

 

6.   تفجيرهم للنوازع الانفصالية الاقليمية داخل الوطن الواحد بإغتيالهم للعدالة وقبرهم للمساواة بين المواطنين، وإشاعتهم للفساد السياسي والمالي والإداري ، مما أفضى الى اشاعة الخوف في نفوس جميع العراقيين من اليوم القلق والغد الغامض..فتورم الوهم في نفوس بعض المظلومين بان الإنكفاء الجغرافي سبيلا للخلاص من الحرمان والقمع!

 

وبعد ان أقحموا العراق وشعبه في نفق الطائفية والعرقية الملغوم ، ووضعوا انفسهم حراسا على بوابة هذا النفق المتوعد بالانفجار في كل لحظة، وكتموا جميع مداخله ومخارجه بالتضليل والكراهية والتشكيك والتخوين، وعصفوا بحقوق الناس في الحياة والحرية والعمل والتفكير والتعبير!

 

اسندوا ظهورهم للمحتل!

 

وسددوا فوهات سلاحهم لصدور المطالبين بالعدالة والمساواة!

 

واحتشدوا بحلف انتهازي ، لمواجهة الداعين لتطهير الوطن من مفاسدهم!

 

واستعظموا قدراتهم بوجه المعارضين لنهجهم التدميري..كما توهم صدام من قبلهم!

 

فتطاير غطاء التضليل الطائفي والعرقي عن ترسانة كراهيتهم المتوارثة لحرية الفرد والمجتمع ، وبُغضهم المتواتر للفكر المتمدن ، ونفورهم المتشنج من الرأي الآخر ، وميلهم التأريخي لاستئصال مخالفيهم في الرأي حتى وان كانوا اغلبية الشعب ( الكافرة) بمفاسدهم ودَجَلِهم!

 

لكن مايثير الدهشة انهم ( من فرط التخلف السياسي والفكري! ) يعيدون إرتكاب ـ نفس ـ أخطاء غيرهم التي اودت باولئك وبأنظمتهم الى مزبلة التأريخ!

 

ويتوهمون بان القمع في الشوارع سوف يمنع البيوت من إطلاق الشبيبة لساحات الغضب!

 

وان إغلاق مكاتب الاحزاب والحركات والتيارات ( بشتى الذرائع التي لم تعد تنطلي على احد..اغلاقها بسبب مواقف تلك الاطراف المصطفة الى جانب قوى الشبيبة الفاضحة لدوراحزاب السلطة الطائفية والعرقية في تخريب الوطن وتدمير المواطن)..سينجيهم من تطاير شرر الغضب من صدور المحتاجين للخدمات الى اركان سلطة القش السريعة الاشتعال التي صنعوها من حطام الدكتاتورية ويحتمون بها!

 

وبات من المؤكد ان سلطة المتحاصصين وضعت قدمها في المنزلق الذي سيجرها الى اغلاق مكاتب ـ بل واعتقال وتصفية ـ كل من يعترض على سلوكها القمعي للمتظاهرين ، وكل من يدعو الى تغيير ادارتها الفاسدة للدولة..بمن فيهم شركائها في السلطة!

 

وسيستمر سفكهم لدماء المطالبين بحقوقهم في الشوارع!

 

وسيتصاعد في فضاء الاعلام الطائفي والعرقي دخان التخوين للمخالفين معهم في الرأي!

 

وسيتمرد على قراراتهم القمعية بعض المشاركين معهم  في ادارة السلطة ..من غير المتورطين بإفسادها!

 

وستَرْفض وحدات الجيش وتشكيلات الشرطة تنفيذ إجراءاتهم القمعية اللادستورية ، بإستثناء تلك ( الكتائب!) المنزوعة البصيرة والمدججة بالكراهية للآخر التي أعدوها لساعة المواجهة مع قوى الشعب المعارضة!!

 

وسيستمر غضب الساحات!

 

وسيتواصل اصطخاب الشوارع الفتية بالرفض للفساد والتخلف!

 

وستنمو مسيرات التغيير كبساتين نخل العراق!

 

وستتآكل قوة المتحاصصين وحلفهم ..كأكوام الحطب في جوف الحريق!

 

وسيتخلى عنهم من ورطوهم في نعيم سلطة النهب والاستئثار والإقصاء..من الافرنج والعرب والعجم!!!!

 

ولكن..

 

سيبقى لكل مأزق اكثر من مخرج..ان إستيقظ العقل وغابت الوحوش!

 

ونحن في منعطف تأريخي..ذو مخارج متعددة..بعضها ينتهي بالهاوية..والآخر يتدفق مع حركة التطور..والعاقل مِنّا من يصطف الى تيار الشعب وشبيبته..فهو الأبقى ..أما السلطة فـ (زبد سيذهب هباءً ولو بعد حين)!!!

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.