اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

بناء الأسرة جوهر المجتمع الصالح// قرار المسعود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرار المسعود

 

بناء الأسرة جوهر المجتمع الصالح

قرار المسعود

 

       شكرا د. سلطان منال على المقال بعنوان "الإنفصال العاطفي بين الزوجين هل هو بديل أفضل للطلاق؟ الذي يتطرق لقضية من القضايا الاجتماعية التي تتعلق بإصلاح ذات البين وما أدراك، لطالما يتحاشى البعض التكلم بعمق وتفصيل في هذا الموضوع لا من طرف المختصين ولا من طرف أهل الدين بما فيه الكفاية حتى يستفيد المجتمع، لأنه ذو أهمية بالغة باعتباره الحجر الأساس والمؤسس لبناء الأسرة على الوجه الأحسن.

 

         بحكم أنني بعيد عن هذا التخصص و (مهموك) أي منهمك في مجال له نوعا ما نفس الهدف، فعادة ما أقرأ لصاحبة المقال لكون وجهة النظر بيننا مشتركة في التوعية من أجل بناء مجتمعنا.  فكتبت هذا الموضوع مجرد إضافة من باب تعميم الفائدة مرتكزا على ما أعيشه في الحياة الأسرية.

 

         فالموضوع يطرح الجانب النفسي (ظاهرة الساعة المنتشرة) ومدى تأثيره في الأسرة والتطرق إليه من الناحية الرغبة العاطفية في السلوك اليومي الذي يفقد التوازن بين الطرفين في بناء الأسرة، ففي سورة الشمس مثلا تقدم الفجور قبل التقوى للنفس واستقامة التوازن بالرجوع إلى التقوى والهدوء في العلاقة لاستمرار الأسرة وأيضا نفس الحال في سورة يوسف عليه السلام. (التوازن يعني معرفة المهام والإنصاف وحقوق الطرفين)، وما أحوجنا إلى هذا في عصرنا الذي أصبح يسير تقريبا بالجانب العاطفي فقط. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من الصَّلاة والصِّيام والصَّدَقة؟  قُلنا: بَلَى يا رسول الله، قال إِصلاحُ ذاتِ البَيْن (العَداوةِ والبَغضاءِ)، وإفسادُ ذات البَيْن هي الحَالقةُ".

فالإنفصال العاطفي بين فالزوجين يؤدي إلى الخيانة في أقل حال أو الطلاق لعدم معرفة كل طرف مكانته في بناء الأسرة والتصرف بالعاطفة أكثر من المنطق.  هذه الظاهرة انتشرت كثيرا في المجتمع الإسلامي في الآونة الأخيرة.

 

          فعنوان المقال في إعتقادي هو ظاهرة سائدة حاليا في مجتمعنا نابعة من عدم التحضير الجيد لعقد من أسمى العقود إطلاقا موقع من طرف الله لا من السلطة أو البلدية. وأسباب هذه الظاهرة المتفشية هو في الجوهر عدم تكامل الجزء وجزئه الأخر في التعايش عامة. فمن خلال ما أرى مع احترامي لصاحبة المقال، فكل ما هو عاطفي يجعل العمل به في تسيير الأسرة له أثر سلبي ويجب علينا معرفة أهمية مسيرة الحياة والإطلاع عليها خارج العاطفة الجنسية التي تعتبر جزء صغيرا ووسيلة للتكاثر فقط في العلاقة التي تؤدي الى السكينة والهدوء والرحمة بين الطرفين والتعايش في كنف السنة الإلهية.

 

          هل الغريزة الجنسية تضمن العشرة الزوجية في بداية تأسيس الأسرة؟ نعم وبإضافة التوسع شيئا فشيئا بالمعاملة الشرعية التي غالبا ما يفقدها مجتمعنا  وتغلب عليها الطموحات المفرطة وعدم الانصياغ الى الموجود والملموس والمستطاع  والتخطيط البعيد المدى (يقال في مجتمعنا " مَنْ لم يدبب لا يركب" وهذا يكون من توجيه الوالدين ودروس الحياة. ويقال "كل عمل يعتمد على العاطفة زال – رغبة البطن ورغبة الفرج".

 

    ظاهرة الخوف وعدم التواصل وإجتناب الحديث التي تطرقت إليها كاتبة المقال، نابع من عدم القدرة على المواجهة والتكلم في الموضوع الذي يقرب الطرفين وخاصة الزوجة بالإطمئنان والأمن. فتوازن الأسرة في الحياة الزوجية متكونة من جزئين لا ثالث لهما إن عرفا مهمتهما لأنهما متكاملان إن نقص أحدهما زالت الأسرة. 

 

         فلنعتبر من غيرنا من المجتمعات التي أكلت من الغريزة حتى أصبحت تتظاهر ضد العفاف وانغمست في شهوة العاطفة الجنونية وأخذوها أكثر من الأكل والشرب. هذه نصيحتي للمتزوجين الجدد، سئلت عجوز أكل الدهر عليها لماذا لم تتزوجي فقالت بعبارة محلية "هَزْ المَراوَدْ ما خَلَانِي ندِيرْ دارْ" أي أن التيه أخذني وألهاني عن الزواج. فالمعاملة بالعاطفة المفرطة بين الطرفين عادة ما يسبب الإنفصال الذي في حقيقة الأمر ليس من أسباب الطلاق. فتكامل جزئين يحتويان على السكينة والرحمة والمغزى في جعلهما مشروطي الانسجام لسيرورة الحياة بسبب غريزة بينهما من اجل التكاثر وليست العاطفة أكثر من المهمات التي خلقنا من أجلها. ويستوجب على الرجل بل واجب أن يدرك الإنفعال الأنثوي الملازم مع العاطفة الطبيعية المغروسة.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.