اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• نفاق المدعو بهاء الأعرجي

سيد علي الطباطبائي

  نفاق المدعو بهاء الأعرجي

 

من سوء حظ العراقيين أن يمثلهم في السلطة التشريعية نواب لم يحصل إلاّ 17 نائب من أصل 325 نائباً الأصوات المطلوبة للجلوس على كرسي مجلس النواب العراقي. هذه "المعجزة" هي خير تعبير عن الخلل الفاقع في قانون الانتخابات العراقي والدوامة في العملية السياسية الجارية في العراق. وهكذا حصل التيار الصدري على قرابة 40 مقعداً في مجلس النواب لم تكن من استحقاقه طبقاً لمعدل التصويت. كما أن هذا التيار لا يستحق كل هذه المقاعد لأنه متلبس بتهم تشكيل عصابات مسلحة وبملفات تخريب وقتل وجرائم كثيرة منذ سقوط النظام، علاوة على ملفات النهب التي طالت مؤسسات الدولة والمال الخاص. والغريب أن هذا التيار الغارق في الجريمة والفساد يتسلم الآن عدداً من الوزارات الخدمية، ويقف أحد أبرز جهابذته وهو بهاء الأعرجي على رأس لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي،فأي نزاهة يراد تطبيقها في هذه البلاد المنكوبة.

إن المدعو بهاء الأعرجي، الذي يتزاحم على شاشات التلفزيون ولا يقتصد في التصريحات في مختلف الميادين، بل وحتى في التهديدات الرعنة لنواب آخرين، أعلن أخيراً لقناة السومرية الفضائية في 22/ 3/2011 موقفه من الأحداث الراهنة في الدول العربية حيث قال " أن موقف الحكومة من البحرين مطلب جماهيري وليس سياسي؟؟". ولا نعلم ما هو القصد من ذلك؟ فما هو الفرق بين المطلب السياسي والجماهيري؟. ولكن الغريب في تصريحات هذا النائب هو قوله أن " مواقفنا تسير بشكل متوازي، فكما نطالب بنصرة الشعب البحريني المظلوم نطالب بنصرة الشعب الليبي واليمني".. ولكن هذا التوازي عند "نائب الشعب بهاء" يبقى غارقاً في طائفية مقيتة عندما يعلن قائلاً " نحن نسمع صرخات الشعوب المضطهدة وهذه الصرخات لم نسمعها في إيران"!!، وكأنه أصم وأبكم وأعمى لم تحرك وجدانه شراسة وبطش ولا إنسانية قوى الأمن الإيرانية التي أوقعت المئات من الإيرانيين في جادة الهلاك. معتبرا أن ما يحدث في إيران "خلافات واختلافات سياسية، ووقت ما نرى أي ظلم يقع على أي شعب من الشعوب سواء كان إسلاميا أم عربيا سوف نقف إلى جانبه كوننا دولة تتبنى الديمقراطية".

إن تبني الديمقراطية زيفاً عند هذا النائب لا تعني إلاّ موقفاً طائفياً مداناً ينظر إلى قضية الحرية والديمقراطية والظلم والعسف ضد الشعوب ليس من منطلق إنساني كما يعلنه الأعرجي عندما قال " أننا " سنقف لنصرة الشعوب التي تعاني من الديكتاتورية والاضطهاد، سواء إسلاميا لنصرة الإسلام أو إنسانيا". فهو لا يعتبر تلك المظاهرات العارمة التي تجري في إيران ضد الاستبداد الديني حركة من أجل الديمقراطية والحرية التي سلبها رجال التطرف الديني من أمثاله، بل مجرد خلافات داخلية في حين أن من قضى نحبه من أبناء وبنات إيران خلال كل ولاية فقيه الاستبداد الذي يدافع الأعرجي عنه يزيد بعشرات بل ومئات عن ما قدمه الشعب البحراني الشقيق الذي يدعي الأعرجي زوراً الدفاع عنه. لقد قدم البحرانيون والإيرانيون خيرة مواطنيهم في السجون وميادين الإعدام مما يستدعي اتخاذ موقف إنساني واحد إزاء الضحايا في كلا البلدين، وليس موقفاً طائفياً منافقاً غير متوازياً كموقف الأعرجي وأمثاله في مجلس النواب العراقي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.