اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

من جرائم القواعد والتعبير في اللغة العربية// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

من جرائم القواعد والتعبير في اللغة العربية

سعد السعيدي

 

ربما تكون هذه المقالة متأخرة بعض الشيء. إذ لم يعالج احد قبلنا هذا الموضوع الذي نراه شديد الاهمية. وهو ما كان يجب ان يحدث. والداعي الذي يدفعنا لطرحه هو ما نراه يوميا تقريبا من جرائم وكوارث اللغة في المواقع الاخبارية على الشبكة سواء في الاملاء كما في النحو والتصريف وسياق الجملة. فكتاب هذه المواقع حالهم كحال الصحفيين هم ليسوا إلا مدبجين جهلاء بالمطلق لقواعد اللغة. ويستطيع ايا كان اكتشاف هذه الحقيقة المرة لدى تصفحه المواقع الاخبارية. وبسبب هذا الجهل انتقلت العدوى للكتاب الآخرين حتى الرصينين منهم. فصاروا جميعا يرتكبون المعاصي اللغوية في مقالاتهم. وحتى قد اجابني احدهم قبل سنوات اجابة غريبة لدى سؤالنا له حول اخطائه الاملائية. فادعى للتغطية على جهله تعمده الكتابة هكذا لان هذا يقربه من قرائه !!!

 

لا توجد على شبكة المعلومات مواقع لغوية عربية رصينة تعني بسلامة اللغة يمكن الاعتماد عليها. فكلها فاشلة لا توضح ولا تسهم باي تعليم. فهي غير مهيئة من قبل اساتذة اللغة ، وإنما قائمة على الاستنساخ من مواقع اخرى وبمعية اشخاص غير ملمين. ولا بد في كل ما يتعلق بامور اللغة العربية الابتعاد بالمطلق عن هذه المواقع وامثالها على الشبكة والاعتماد فقط على الكتب النحوية الرصينة. ويوجد على موقع مجلس الوزراء لجنة تسمى لجنة الحفاظ على اللغة العربية. وهي غير ذات فائدة بسبب من كونها قد انشأت للزينة وملء الفراغات والتبجح الفارغ.

 

بعض جرائم الركاكة المنتشرة ناجمة عن صحفيي المواقع الاخبارية المستجدين. فهم يعتبرون ما يسمعون من بعض مقدمي البرامج العرب من لغة دارجة بكونها فصحى. احد امثلة الدارجة من هؤلاء هو في تحويلهم كلمة مضطرد الى مطرد ! وقد انتقلت هذه السنّة السيئة الى الصحفيين لتتسرب الى الكُتاب فصاروا يكررونها في مقالاتهم. ومعهم قد انتشر استخدام اللهجة الدارجة ما شاء الله واللجوء الى الركاكة على حساب الفصحى. ويكفي تصفح المواقع الاخبارية للاطلاع على جرائم النحو والاملاء في ما ينشره هؤلاء المتميزون. وغير هذا الانتباه الى سياق الجملة وبنائها وهو مصيبة تسربت الى الصحفيين وكتاب الاخبار.

 

مثال آخر في استبدال الفصحى بالدارجة من داخل بلدنا هو تحول كتابة كلمة دعوى الى دعوة ، وكلمة لكن الى لاكن !! وهو كارثة إملاء لغوية صارت هي ايضا ما شاء الله شائعة. ومن غير العرب في بلداننا وصلتنا احدى الابتكارات حيث تحولت كتابة اسم زكي الى ذكي !!! وبفضل كل هذه ضاع على الكتاب سبيل الاملاء الصحيح. وبسبب غياب او تغييب المدقق اللغوي وتقاعس الكتاب انفسهم حصلنا على اوضاع غريبة. فمنهم من صار يضيف حروفا للكلمات ، وآخر يستبدلها باخرى حسب المزاج.

 

ومن جرائم النحو الاخرى عجز هؤلاء الصحفيين وكتاب الاخبار عن التمييز بين (أن) و (إن) ، واي منهما لها اخوات او تأثير على المبتدأ والخبر. وغير هذا فهناك مهازل الجهل في استخدام واو الجماعة ، وحذف النون للاضافة ، واملاء الهمزة في الكلمات ، واحكام المبتدأ في الجملة والصفة والنعت ، واحكام حروف العلة ، وإن كانت الالف المقصورة من ضمنها ام لا ، وكذلك طرق الجمع. واخيرا احكام استخدام الفوارز والنقاط في الجمل.

 

كذلك هل تستخدم (ال) التعريف مع حروف النفي ام لا ؟ الجواب هو قطعا لا. ايضا كيف يكون املاء كلمة (ايّ) ؟ الجواب هو انها تتبع الكلمة اللاحقة إن كانت مذكرا او مؤنثا ، مثل ايّ سلوك ، واية حاجة. ايضا قد انتبهنا الى جهل البعض بالفرق بين كلمتي (تودي) و (تؤدي) ، والجهل بالفرق بين الكلمات (تجاه) و (اتجاه) و (باتجاه). كذلك فهناك الجهل الفاضح في غياب التمييز بين حرفي (لن) و (لم) ، غير الاخطاء الاخرى السخيفة مثل تبادل حروف السين والصاد والظاء والضاد في املاء الكلمات. وقد رأينا في احدى المرات قيام احد الكتاب باستحداث طريقة جديدة في بناء الفعل الماضي. فبدلا من ان يبنيه على الفتحة ، بادر الى بنائه على التاء المربوطة !!! كذلك فقد لاحظنا تعمدا لفرض تراجع اللغة العربية امام اللغات الاعجمية. تمثل هذا في طريقة كتابة الاسماء من البلدان المستخدمة للابجدية العربية المعدلة. فجرى تعميم التجهيل في طريقة كتابة تلك الاسماء بالعربية عند استخدام الحركات الغائبة في تلك اللغات. بذلك كان يجب كتابة قاآني هكذا.. قآني (مع فتح القاف). وقد وضعنا بضعة من امثلة جرائم الكتابة والاملاء من الاخبار والمقالات ادناه بشكل اسئلة:

 

هل هكذا تكتب ما حدى ، ام هكذا.. ما حدا ؟ هل هي عزى ام عزا ؟ حذاري ام حذارِ (بكسر الراء) ؟ دانَ ام أدانَ ؟ الأرز ام الرز ؟ يأن ام يئن ؟ يأسس ام يؤسس ؟ يجرء ام يجرؤ ؟ اسوء ام اسوأ ؟ مفاجئة ام مفاجأة ؟ ملء ام ملأ ؟ ئاريز ام أريز ؟ كارة ام كارت ؟ مشروعات ام مشاريع ؟

 

السؤال الذي لا بد من طرحه هو إن كان لدى الكتاب والصحفيين شهادة الباكالوريا ؟ كان يجب على كل هؤلاء مراجعة كتب القواعد لتعلم اصول الاملاء والتعبير قبل المغامرة بالقفز للعمل في الاعلام.

 

من الجرائم الاخرى التي تحدث هو سياق الجملة والتعبير. فكثيرا ما نرى جملا تبدأ ب (إنّ) لتستمر على طول السطر لتنتهي لاحقا بشكل لا يمكن معه فهم سبب حشر إنّ في البداية. هذه الجريمة المهزلة في اللغة كثيرا ما تتكرر في احد المواقع الاخبارية التي يشاع عن ارتباط مديرها بجهة رئيس الوزراء. نتساءل عن سبب غياب اساتذة اللغة العربية ومختصيها عن كل هذه التجاوزات ؟

 

وفضلا عن الحالات اعلاه يجب الحرص مع الحفاظ على سلامة اللغة العربية في جميع المواقع الالكترونية العربية ، على استخدام التقويم البابلي سواء لوحده حصرا او جنب التقويم الغربي والآخر العربي.

 

ومع جريمة فرض تراجع اللغة الآنفة ثمة ما لاحظناه وغيرنا مما اثار الاستياء الشديد. فعلى آليات الشرطة والجيش واصنافهما قام احد الفطاحل بارتكاب كتابة اسم تابعيتها بلغة اخرى غير العربية ! هذا التراجع الآخر هو ليس مما يصب في صالح الحفاظ على اللغة العربية ولا بالدفاع عنها. نتساءل عما تكون الفكرة من وراء مثل هذا التصرف الاخرق ؟ فالعراق هو بلد عربي اولا واخيرا. وما على الاجانب في حال رغبوا معرفة ما يجري فيه إلا تعلم لغته.

 

إن هذه التصرفات لن تفرح إلا اعدائنا وكل الناقمين على العرب ولغتهم. اننا علينا نحن فقط يقع واجب الدفاع عن لغتنا ليس فقط في بلدنا ، وإنما خارجه ايضا. لذلك فيجب فرض استخدام العربية في كل مكان في العراق وبالشكل الصحيح خصوصا مع كل اجهزة الدولة الآنفة. ولعلم الجهلاء فالعراق هو احد اهم المناطق التي تكونت فيها اللغة العربية ونشأت ، وفيه جرت كتابة وتثبيت قواعدها. إننا نعد استبدال العربية باخرى على الآليات الحكومية مؤامرة على البلد وتاريخه لطمس ثقافته. وما تكون الثقافة من غير اللغة ؟ لا بد إذن من احالة كل من يقوم بركن العربية جانبا لصالح اخرى غريبة الى المحاسبة وفق قانون انضباط موظفي الدولة. وهذه العقوبة محددة في قانون الحفاظ على سلامة اللغة العربية الصادر قبل اكثر من 40 عاما. ولو كان المجمع العلمي العراقي مفعلا حقا لما كنا قد وصلنا الى هذا المنحدر.

 

ننتظر إذن القيام بالعمل الجاد في سبيل تصحيح لغة صحفيي المواقع الاخبارية واعادتها لمكانها في البلد.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.