اخر الاخبار:
حماس: نحتاج وقتاً لدراسة خطة ترامب بشأن غزة - الجمعة, 03 تشرين1/أكتوير 2025 10:15
أسماء المرشحين علی مقاعد الکوتا المسيحية - الجمعة, 03 تشرين1/أكتوير 2025 10:10
مصابون بحادث طعن خارج كنيس يهودي في مانشستر - الخميس, 02 تشرين1/أكتوير 2025 10:26
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1406)- المقام العراقي رواية العراقيين- 12

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي 

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1406)

المقام العراقي رواية العراقيين- 12

 

من كتاب (المقام العراقي في مئة عام)

تحت عنوان داخلي مركزي

المقام العراقي رواية العراقيين- 12

 

 

تأثير الطريقة القبانجية

        ان هذا التأثير ينطبق على المغنين المقاميين المبدعين ممن ظهروا عند انتصاف القرن العشرين. وتأثروا بالطريقة القبانجية واستقوا ابداعاتهم الادائية من اشعاعاتها. فهم لا يجارون في تصويرهم السمات التأملية الحالمة الجذابة في تعبيراتهم الادائية في اللحن والكلمة. بوصفهم مغنون مواكبون لتفاصيل حياتهم المعاصرة. فهم يقدمون اداة لطريقة استاذهم المخضرم محمد القبانجي في عرض كلية مراحل انتقالية تاريخ المادة المقامية المغناة، كتراث غناسيقي متسلسل الجذور والنشأة منذ ان عاش الانسان على هذه الارض دون انقطاع الى يوم الناس هذا. وان نتاجات محمد القبانجي بكل ابعاد طريقته الفنية، ليست بحال من الاحوال مجرد محاولات عصرية لاضفاء حياة جديدة على مادة غناسيقية قديمة فحسب، بل ان هذه الانجازات الفنية لمحمد القبانجي واقعية واصيلة تعبّر عن روح نضج الوعي المعاصر بحقيقة التحول هذه..!

        ان الاسلوب الادائي للمغنين المقاميين وخاصة منهم المبدعين في حقبة بداية القرن العشرين او في النصف الاول منه. ليس حصيلة الاهتمام والبحث عن الشكل المقامي التقليدي. أي عن الاصول المقامية التقليدية التاريخية. او مجرد مهارة مبتكرة بشىء من الابداع. بل ان هذا الاسلوب ينبع في الحقيقة من جوانب قوى عديدة لثقافة المجتمع زمنذاك. ومن المحدوديات التي تنطوي عليها شخصية المغنين المبدعين الفنية. وقبل كل شىء، فان مفهوم هؤلاء الابداعيين وعلى رأسهم محمد القبانجي عن الاداء المقامي. هو كما راينا، مفهوم ابداعي تجديدي تطوري يؤكد نفسه عبر صراع الطرق الادائية السابقة التي قادها المطرب الكبير رشيد القندرجي، الذي سبق القبانجي في الظهور. اضافة الى ان القبانجي الابداعي الكبير، يدرك على اية حال، بأن ما من صراع وتنافس فني كان قد مرَّ او يمر في حقبته بخصوص بناء او زعزعة شكل ومضمون الغناء المقامي، بهذا المستوى من التفاعل والتنافس من تقاليده القديمة حتى اسسه الجديدة الابداعية..!حيث وصل فعلاً الى درجة بحيث تحول كامل الجمهور المقامي بلا استثناء الى انصارمتعصبين لهذا او ذاك من الطرفين او الاطراف المتنافسة..! الطرق القديمة وقائدها رشيد القندرجي بواسطة طريقته(الطريقة القندرجية). واساليب الحداثة الجديدة التي يقودها محمد القبانجي بواسطة طريقته(الطريقة القبانجية) التي اعلن عنها بكل ثقة على انها التطور الامثل للغناء المقامي في ظل ظروفه المحيطة.

بصورة طبيعية، وقفت اقسام اخرى من الجمهور دائما بين الطرفين بعواطف متقلبة غير واضحة..! مرّة مع هذا الطرف واخرى مع ذاك. وقد لعبت هذه المواقف المتذبذبة في معظم الاحيان دوراً حاسماً في تاريخ الازمة الفعلي. وقد انطبق ذلك تماما على المغنين الذين عاصروا هذه الحقبة والذين استفادوا نسبيا من هذا الصراع المحتدم بين الطرق الغنائية جميعا..! وتكونت لديهم شبه طريقة خاصة بهم تميزوا بها مثل سليم شبث وحسن خيوكة وعبدالهادي البياتي ومجيد رشيد(هامش1)اضافة الى هذا فما تزال حالة تطور الاداء المقامي في صراعاتها الابداعية الدرامية. منذ ان استتب الامر للطريقة القبانجية. سائرة وسط اقسى الظروف الفنية التي مرّت على العراق خلال القرن العشرين. ومن الطبيعي ان تستمر بالمعنى الفني الصرف، وان لم يحدث ذلك. فانه يعني ان الحياة تمرُّ بركود وجمود ثقافي بكل جوانبها من شأنهما ان يؤخرا مسيرة التطور الفني للاداءالمقامي العراقي. فلا بد من الاستمرار الابداعي لأنه الاساس المهم في التطور الثقافي. فالاستمرار في العمل يعني النمو الدائم. بيد ان نتائج اخرى مهمة نجمت عن هذا الاستمرارالثقافي والابداعي في الاداء المقامي العراقي التي كان اساسها قدرة محمد القبانجي التي لاتضاهى في اعادة صياغة المقامات العراقية كبيرها وصغيرها باسلوب جديد ذي بناء لحني محكم ومنسجم العلاقات..! كان مردها بالضبط هذا الجانب من الفطرة الابداعية في اداء القبانجي. وفي نتاجاته المقامية التي استغرقت كامل حياته. يمكننا ان نستمع الى الكثير من مقاماته بصوته الفذ واسلوبه المحكم مثل مقام المنصوري ومقام الابراهيمي ومقام السيكاه ومقام الرست ومقام الحجاز ديوان ومقام البيات وغيرها.

وفيما يلي احدى القصائد التي غناها القبانجي في مقام الرست الذي وصل فيه الى ذروة لاتوصف في التعبير المقامي والاداء الفني.

 

  بوصال اليك هل من وصـــول     لك اشكو ما شفني من نحــول

  خنت عهدي حفظا لعهــد عذول     بابي انت مـن خلـــيل ملول

                  لم يدم عهده اذا الــــظل دامــا

                          ***********

  حول خديك عذب الله قومــــا    تصطلي كالـفراش في النار دوما

  يا حياتي وما ســــلوتك يوما     ان للناس حـول خديــك حوما

                  كالفراش الذي على النــار حامــا

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

هوامش

1     - ألّفتُ كتابا ما يزال مخطوطا ينتظر الطبع ان شاء الله اسميته مؤقتاً(طرق مستقلة في المقام العراقي) تحدثتُ فيه عن بعض المغنين الذين اتسموا بنوع من استقلالية الاسلوب الادائي للمقامات العراقية(الباحث).

 

 

 

صورة واحدة / حسين الاعظمي يتوسط الفنانين السوريين في اليمين عازف الناي زياد القاضي ومطرب القرن العشرين في سوريا المرحوم صبري المدلل. اثناء جنرال بروفة لحفلتيْ مهرجان ساوباولو البرازيلية 6 و 7 نيسان 2001.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.