ارشيف مقالات وآراء

• ناس تاكل دجاج وناس تتلكه العجاج

إسماعيل البديري

ناس تاكل دجاج وناس تتلكه العجاج

مثل عراقي جميل معروف لدى العراقيين لا أظن انه يحتاج إلى مزيد من الشرح والتعريف فهو يبين الفاصل الطبقي والتمييز العنصري بين طبقات المجتمع واقصد بالتمييز هو أن يكون هناك تميزا واضحا في تقديم الخدمة أو في التمتع بالحقوق .

الأمثال تضرب ولا تقاس والأمثال في تراثنا العراقي عبارة عن حكم تصلح لكل زمان ومكان وتعمل عندما تنطبق الحالة مع توصيفها ، وفي هذه الأوقات من صيف العراق الملتهب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بودي أن أتطرق إلى مجموعة من التوصيفات التي ينطبق عليها مثلنا واعتقد إنها لا تحتاج إلى تمحص أو تفكير طويل فهي واضحة للعيان ويشار إليها باشمئزاز ورفض شعبي .

وأحسن مثال لآكلي الدجاج هم طبقة السياسيين الذين طبقوا مبدأ التمييز العنصري بحذافيره باسم الديمقراطية الجديدة فقرروا لأنفسهم امتيازات ورواتب تقشعر منها الأبدان وبدئوا ببناء طبقة مخملية لا تتكلم إلا بالمصطلحات النقدية التي يصعب على المواطن البسيط أن يلفظها . تلك الطبقة التي تسكن البروج العاجية التي بناها المقبور صدام وزمرته  وكان الشعب العراقي المظلوم تحت وطأة الحصار الجائر الذي أكل الأخضر واليابس وقتل الضرع والزرع .

رواتب خيالية ومميزات لا رادع شرعي وقانوني لها ،  خدم وحشم حمايات وحجاب ترف وزهو بالسلطة ، يأكلون ولا يعملون صفقات تجارية من فوق الطاولة و عقود استثمارية وشركات بأسماء الأبناء او الموالون ، تسهيلات وتسهيلات كأنك تقرا ورقة طابو العراق بالصيغة التالية (العراق ملكية خاصة وحق التصرف إلى كل من....... فقط )  .

وجه آخر من أوجه التمييز العنصري هو التمييز من جانب توفير الخدمات فالحكام يتمتعون بكهرباء لمدة 24 ساعة مع القطع اللامبرمج  ويتزودون بالوقود لسياراتهم وسيارات الحاشية والحمايات والأقرباء بدون رادع ..... ولو أخلاقي  ، وأزمة الوقود مشتعلة والكهرباء حلم الأجيال طبعا تحتاج الى جهود وأموال و و..  .

التعيينات حدث ولا حرج لو عندك فيتامين واو  أو صوت الضفدع (العكروك) وهو (ورق) أو كلاهما لكي تحصل على وظيفة بينما من يتبع للطبقة المذكورة أعلاه ولدوا وفي( حلووووكهم) ملاعق من ألماز إذ يحصلون على درجات وظيفية عالية اقلها درجة مدير عام.
 نصت المادة (16 ) من الدستور العراقي النافذ ( تكافؤ الفرص حقٌ مكفولٌ لجميع العراقيين، وتكفل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك)

هناك خرقا دستوريا كبيرا في الدستور العراقي في كثير من المواضع إضافة إلى  خرق تأخير تشكيل الحكومة فأين نحن من نص المادة الدستورية أعلاه والمواد الدستورية في باب الحقوق والحريات .

بعد أن عرفنا أكلة الدجاج لا بد لنا أن نعرف من يتلقى العجاج وأظنه واضح وضوح شمس العراق اللاهبة .  

يا فخامة الرئيس أنت المسئول الوحيد عن هذه الخروق الدستورية وبنص دستوري لا يستطيع الوعاظ أن يجدوا له مخرجا قانونيا بعد إقرار المحكمة الاتحادية بوجود خرق دستوري وحسب نص المادة (67 )  (رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يمثل سيادة البلاد،

 ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة أراضيه، وفقاً لأحكام الدستور ).

 عوافي لكن الدجاج مذبوح على الطريقة الإسلامية لو لا............؟!! سوآل يحتاج إلى إجابة من المحكمة الاتحادية وهيئة النزاهة .

دبلن

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.