اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• جالياتنا في المهجر..عون ام فرعون؟؟

سيزار هوزايا

 جالياتنا في المهجر..عون ام فرعون؟؟

قيل والعهدة على شاهد الحدث وناقله لمسامعنا:

" أبان السبعينيات، حين كنت قد وصلت للتو الى اميركا، مهاجرا، شاهدت وانا اسير في احد شوارع المدينة مع صاحبي الذي اخذني في نزهة،  سيارة شحن كبيرة truck علقت عليها لافتة كتب عليها تبرعوا ولو بعشرين سنتا الى اخوانكم في اسرائيل" يقول صاحبنا " ورأيت الناس تتدفق الى حيث الشاحنة، يرمون بالقطع النقدية، المعدنية منها والورقية في عربتها الواحد تلو الاخر، دولارات باحاد وعشرات ومئات والاف، امتلأت بها الشاحنة".

قد لا نستغرب من هكذا حادثة ان علمنا ان الجاليات اليهودية في اميركا وحدها تجمع سنويا بلايين الدولارات لترسل جزء كبير منها الى (ارض الميعاد) لتعزيز القوة الاقتصادية، وتطوير مجالات الصحة والتعليم في اسرائيل، بينما يصرف الباقي على بناء جسور تبادل المنفعة مع اميركا من خلال تقديم التبرعات للمؤسسات الاميركية ودعم الحملات الانتخابية لمرشحي رئاسة البيت الابيض، حيث تزكم الانوف ارقى انواع الطبخات السياسية.

وان تحدثنا بلغة الارقام  اعتمادا على دراسة قام بها معهد الابحاث اليهودية والاجتماعية في سان فرانسيسكو في سنة 2003 (اي قبل ثمانية اعوام) فأن مجموع التبرعات التي جمعت في الفترة ما بين 1995-2000 هو اكثر من 5.3 بليون دولار اميركي 5,300,000,000، اما مجموع ما جمعه اتحاد الجاليات اليهودية في اميركا في  سنة 2002 فقط هو 900 مليون دولار 900.000.000، وقد تم رصد مبلغ 300 مليون دولار 300.000.000 في "حملة طوارئ" لصالح دولة اسرائيل!!!

 

نحن واليهود

يبدو اننا نحن من اصبنا بعقدة اليهود، اكثر مما اصابوا هم بعقدتنا "مع تقديرنا لكتاب الاب سهيل قاشا – اليهود وعقدة بابل-"، فنحن نرى في المثال اليهودي نموذجا نحتذي به في نسج خيالنا وتركيب طموحاتنا، وهذا حق مشروع لنا، فلكل شعب حرية اختيار امثلة يقتدي بها في مسيرته. الا اننا نبالغ بلذتنا بمحاولة ارتداء الكِبا kippa  اليهودية كلما تحدثنا عن مشاريعنا القومية والسياسية، وضرورة اتباع المسار اليهودي من اجل تحقيق تلك المشاريع الهامة، بينما نغظ الطرف "بإدراك او بدونه" عن نقطتين رئيسيتين في مثالنا هذا، الاولى هي ان الدور المشابه للدور اليهودي لم يعد شاغرا، فهناك من قام ويقوم به، وببراعة، والنقطة الثانية هي ان هناك طرف  ثاني في القضية اليهودية ، تجمعنا به اوجه شبه عديدة، وهو الطرف الفلسطيني، حيث نبذ الارض، وبيعها بأبخس الاثمان، وهجرها، ومن ثم البكاء على "قدسية" ترابها، واطلال مدنها "الساحرة".

 

جنون البقر..وما يليه..

تعاني الكثير من الشعوب في العالم، من امراض تنتقل اليها من بلدان وشعوب اخرى، فجنون البقر اصاب ابقار بريطانيا واميركا اولا قبل ن ينتقل الى ابقارنا، فأبقارنا لم تكن مجنونة، بل جننتها "الهجرة المعاكسة" و "نتائجها" !! ويوم حكم على خنازير مصر بالاعدام ذبحا، لم يكن المرض "وطنيا" خالصا، بل انه انتقل الى الخنازير المسكينة عن طريق دول غربية عديدة انتشر فيها المرض وسجلت فيها حالات اصابة ووفاة نتيجة التعرض للانفلونزا القاتلة. وان كان المرض ، ومعه كل الاحتياطات المأخوذة لمنع انتشاره، قد سببت حالة فوضى، وفتنة طائفية حينها، فهذا لاننا نتحدث عن مصر..ست الدنيا..

وكون المرض العضوي او النفسي هو حالة غير طبيعية تصيب جسد الكائن الحي وتسبب له ازعاجا وضعفا في وظائف الاعضاء، فهو يشبه بذلك المرض "الاجتماعي"، فهو الاخر حالة غير طبيعية تصيب جسد المجتمع وتسبب له ضعفا في الاداء والتطور. وكونهما متشابهين، فهما ينتشران من جسد لاخر، ومن بيئة لاخرى حين تتوافر لذلك ارضية "صالحة" وبيئة تعاني من نقص في الاداء الوظيفي لجهاز المناعة !!

 

 

 

امراضنا

ليس غريبا اذا ان قلنا بأننا قمنا بتصدير امراضنا المعدية، ببراعة وحرفية الى ابناء شعبنا في الوطن بعد ان اصبنا بها في بيئتنا المهجرية، فمحاولات الحفاظ على مشاعرالذكورية التي تمتعنا با في الشرق، وافتقادنا لدور "سي السيد" في بيوتنا وضمن عوائلنا، وتلاشي كل احلام التربية الصالحة والابناء المطيعين، امام مظاهر الحياة الغربية، التي تؤله الفرد وتتمركز حوله في كل حيثياتها، انعش ذاكرتنا وجعلنا اكثر تمسكا بذكرياتنا، فتمسكنا بقوة بقوميتنا وكنيستنا ونحن في المهجر في محاولة منا لرأب الصدع، فشعرنا بالغيرة على بيتنا تأكلنا، فبالغنا وتمادينا، وكانت غيرتنا نارا وأكلت الاخضر واليابس، اذ اكلت معها تقاربنا، وصداقاتنا، وتسامحنا، وكل ميزة شرقية (او على الاقل اننا شعرنا بها اكثر في شرقنا) كانت تضع "الاخر" في مستوى يضاهي "الانا" ان لم يكن يتفوق عليه احيانا..  واصبنا بأمراض الكراهية، والفردية، فما عدنا نرى في الانقسام خطاً، فالانقسام اليوم نخلطه بالاختلاف و"ضرورته"، وما عدنا نرى في العزلة عن "اخوتنا" انانيةَ، وانفراداً، وبعداً، وبررنا ذلك بمحاولتنا لترميم بيتنا اولا!! وكأن اخوتنا ماكانوا ليقفوا معنا في شدائدنا ان شاهدوا بيتنا يتزعزع.. او وكأن بيتنا ليس بيتهم ولا يهمهم !! حتى ضعف العلاقات العائلية في مجتمعاتنا في الغرب اثر بصورة مباشرة على روابط القومية والتاريخ واللغة والايمان التي تربطنا فيما بيننا، فعكسنا ضعفنا في بيتنا على مؤسستنا وجمعيتنا وحزبنا وكنيستنا ..وبررناه، تماما كما نبرر ضعفنا في عوائلنا حين يوخزنا الضمير ورؤوسنا على وساداتنا !!

 

نتائجها

رغم كل الاصوات التي تنادي بضرورة الوحدة القومية والكنسية اليوم، رغم كل فكر يدرك تماما، وبعقل متفتح ومنير، بأن اوضاعنا في الوطن (ان كانت تهمنا) باتت مهددة، وبأن ما "نتباكى" عليه من مقدسات، وتاريخ شعب وكنيسة وامة، وإرث، كلها اصبحت مهددة بالضياع في زوابع جيوسياسية، وايديولوجية تهز اركان محيطنا بصورة خاصة، رغم كل هذه النداءات، الا ان امراضنا الاجتماعية- نحن ابناء المهجر-  تحول مسار انظارنا الى البعيد البعيد عن كل تلك الزوابع، لتعيشنا في سراب "الوهية" زائلة، وحلم "ليلة صيف"، بمنصبٍ كبير (إسمياَ)، سيبقى بعيدا عن انظار الحالمين به، لذا ترانا نحن فقط، من نغذي كل جرثومة انقسام، نحن فقط من نزايد، ونبالغ، ونتمادى، في اللعب على حبال قوميتنا، فنتفنن بالبحث في كل سطر من كل كتاب، عن مؤيد لفكرنا، لنثبت احقيتنا، وصحة نظريتنا، فنخترع الارقام والاعلام والاعياد والمناسبات، ونتجادل ونتصارع، ونقسم كل جالية في كل مدينة الى عشرات، على اسس قروية، وقبلية، و أكيتوية !! فلنا عشرات الجمعيات القائمة على اساس قروي، وعشائري، لنا العشرات من المؤسسات الإسمية، التي تبصم - بالعشرة- على كل بيان ادانة ومطالبة، وهي لا تملك –عشرة- اعضاء !! لنا "اكيتوات" عديدة في المدينة الواحدة.. لنا اتحادات ادبية، لا تعرف اصول الادب، وفنه..لنا نوادي ثقافية، تتحول تدريجيا الى مؤسسات لرعاية الحفلات..ولنا ولنا.. ولنا اليوم مؤتمرات ولجان تحضير ومقررات، لا تتجاوز فاعليتها، دار سكنى اعضاءها، ولنا ولنا ولنا عشرات النتائج والاعراض التي لا تجد في جسد ابناء شعبنا في الوطن بيئة صالحة لتنتشر فيه وتسممه، لأنه (شعبنا في الوطن) قد تحول اليوم الى مرحلة التكاتف والعمل الجماعي ضمن اطر واسس لا تزال تبشر بالخير، في مسيرة نتمنى لها ان تذلل العقبات التي قد تقف في طريقها بالحكمة والتأني في اتخاذ القرارات واطلاق التصريحات..

 

 

عن دور جالياتنا في المهجر

لن نستطيع الخوض في مسيرة جالياتنا في المهجر، فالموضوع واسع جدا، ويحتاج الى دراسة معمقة، تمنينا من اية مؤسسة من مؤسساتنا التي يشترك معظمها بنوعية النشاطات (وهي اقامة الحفلات) اجراءها على رقعة جغرافية كشيكاغو او كاليفورنيا مثلا، حيث يسكن عشرات الالاف من ابناء شعبنا منذ عقود طويلة. ليتسنى لنا معرفة ما قدمته تلك الجالية لابناء شعبنا في اميركا او الوطن من دعم معنوي ومادي ، او دعم لوجستي لاحزابنا التي ناضلت ابان حكم نظام صدام. او غيرها من المفترقات الهامة في مسيرة شعبنا.  نقول لن نستطيع الخوض في كل هذا دون الاطلاع على تفاصيل هامة كهذه، لذا فان الساحة مهيأة لأية مؤسسة لأن تقوم بهذه المهمة، لنتعرف اكثر من خلالها على احداث او اعمال لم يكن لاعلامنا دور في إبرازها، والى يومنا هذا. فنحن نؤمن بأنه وفي خضم كل ما ذكرناه من امراض نعاني منها في المهجر، الا ان هناك افراد او مؤسسات عملوا منذ عشرات السنين، بل ومنذ الهجرات الاولى الى اميركا واستراليا واوربا، ولا يزالون، على تقديم الخدمات "الصحيحة" لابناء شعبنا في الوطن، بما يتناسب وقدراتهم، محترمين ارادة اخوتهم في الوطن بما يتفقون عليه من عمل سياسي مشترك. الا ان اعمالهم الهامة تلك لا تزال تنتظر النور، لتنشر، ولنتعلم منها نحن مسؤولي الجمعيات والمؤسسات الخاصة بجالياتنا في المهجر، لنحذو حذوها، ونقاوم بتلك الاعمال الجلية امراضنا، فنكون عونا لاخوتنا في الوطن.. ان كنا نهتم...

 

وبارك الرب بكل جهد يخدم شعبنا..

 

ملبورن – استراليا

مع ذكريات سقوط نظام صدام

10 نيسان 2011

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.