تُكريتُ… مَهدُ المَجدِ والعِشاقِ// كريم إينا

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 26 تشرين2/نوفمبر 2025 11:42

كتب بواسطة: كريم إينا

الزيارات: 521

كريم إينا

للذهاب الى صفحة الكاتب 

تُكريتُ… مَهدُ المَجدِ والعِشاقِ

كريم إينا

تَكريتُ يا مَهْدَ مَجدٍ ساطِعِ الأُفُقِ

يا درّةً فاضَ منها النُورُ بالعِرَاقِ

فيكِ العُلا سَكنتْ، والدَّهرُ يشهدُ أنْ

أنتِ السَّنا والضِّياءُ المُطلقُ البَاقي

يا بَنتَ دِجلةَ كم راعَتْ مَواسِمُها

أرضاً تُفيضُ زُهورَ الخَيرِ في السّاقي

من سامراءَ إلى بيجي تُغَازِلُها

أنسامُ مَجدٍ تُغَنّي لِلفَتى الشّاقي

تَسْمُو مآذِنُها فخراً وتَتّسِعُ

تُحَدّثُ النَّجمَ عن دَهرٍ وعن سَبَقِ

والمَرقدُ العسكريُّ الطُّهرُ يَحْفَظُهُ

ربٌّ كريمٌ جَليلُ الفَضلِ والخَلَقِ

تَكريتُ فيكِ صَلاحُ الدّينِ مَنسَبُهُ

والعِزُّ مِن نَفسِهِ يَغلي كمِهرٍ نَقِ

سَليلُ مَجدٍ إذا ما جادَ مُلتَهِبٌ

يَغزو الظّلامَ بضوءٍ من سَناهُ نَقِ

يا مَوطِناً صاغَ للأحرارِ سِيرَتَهُمْ

في صفحةِ العِزِّ لم تُمحَ ولمْ تَشِقِ

تَاريخُكِ العَذبُ لا تَخبو مَآثِرُهُ

كالرَّوضِ ما هبّتِ الأنسامُ بالعَبقِ

فيكِ العَشائرُ ما لانَتْ لِداهِيَةٍ

ولا استكانتْ لِجورٍ أو لِمُعتَنِقِ

في الدّورِ والعَلمِ والشرقاطِ مَفخَرَةٌ

تَروي الحكايا إلى الأحفادِ بالعِشقِ

دِجلةُ الخَيرِ في أحضانِكِ إحتَضَنَتْ

أرضاً تُنيرُ المدى بالعِطرِ والعبَقِ

تُهدي الحُقولُ سنابلاً مُبَسَّمَةً

كَالأمِّ تُرضِعُ أبناءَ الرُبى النيّقِ

قَمحٌ شَعيرٌ وتَمرٌ فيكِ مُنتَظِمٌ

كأنَّهُ الدُرُّ في أعناقِ أفيَاقِ

في بيجي النفطُ يجري كالشَّذى سَخِياً

يَسقي المَصانعَ، لا يَفنى ولا يَشِقِ

والعِلمُ في العَلمِ الأَغلى لهُ شُرَفٌ

يَسقي العُقولَ ضِياءً صافيَ الأُفُقِ

سَمراءُ تاجُكِ في التاريخِ مَفخَرَةٌ

تَعلو المآذنَ في سِلْمٍ وفي طَرَقِ

والمَجدُ في تَكريتَ اليُمْنَ ازدهَرَتْ

فيها الحَياةُ تُغنّي باسمِ مُعتَرِقِ

بغدادُ تَهوى لقاكِ اليومَ مُشتاقَةً

تَمدُّ نحوَكِ أشواقاً بلا حَدَقِ

ونينوى تُرسِلُ الذّكرى مُبَسَّمَةً

تُحْيِيْ خُطاكِ على التاريخِ بالعِبَقِ

كركوكُ تُهديكِ مِسكَ الحُبِّ صافيةً

والأنبارُ تَذكُرُ الإخوانَ في الألَقِ

يا أرضَ أحرارِنَاْ، يا مَنبَعَ الكَرَمِ

يا مَلتقَى الصَبرِ والتاريخِ والمَرمَقِ

أبناؤُكِ الأُسْدُ في الهيجاءِ مُنطلِقٌ

لا يَخْشَعونَ لِليلٍ أو لِمُرتَزِقِ

في شدّةِ الحَربِ نارٌ، إنْ دَعا وَطَنٌ

قاموا، فصارَ العِدى في الرّوعِ والحَنَقِ

تَكريتُ يا زهرةَ التاريخِ خالِدَةٌ

فيكِ الصفاءُ ونَبعُ الحُسْنِ والألَقِ

جِسرٌ تمدّدَ فوقَ النهرِ يَجمَعُنا

حُبّاً يَفيضُ ولا يَخفى على الأُفُقِ

يا مَوطِناً طابَ فيكَ الصبرُ مُتّقِدًا

والعِزُّ نِبراسُكَ المَسكونُ في العِرَقِ

سِيري كَما سِرتِ، فالمِعراجُ يَرفَعُنا

بالمَجدِ، والعِلمُ عنوانٌ على الطُرُقِ

تَكريتُ يا مَهدَ أحلامي ومَلحَمَتي

تبقينَ تاجَ العُلا في كلِّ مُتَّفَقِ                                               

• < السابق
• التالي >