مقالات وآراء
ماذا بجعبة الرئيس الامريكي لأنقاذ نتنياهو في حربه ضد الشعب الفلسطيني// محمد جواد فارس
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 20 تشرين1/أكتوير 2025 11:28
- كتب بواسطة: محمد جواد فارس
- الزيارات: 98
محمد جواد فارس
ماذا بجعبة الرئيس الامريكي لأنقاذ زميله نتنياهو
في حربه ضد الشعب العربي الفلسطيني
محمد جواد فارس
طبيب وكاتب
لا يدافع عن الفاسد الا فاسد، ولا يدافع عن الساقط الا ساقط، ولا يدافع عن الحرية الا أحرار، ولا يدافع عن الثورة الا أبطال، وكل شخص فينا يعلم عن ماذا يدافع.
نيلسون ماندلا
في العدوان الغاشم على غزة بعد عملية طوفان الاقصى في اكتوبر 2023, شنت اسرائيل عدوانها من الجو لتضرب مباني في غزة، وتهدمها على ساكنيها من العوائل الامنة والمسالمة، وشملت هذه الضربات كل مناحي الحياة، بدأ من الحضانة ورياض الاطفال، المدرسة والجامعة، ودور العبادة، أضافة لمخازن منظمة الانروا الدولية، لما فيها من الاغذية ومواد أحتياطية لتزويد السكان ب الطاقة الكهربائية، والمياه الصالحة للشرب وشبكة المياه القذرة، وكذلك لم تنجوا المستشفيات والطواقم الطبية من الكوادر والكوادر المتوسطة والاجهزة الطبية، وتمت محاصرة المعابر الحدودية مع القطاع لمنع دخول المواد الغذائية والادوية وخاصة الادوية الاسعافية وادوية مرضى القلب والضغط الشرياني وغسيل الكلية وادوية السرطانات، وكذلك الادوات الجراحية في حالة حصول التداخل الجراحي، وبدأ الحصار على شعب غزة بالغذاء والدواء وحليب الاطفال اي تجويع الشعب، اثار هذا الوضع المأساوي الانساني موجة غضب عمت شوارع مدن العالم في لندن وباريس وكوبنهاكن وواشنطن وبرلين وكل عواصم اوربا الغربية وامريكا الاتنية كلها تهتف [الحرية لفلسطين]، ووقف الابادة الجماعية لشعب غزة، والسماح بمرور شحنات المواد الغذائية المتوقفة في المعابر، وقدمت وزارة العدل في جنوب افريقيا، شكوى على نتنياهو ووزير دفاعه الى محكمة العدل الدولية الجنائية، باعتبارهم مجرمي حرب والابادة الجماعية لسكان غزة وصدر القرار ضدهم بالادانة.
وجدت الصهيونية العالمية، باتفاق مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب الحل الذي ينسجم مع وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى من الطرفين وصيغت ببنود عشرين بندا، وكلف ترامب الذي سميت بأسمه، لحملها واقناع نتنياهو بالقبول فيها، وترامب الذي يريد نيل جائزة نوبل للسلام، باعتباره انه داعية سلام وهو ليس كذلك انه تاجر عقارات وتحول الى تاجر سلاح.
عند زيارته الى اسرائيل والقى كلمة في الكنيست (البرلمان)، سبقه نتنياهو في كلمة ترحبية، اشاد بما قدمه لهم ترامب، ذاكرا منها نقله سفارة الولايات المتحدة الأمريكية الى القدس والاعتراف بالقدس العاصمة الابدية لاسرائيل، والتمسك بالجولان كجزء من دولة الكيان الصهيوني، اعتبره اول رئيس لأمريكا يخطو خطوات مهمة لصالح اسرائيل.
وعندما اعتلى ترامب المنصة بدأ حديثه بالتحيات والاشادات، معلنا ان الرهان من الاحياء سيكونوا بأحضان عوائلهم، ومن ماقاله كيل المديح للصهاينة فردا فردا. اما الامور التي طرحها ومنها: طلب من رئيس دولة الكيان العفو عن رئيس الوزراء نتنياهو من الدعاوى المقامة ضده في المحاكم وهي [ الفساد الاداري والمالي ومنها الرشاوي]، مشيدا به في حرب غزة ويقصد انه كان بارع في الابادة الجماعية للشعب الامن، واشار الى مسألة اخرى وهي قوله؛ انكم طلبتم منا سلاح لا اعرفه انا وفعلا تم ارساله لكم واستخدمتموه بشكل جيد، بالله عليكم! كيف لرئيس دولة عظمى مثل امريكا لا يعرف بالسلاح وانواعه الموجود لدى جيشه في وزارة حربه (وزارة الحرب) كما اسماها هو، علما انه يعتبر القائد العام للقوات المسلحة، ويعرفونه الصهاينة؟ وقضية اخرى تحدث وبشكل ساخرا من اوباما وجائزة نوبل وكذلك عن بايدن وهما رئيسان سابقان للولايات المتحدة الامريكية.
لم يذكر في كلمته عن حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطنية والتي اعترف بها ما يقرب 150 دولة من اعضاء الامم المتحدة، ولكنه تفاجأ عندما اشهر شيوعيين من داخل الكنيست ايمن عودة ورفيقه عوفر كاسيف، يافطة كتب عليها (اعترف بالدولة الفلسطنية) طردا من القاعة وهذه هي ديمقراطية دولة الكيان الذي تدعيها.
ومن خلال كلمته نكتشف انه جاء ليروج برنامجه من اجل انقاذ الصهاينة من مأزقهم والاخفاق الذي حل بهم عندما بدأوا بقصفهم لغزة بعد عملية طوفان الاقصى، حيث انهم وعدوا عوائل الاسرى الاسرائلين بأطلاق سراحهم من من يد المقاومة لكنهم كل الفترة، اي سنتين مضت ولم يجدوا اسير لأطلاقه، لم يستطيعوا اطلاق احد منهم، وانهم سوف يقضون على مقاومة حماس وانهم يعلمون جيدا انها مقاومة وطنية تضم في صفوفها كل الفصائل الوطنية الفلسطنية، كل هذا لم يتم ولكنهم اي الصهاينة كانوا سائرون في تهديم البنى التحية من المساكن والمدارس والمستشفيات.
لقاء شرم الشيخ:
بعد ان انتهى ترامب من كلمته ولقاءاته في اسرائيل توجه متأخرا الى شرم الشيخ لاكمال الجزء الثاني والاخير من المسرحية، حيث كانت الدعوات موجه لقادة عرب ومسلمين واخرين من دول حلف الناتو للتوقيع على ماجاء بوثيقة ترامب لوقف الحرب على غزة وسماه (مؤتمر السلام) وهو الذي رشحه نتنياهو لنيل جائزة نوبل للسلام وهو لا يمت للسلام بصلة لامن قريب ولا من بعيد هو مشعل الحروب لكسب المال، وانما جرى استعراض لتواقيع كل من دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة والطيب رجب اوردغان رئيس الجمهورية التركية عن (المسلمين) وعبد الفتاح السيسي عن جمهورية مصر العربية وتميم بن حمد ال ثاني من قطر، وكانت هناك جمل يراد منها الموافقة على النص الترامبي وهي الاشارة الى مشروع الشرق الاوسط الجديد كما جاء في خطاب عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر، ولم يحضر المؤتمر نتنياهو لعدم رغبة قسم من المدعوين لكي لا يشارك،
ملفت ان ترامب نادى على المشاركين بشكل انفرادي لاخذ صور تذكارية، وعندما جاء دور العراق نادى على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قائلا؛ العراق لديه نفط كثير لكنهم لا يعرفوا التصرف به وهذا يعني اعطونا نفطكم ونحن نتصرف به، يا للوقاحة المعلنة!!!
هكذا انتهوا دون التفكير باعمار ما دمره نتنياهو وجيشه وانهم يريدون غزة تحكم من قبل مجلس من الاجانب، من امثال مجرمي الحروب ترامب وبلير وكوشنر، والمقاومة تأكد لهم ان غزة يحكمها اهلها، واخيرا يجب الاخذ بنظر الاعتبار ما جرى ويجري اليوم، بالتوصل الى اقامة الوحدة الوطنية اولا بين الفصائل الفلسطنية على ان تضم كل الجهات المنضوية تحت ما يسمى ب حكومة محمود عباس وكذلك خارجها من كل الفصائل الفلسطنية دون استثناء من اجل أقامة الدولة الفلسطنية وانشاء حكومة الوحدة الوطنية في الضفة وقطاع غزة.
طبيب وكاتب