مقالات وآراء
خلطة العطار على الطريقة الأمريكية// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 27 أيلول/سبتمبر 2025 21:19
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 306
محمد حمد
خلطة العطار على الطريقة الأمريكية
محمد حمد
في اجتماعه مع قادة عرب ومسلمين في نيويورك طرح الرئيس الأمريكي "خلطة" تشبه إلى حدّ ما خلطة العطار المشهورة في العراق. وبما أن ترامب تاجر صاحب تجربة وخبرة في أسواق عالمية مختلفة فهو ينظر إلى الأمور من جانبها المادي فقط. والى نسبة الربح في اية خطوة أو خطّة يطرحها لحل مشكلة دولية. فهو يعتبر السياسة وسيلة ناجحة لجنيّ الأموال والربح السريع طالما ان قادة الدول الأخرى لا يفقهون شيئا في التجارة وقضى معظمهم جلّ حياته في السياسة التي لا تدرّ أرباحا على صاحبها.
في "خلطة" أو خطة ترامب التي طرحها على زعماء الشرق الأوسط من عرب ومسلمين ثمة بنود تدعو بشكل ملزم دولهم الى الانخراط بشكل مباشر (اي التورّط) عن طريق ارسال قوات عسكرية لحفظ الأمن والإعمار وتمويل السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حركة حماس إلخ. دون أن يخسر دولارا واحدا من جيبه !
ويبدو أن "الخلطة" اعجبت اصحاب المعالي والسعادة والسمو حكام "الأمّة التي ضحكت من جهلها الأممُ" حسب ما صرّح به أكثر من مصدر. فقد قال مسؤول عربي حضر الاجتماع (خرج الجميع من الاجتماع مفعمين بالامل. وهذه اول مرة نجد فيها خطّة جادة على الطاولة وان الرئيس ترامب يريد أن ينهي هذه الحرب) وتجدر الإشارة إلى أن هذه "الخلطة" أو الخطة وضعها صهر ترامب جاريد كوشنر ومجرم الحرب توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الاسبق. وتصورا يا ناس "شلون" خطّة رائعة !
وتقول وسائل الإعلام الأمريكية وشقيقتها " بالرضاعة" وسائل الإعلام العبرية أن خطة ترامب سبق وان تمّ التنسيق بشانها بين واشنطن وتل أبيب وان رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني على دراية بها. ومن المنتظر أن تحصل على موافقة صاحب الأمر والنهي مجرم الحرب بنيامين نتنياهو عندما يلتقي بالرئيس ترامب يوم الاثنين المقبل في البيت الاسود الأمريكي.
مشكلتنا هي أن هناك أكثر من عطّار وأكثر من "خلطة" يتم التحضير لها في "خلّاطة" المجتمع الدولي. فقد صرح الرئيس الفرنسي ماكرون يوم امس قائلا: (أن عددا من الدول تعمل على وضع خطة لوقف الحرب في غزة تحت اسم الأمن والسلام للجميع) وتحدث عن بعض تفاصيلها وعن مشاركة دول من المنطقة وخارجها لحفظ الأمن والاستقرار. ويبدو أن "خلطة" الرئيس الفرنسي ماكرون سهلة الهضم بالنسبة لزعماء وقادة المنطقة من "خلطة" التاجر الدولي ترامب. وفي كل الأحوال يعتمد الأمر في النهاية على قدرة وحنكة وحيلة كل عطّار في الترويج لبضاعته المطروحة في سوق السياسة الدولية، الذي لا يختلف كثيرا، الا بالموقع الجغرافي واللغة المتداولة بين الزبائن، عن سوق "العورة" في مدينة الصدر، الثورة سابقا.
فيا حكامنا (الاشاوس) أن مشكلتكم ليست مع اسرائيل فقط بل مع أمريكا التي تحكمها اسرائيل. واذا طرح الرئيس الأمريكي ترامب خطة أو مشروعا أو مبادرة تخص الشرق الأوسط فتيقنوا أن 99 بالمئة منها يكون في صالح دويلة اسرائيل. والواحد بالمئة المتبقي يتحوّل الى نقطة خلاف ومفاوضات عقيمة بينكم وبين "الديك الرومي" ترامب ...