اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• مكاسبُ الشعب ومكاسبُ أحزاب السلطة في العراق !

علي فهد ياسين

مكاسبُ  الشعب ومكاسبُ

 أحزاب السلطة في العراق !

 

لعًلَ أكبرَ مكاسب الشعب العراقي المتحققه في العقد الأول من هذا القرن , هو سقوط عصابة بعث صدام في التاسع من نيسان 2003 , وهو أفضل اِنجازٍ لأحزاب السلطةِ القائمة الآن بتحالفهم مع الأمريكيين لتحقيقه , لكن الأداء السياسي الذي سلكته بعد السقوط كان ولايزال يأكُل من مُنجزهم على حساب الشعب , متوافقا مع أجندات الأمركيين ومحيط العراق الأقليمي المتسببة في مسلسل التضحيات المستمر من العراقيين من دماء أبنائهم وقوت عيشهم وتمزيق نسيجهم الاِجتماعي نتيجة تبني السياسيين لمناهجٍ طائفيةٍ يتحكمون في مستويات ضخها خدمةً لمصالحهم الضيقة .

لقد اِعتمدت أحزاب السلطة أساليبا تتقاطع مع منهج البناء الديمقراطي الذي بشرت به أمريكا للوصول الى أهدافها في اِحتكار السلطة تحت خيمة الديمقراطية ! , وتحقق لها ما أرادت في جولات الأنتخاب الذي دفع ثمن اِنجازها الشعب من خيرة أبنائه , لتحوٌل المشهد الى ( طاولة قمار سياسي ) يدفع الشعب تكاليفه يومياً دون الخروج بنتائج خارج صالة اللعب الخضراء ! .

وأذا كانت البلدان التي عانت من الدكتاتوريات دفعت أثمان التحول الى حياة أفضل قد مسكت الطريق وبنت مادمرته دكتاتورياتها السابقة وترحمت على قوافل الشهداء الصانعين لحريتها وحياتها الهانئة بعد جحيم العذاب العام الذي تعرضت له , وأقامت تماثيلا لأبنائها الخالدين في ذاكرتها ممن مهدوا لها السبيل لحياتها الجديدة , فنحن في العراق لازلنا نستغيث من ( فرسان المعارضة السابقة ) الذين تحولوا الى حيتان تنهش في لحومنا الضامرة رافعين هوياتنا العراقية أمام أنيابهم المتوحشة دون جدوى !.

على بعضٍ من كراسي السلطة يلوحُ لك بعثياً يتوعدُك بقصاصٍ جديد , يُلبِسُكَ تهمةً تُلائم ظَرفه ويستقوي عليك بِظلفَه !,فكيف يستقيم هذا مع بهجتك ! بسقوطِ الجلادين والمخصيين وأبناء الزناة !!, وبماذا تعاتب ( قادة ) ثوار الامس في الأهوار والجبال وأوكار الشرفاء في مدن العراق , الذين سيقوا الى منصات الاِعدام وهتفوا في وجوه الجلادين (المجد للعراق والخزي للقتلة )؟؟.

من كسبَ الآن ؟ ومن ينتظر ؟ .

الشعب يحسب على المدعين حروف كلماتهم !, وتُسجلُ ذاكرته كل أفعالهم , وهو بحرُ يبتلعُ النفايات بصبرٍ ليس له حدود , لكنه ياسادةَ المرحلة ! , لن يستكين وسوف يريكم خزي أفعالكم كما حدثتكم كتب التاريخ عنه , وهو في ذلك ليس متفرداً عن باقي الشعوب , فللشعوب تواريخها وهي متوحدة ضدكم في كل العصور والأزمنة وقد أسقطت كل جلاديها وألبستهم العار والفضائح على مر التاريخ .

مكاسبكم محسوبة وهي كالرمال تزيحها الرياح دون جهد , ولو كنتم مخلصين لتضحيات شعبكم لعملتم كفريقٍ واحد لتحقيق آماله في حياةٍ حرةٍ كريمة يستحقها وقد جاد عليكم بما لاتستحقوه من مساندة دفع ثمنها غاليا  , لكنكم اخترتم السحت والمناصب وأفرغتموها من دلالاتها لان أغلبكم ليس أهلا لها , وبدلا من أن تعملوا لفقراء شعبكم , عملتم لمصالحكم وأعتمدتم أنفسكم أوصياء عليه , فتنابزتم وتماحكتم وحشرتم الناس في دهاليزكم الطائفية القذرة !.

مكاسبكم المال والجاه والسلطة , وهنً ثلاث لاقيمةَ لهنً في المجد والتضحية والقيم التي تدعون , وسوف يُجردكم الشعب منهُنً طال الوقت أم قَصر , وسوف لن يصح الا صحيح الشرف والوطنية الحقيقية والغد المشرق للشعب بدونكم , وستبقى مكاسب الشعب المنتظرة , والتي أصبحتم العائق الرئيسي في تحقيقها , أمانات في ضمير الزمن العراقي الشريف الذي تعود على الأنتظار طوال عقود لأن مطبًاتِ غير عراقية توضع في طريقه , وأنتم آخرها !.

 

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.