اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• دبابات الحكومة تحاصر بيت أبو كاطع

علــــي حســين

       دبابات الحكومة تحاصر بيت أبو كاطع

 

 

لا يمكننا أن نفسر تخبط الحكومة، ذات اليمين وذات الشمال، إلا باعتباره نوعاً من عشق المفاجآت، لأن المفهوم البسيط للمفاجأة يتطلب الانتقال من حال إلى حال، أي التغيير، بينما الحكومة  تكره التغيير وتحرمه وتجرمه وتسعى إلى أن يعيش الناس في نعيم البلادة والتكلس والجمود. يمكن للمتابع أن يفسر الأمر باعتباره نوعاً من الميل الغريزي إلى الضحك من غير سبب، وتقديم كوميديا "بايخة" بلا لون ولا طعم ولا رائحة في أصعب المواقف وبغير ذلك أظن أنه من المرهق جدا

 

محاولة فهم الخطوة التاريخية المباركة  للحكومة بتوجيه دباباتها وقواتها المحمولة صوب مقر الحزب الشيوعي العراقي.

 

هذا الأداء الحكومي الفكاهي للغاية لا مثيل له إلا مع رسالة سليم البصري الشهيرة "نحباني للو" حين أصر الحاج راضي على إيهامنا بأنه خبير في اللغة الهندية بينما الحقيقة تقول انه لم يغادر مرحلة التهجي لحروف العربية.

 

وعلى طريقة الحاج راضي لازالت الحكومة  تقسم بأغلظ الأيمان  أن العراق يشهد رخاء  وتنمية وان عمل الحكومة يمتاز بالشفافية والنزاهة، وأن العيب في عيون الناس التي تعودت على الشكوى ولا ترى الواقع المزدهر والديمقراطية التي يتمتعون  بها.

 

 في ضوء هذه التصريحات الحكومية، فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما: الأول أن هؤلاء المسؤولين يصدقون ما يقولون فعلا ومقتنعون أن الحكومة ومؤسساتها تعمل لخدمة المواطن لا لخدمة المسؤول، أو أنهم يمارسون عملية خداع منظمة وممنهجة، تؤمن بحكمة أن تكرار الأكاذيب بدأب وإصرار ومن دون توقف سيجعل الناس يصدقونها في النهاية بل ويهتفون للحكومة بطول العمر والبقاء، فهذه الحكومة التي قضت على تنظيم القاعدة في العراق، ومنعت تسلل الإرهابيين من الحدود وأحكمت قبضتها على السجون التي يهرّب منها القتلة والإرهابيون بحفنة من الدولارات، و أدبت المتظاهرين في ساحة التحرير ومدن العراق كافة، وجهت قواتها صوب الحزب الشيوعي العميل لأنه تجرأ واخرج "ثلة" من مناصريه يتظاهرون في شوارع العراق، ولأنه قال: باطل للفساد والمفسدين وباطل لمصادرة الهيئات المستقلة وباطل للطائفية و المحاصصة، ولأنه حزب يرفض ان تكون له ميلشيا ترعب الناس بالعبوات وكواتم  الصوت وليس له نواب ووزراء يقلبون عيشهم وعيش أحزابهم، ولأنه يصر على إقامة دولة مدنية، فواجب على الحكومة  التي بيدها أمور الدين والدنيا أن تجتثه، فقد بات يشكل خطرا على عقول الشباب التي أخذت تنادي بالحريات. 

 

ليس هذا كل ما في الموضوع، فالكوميدي في المسألة أن حزب الحكومة الأوحد يستولي على معظم بنايات الدولة وان أحزاباً أخرى قدمت فروض الطاعة والولاء لا تزال تتمتع بامتيازات تسمح لها حتى ببيع ممتلكات ألدوله في المزاد العلني وان مسؤولين حكوميين اثروا من خلال سرقة أموال الشعب وان أحزاباً موالية حولت الدولة إلى مقاطعة خاصة بها، وان أراضي العراق وزعت بين الأحباب على سبيل الهبة، ولهذا فالحكومة تبدو أشبه بالمُخادع حين   تتحدث عن النزاهة والشفافية، وان  جريمة العراقيين أنهم يأخذون كلامها عن القانون والعدالة محمل الجد، بينما هي تهرج وتمزح وتمارس الدعابة في أحلك الأوقات وأصعبها، بدليل أنها وهي تغض النظر عن السرقات التي يقوم بها مسؤولون كبار وأسماء نافذة في الحكومة، كانت من ناحية أخرى  تهيئ بعرانها وجمالها للقيام بصولة على بيت أبو كاطع.

 

 قرار الحكومة هذا سوف يجعلنا نصر على أن نتظاهر كل جمعة من اجل اختيار وزراء قادرين على خدمة الناس، وتأسيس دولة المدنية وطرد الفاسدين والمزورين، وألا تصبح الأجهزة الأمنية مجرد جهاز للتعذيب، هذه الإجراءات لن يستريح الناس إلا إذا تم تنفيذها وإلا فان كل بيت في العراق سيصبح بيتاً لـ"ابو كاطع" ورفاقه

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.