نافذة// صالح مهدي محمد
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 27 تشرين2/نوفمبر 2025 18:57
- كتب بواسطة: صالح مهدي محمد
- الزيارات: 191
صالح مهدي محمد
نافذة
صالح مهدي محمد
نافذةٌ
لا تفتح على شيء،
ولا يطّل منها أحد.
تتذكّر كيف كان الهواء
يدخل بلا استئذان،
ويعيد الفوضى إلى الغرفة،
يعزف للغبار،
فيرقص ويتمايل
قبل أن يستقرَّ فوق الأشياء.
الليلُ كثيفٌ،
يمضي ببطء،
والنافذةُ تشعر بأنَّ شيئًا
يمشي خلف الزجاج،
يشبه بقايا صوتٍ
لم يصل كاملًا بعد؛
صوتًا خرج ذات مساءٍ
ولم يجد طريقه إلى الصدى.
تشرعُ النافذةُ
تُسطِّحُ ظلَّها فوق الجدار،
كي تتيقّن أنه ما زال حيًّا،
وتنتظر أن يتسرّب الهواء
من فواصل الزمن القديمة،
من الشقوق التي لم تَعُد تتذكّر
كيف تكون الشقوقُ أبوابًا صغيرة.
الهواءُ لا يأتي.
يبدو أنه نسي الطريق،
أو هو منشغلٌ بليلٍ آخر،
لكنّ النافذة تُواصل بحثها،
تستمع إلى تنفّس الغرفة،
وتتحسّس تغيّر الضوء،
وتقرأ نبضًا غير مرئيٍّ،
بحثًا عن نسمةٍ يمكن أن تغيّر
مجرى الليل،
أو توقظ جدارًا
نامَ منذ عقود.
في لحظةٍ لا تُشبهُ سواها،
يتسلّل خيطٌ خفيفٌ
من رائحةٍ مجهولة؛
رائحةٍ لا تُشبه المطرَ
ولا الغياب،
لكنّها تفتح في الزجاج
نافذةً ثانيةً لا تُرى.
فتظنّ النافذةُ
أن العالم أخيرًا تذكّرها،
وأنَّ هناك يدًا بعيدةً
جرّبت أن تلمسها بالهواء.
تبقى مفتوحةً قليلًا،
كأنها تتنفّس حلمًا
لم تَعُد تملك القدرة
على الاحتفاظ به،
لكنّها تتركه يمرّ،
لعلَّه يعثر في الخارج
على نافذةٍ أخرى
تحتاج أن تتذكّر نفسها.
المتواجون الان
479 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع



