Beez5
• غادرنا بصمت المطمئنين! -//- محمود حمد
غادرنا بصمت المطمئنين!
محمود حمد
غادرنا بصمت صباح اليوم الفنان العراقي المتميّز (وجدي العاني) في غربته المُركَبَة..
(غربة عن الوطن وغربة عن المسرح)!
الفنان الوفي لفنِّه ولوطنه..
والممثل القدير الذي ترك لنا إرثاً فنياً متميّزاً لن يزول عن ذاكرة الفن العراقي النقدي المتسائل..بعد معاناة طويلة وصبورة مع المرض..
وإذ نعزي أنفسنا وكل المبدعين العراقيين داخل الوطن وخارجه.. نشد على يد الأخت الفنانة هناء (ام انور) رفيقة عمره وشريكة دربه..متمنين لها وللأعزاء أنور وسهير وفينوس الصبر على هذا المصاب الجلل!
لقد كان فقيدنا من جيل المبدعين الذين عاصروا وشاركوا في واحدة من أشد مراحل الفن العراقي إحتداماً بالأعمال الناقدة والمحاولات التغييرية الجادة ، وأكثرها إنتاجاً إبداعياً، وأقربها الى ضمير الإنسان!
وما يحزُّ بالنفس إن هذا الرعيل المُبدع تحمَّل تعسف السلطات المتعاقبة وإستخفافها بدوره ، وتشويهها لمساهماته ، وإنتقاصها من مكانته ، وإقحامها له بمكبات نفاياتها الدعائية، وتشطيرها له بسيوفها العقائدية ، وتفقيرها لسبل معيشته ..وأخيراً تشريدها لهفي بقاع الارض الواسعة..التي ضاقت به!
وبعد الإحتلال ونشوء (دولة الطوائف والأقوام المتنابذة) إزدادت معاناته ومعاناة كل العراقيين..فصار(الأمن) حلماً بديلاً للحرية!
وإغتالوا حلم المغتربين منهم بالعودة الى وطن حر آمن رغيد..فباتوا يُعدّون أيامهم بإنتظار لَحْدٍ منسيٍّ مُندثرٍ في أرض غريبة!
إن خسائرنا تتلاحق بتآكل العقل العراقي المبدع في الغربة وداخل الوطن..
في زمن يُقصى فيه العقل قسراً عن مشكلات الإنسان والوطن التي أفرزها الاحتلال والمتحاصصون ، وتطفح (الجاهلية) الطائفية والعرقية على روح الثقافة المُنتجة، وتُلبِّد الخرافات السياسية والعقائدية بصيرة المجتمع، فتنحدر الحياة في عراقنا من منزلق متخلف الى آخر أكثر تخلفاً، وتتوالد الأزمات من رؤوس وسلوكيات ونوايا أمراء المحاصصة ، ومُشعلي الفتن ، وحاصدي رؤوس الأبرياء والغنائم من قوت الشعب!
إن غياب الفنان (وجدي العاني) وغيره من المبدعين في صحراء الغربة..يترك فجوة في جسد الثقافة كما ترك غيره من المبدعين..
فراغاً عَجَزَ (شاغلوا تجاويف الثقافة..المُعاد إنتاجهم من خزين الثقافات الرَثَّة) عن إملائها ، مهما عَلَتْ أصواتهم ، وزاد بريق – مكياجهم - في وسائل الاعلام المُدجَّنة!
وستبقى ذكرى فقيدنا الفنان الرائد (وجدي العاني) مضيئة في دربنا وفي عقول كل عشاق الفن ذو المضمون الانساني والأخلاقي..رغم العاصفة المُغبِرة التي تلبِّد عيون المعرفة في أيامنا وبلداننا!
المتواجون الان
524 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
ابواب الموقع
مقالات واراء
تطبيقات الذكاء الاصطناعي وانجازات الثورة الرقمية// د. زهير الخويلدي
د. زهير الخويلدي
2024-04-29 19:46:07
البطريرك الشهيد مارشمعون بنيامين.. ونظام الوراثـة- الجزء 9// يعكوب ابونا
يعكوب ابونا
2024-04-28 19:35:28
غزّة تُحرّك الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية والأوروبية// وسام زغبر
وسام زغبر
2024-04-27 19:40:43
هل اللاغرب هو اللاذات من منظور الذات الغربية؟// د. زهير الخويلدي
د. زهير الخويلدي
2024-04-27 10:54:09
مؤتمر الجبهة الديمقراطية.. انتصار على الواقع وتحدياته// د. فهمي دندن
د. فهمي دندن
2024-04-27 10:32:21
أسطورة التقدم المادي للغرب وحقيقة التقدم الروحي للشرق// د. زهير الخويلدي
د. زهير الخويلدي
2024-04-25 21:37:13
ثقافة وادب وفنون
مقاربة نقدية لكتاب- حياة لها معنى!؟ لديستوفيسكي// عبد الجبار نوري
عبد الجبار نوري
2024-04-30 20:32:20
ديوان قصائد مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الشاعرة زهرة عبد الهادي الطايعي ج2// د. محسن عبد المعطي عبد ربه
د. محسن عبد المعطي عبد ربه
2024-04-30 19:07:33
ديوان قصائد مهداة إلى العالم الجليل منصور الرفاعي عبيد// د. محسن عبد المعطي عبد ربه
د. محسن عبد المعطي عبد ربه
2024-04-28 19:23:47
دان يوليان.. القواقع المكسورة: هايكو// ترجمة بنيامين يوخنا دانيال
ترجمة بنيامين يوخنا دانيال
2024-04-28 10:53:30
ديوان وَلَا تَبْكِ غَزَّةَ بَلْ فَامْتَدِحْهَا// د. محسن عبد المعطي عبد ربه
د. محسن عبد المعطي عبد ربه
2024-04-27 19:55:17
مدى وجاهة تأويلات مارتن هيدجر للفلسفة الكانطية// د. زهير الخويلدي
د. زهير الخويلدي
2024-04-26 19:13:58
إدوارد تارا.. دائرة السكون: هايكو// ترجمة بنيامين يوخنا دانيال
ترجمة بنيامين يوخنا دانيال
2024-04-26 10:44:28
ديوان قصائد مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الشاعرة العراقية منتهى جياد الخزرجي// أ د. محسن عبد المعطي عبد ربه
د. محسن عبد المعطي عبد ربه
2024-04-25 21:57:11