اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

رحلة العودة من الخيام إلى الركام// محمد حمد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد حمد

 

عرض صفحة الكاتب 

رحلة العودة من الخيام إلى الركام

محمد حمد

 

الوطن... ما احلى الرجوعُ إليهِ !

عاد آلاف الفلسطينيين رغم كل ما عانوه من قسوة الحرب وظروف الطبيعة ومؤامرات أمريكا والكيان الصهيوني ومن كان يحالفهما سرا وينتقدهما علنا. عاد الشعب الفلسطيني من الخيام إلى الركام. رغم انف الأقدار ورغم انف من أراد أن يقتلعه من أرضه ليوزّعه، كما لو كان نفايات نووية، على بلدان العالم الثالث.

 

وبعودته الى ارض الوطن مشيا على الاقدام ولمسافات طويلة، حاملا ما هو أقل من سقط المتاع، سجّل الشعب الفلسطيني صفحة من ذهب في تاريخ هذا العالم الكالح الوجه والمتحيز للعدوان. واثبت للمرة الألف أن الجبال لا يمكن أن تزحزحها عواصف عابرة ولا رياح موسمية مهما كانت شديدة السرعة. فالاحتلال الاسرائيلي طاريء والى زوال مهما طال وبطش وتجبّر. وان الفلسطيني كان وما زال ملح وطيبة ورائحة هذه الأرض. ولن تتمكن لا خطط واشنطن المشكوك في نزاهتها وصدقيتها أن تخدع الفلسطيني ليبيع شبرا واحدا من أرضه مقابل وعود كاذبة و"ريفييرا" مرسومة في ذهن رئيس امريكي مُصاب بالنرجسية وبجنون الغواية.

 

أن مشاهد آلاف الفلسطينيين العائدين إلى وطنهم مشيا على الأقدام وبأقل ما يمكن حمله ممّا تبقى لهم في هذه الدنيا. هذه المشاهد يجب أن توقظ ضمير ما يسمى بالمجتمع الدولي لكي يفتح عينية ويمسح من ذهنه والى الابد صورة اليهودي "الضحية الابدية"  والمفضّلة، التي استخدمتها الصهيونية العالمية كورقة ضغط وابتزاز وتهديد على مدى عقود. لقد سقطت جميع أقنعة الكيان الصهيوني وخادمته الولايات المتحدة الأمريكية.

 

أن دويلة اسرائيل خسرت الحرب باعتراف الصحافة الأمريكية والغربية وشقيقتها الاسرائيلية. اسرائيل خسرت آلاف الجنود بين قتيل ومصاب ومعاق ومليارات الدولارات وسمعتها، التي كانت  مشوهة اصلا، في العالم اجمع. وانقلبت نظرة الشعوب اليها رأسا على عقب. وأصبحت في أشد انواع العزلة بعد أن كانت تتباهى بدبلوماسيتها وعلاقتها مع الخارحي. لقد خسرت دويلة اسرائيل، وربما لعشرات السنين، العالم حكومات وشعوبا. وتصدّعت صورتها باعتبارها دولة فوق القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، سواء في المنطقة او في بقية البلدان. وأصبح الناس في كل مكان ينظرون إلى الكيان الصهيوني نظرة احتقار واسمئزاز وحذر وتوجّس.

 

الشعب الفلسطيني شعب الجبّارين، يعود إلى ركام الوطن ولسان حاله يقول " ما احلى الرجوعُ إليه". ومعه أمل كبير بقدرته وصبره وصموده وتصميمه على تجاوز كل الصعاب. فالامل، كما يُقال في بعض دول اوروبا، هو آخر شيء يموت في الانسان. ومن الأمل الفلسطيني سوف تتفرع آمال وآمال اخرى لمستقبل افضل خالٍ من الاحتلال والحصار والحرمان...

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.