مقالات وآراء
وقفة مع رسالة البطريرك مار آوا الثالث الأخيرة عن الشهيد مار أيشاي شمعون// سامي هاويل
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 27 أيلول/سبتمبر 2025 21:46
- كتب بواسطة: سامي هاويل
- الزيارات: 303
سامي هاويل
وقفة مع رسالة البطريرك مار آوا الثالث
بطريرك كنيسة المشرق الآشورية الأخيرة عن الشهيد مار أيشاي شمعون
سامي هاويل
27 /9 /2025
نشر موقع بطريركية كنيسة المشرق الآشورية بتاريخ 23 /9 /2025 رسالة مثيرة للأستغراب والتساؤل، منسوبة للبطريرك مار آوا الثالث، جاء فيها، (الذكرى الكنسية العامة الخمسين لوفاة الجاثاليق البطريرك المثلث الرحمات مار أيشاي شمعون الثالث والعشرين الذي رقد بالرب في السادس من تشرين الثاني عام 1975) أنتهى الأقتباس. مؤكداً على أن هذا الأمر قد تم بحثه في اجتماع المجمع السنهادوسي المقدس المنعقد في أربيل في نيسان من عام 2024.
ويسترسل قائلاً، (لقد جاهد المثلث الرحمات مار ايشاي شمعون الثالث والعشرون جهاداً عظيماً وبلا كلل من أجل كنيسة المشرق الآشورية طوال خمسة وخمسين عاماً) أنتهى الأقتباس.
ثم يضيف، (وإقراراً بالعبء الجسيم للكنيسة والأمة الذي حمله خلال أصعب فترة من تاريخنا في القرن العشرين، فإنه من المتحتم علينا جميعا أن نكرّم ونؤقر ذكراه، التي لا يمكن أن تُمحى من نفوس وقلوب الأبناء المؤمنين لكنيستنا المقدسة) أنتهى الأقتباس.
ما يلفت الانتباه هو، عملية إلغاء صفة الشهادة من البطريرك الشهيد مار أيشاي شمعون؟.
وهنا لا يمكننا ضميرياً وقومياً كأفراد، إلا وأن نضع هذا التصرف على الطاولة للبحث عما يمكن أن يكون مركونا خلف الستار.
رحيل البطريرك مار أيشاي شمعون لم تكن حالة وفاة عادية كما وصفتها رسالة البطريرك مار آوا الثالث، بل كانت عملية اغتيال بطلق ناري، اكدته السلطات القضائية الأميركية، وهنا يأتي التساؤل؟ ترى ألا يعي بطريرك كنيسة المشرق الآشورية ومعه جميع الأكليروس هذه الحقيقة؟ إذن إلغاء صفة الشهادة عن البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون يضعه في مصاف المقتول المغدور به!، وفي نفس الوقت يعتبر تبرئة ضمنية للقاتل.
أوهكذا ستكرمون وتؤقرون ذكراه؟.
البطريرك الشهيد مار أيشاي شمعون لم يجاهد من أجل كنيسة المشرق الآشورية بقدر ما ناضل وجاهد من أجل الشعب الآشوري وقضيته القومية المشروعة، ونضاله هذا كان السبب الرئيس في أغتياله غدراً.
ما أود الإشارة إليه هو أن هكذا مواقف وتصريحات وغيرها التي سبقتها سواءً، كانت من القيادات الكنسية، أم من القيادات السياسية، أو من بعض الأفراد الطارئين على الساحة القومية، جميعها تقود الى خلق أزمة داخلية في صفوف الشعب الآشوري، وتوجيه بوصلته الى أمور غير مجدية، وإبعاده عن المسائل الأساسية التي تمس حقوقه وكيانه ووجوده، وتجعله غافلاً عما يحاك ضده في الخفاء.
طالما لستم أهلا لحمل عبء القضية الآشورية، ولستم بحجم التحديات التي يواجهها الشعب الآشوري، فعلى الأقل أتركوه وشأنه، ولا تنبروا بين الحين والآخر بمواقف وتصريحات ربما تثير نعرات طائفية وعشائرية في هذه المرحلة الصعبة جدا من تاريخ المسيرة القومية الآشورية.
ختاماً، ندعو أبناء الشعب الآشوري الى توخي الحذر، وعدم الأنجرار وراء العواطف، وندعو جميع النخب القومية الواعية الى تحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية، لوأد أية محاولة لأستغلال هكذا فرص من قبل من يمتهنون التصيد في الماء العكر، ليخلقوا أزمة داخلية تزيد التشتت والقطيعة، وتعيدنا الى زمن الصراعات الطائفية والعشائرية.
المجد لروح الشهيد الخالد البطريرك مار أيشاي شمعون.