اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• إيران بين البعث السوري والبعث العراقي : إزدواج معايير السياسة

هفال زاخويي

إيران بين البعث السوري والبعث العراقي :

إزدواج معايير السياسة

 

16/8/2011

  ما يحدث في سوريا منذ آذار الماضي يعد بحق مجزرة مرعبة وحرب إبادة يشنها نظام البعث السوري ضد المواطنين السوريين المطالبين بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، فالسوريون عانوا على مدى ما يقارب من خمسة عقود من ربقة الديكتاتورية والحكم الشمولي للبعث الذي أختزل الشعب والدولة في شخص الزعيم الأوحد والقائد المفدى ، والذي بدوره حول البلد الى مجرد مؤسسات أمنية وإستخبارية وعسكرية  هُزِمَت على جميع المسارات والجبهات بإستثناء انتصاراتها المتلاحقة على الشعب السوري الأعزل ، فقد حول البعث السوري البلد الى معتقل كبير ، وجعل البناء الهرمي للمجتمع بناءً أمنياً إلى درجة ان البشر يتحولون الى مجرد عيون، فحتى المواطنون العاديون أصبحوا يتميزون بإمتلاك وعي وحس رقابي أمني يستطيعون معه تجنيب أنفسهم من الوقوع في شرك هذه المؤسسات القمعية ، هكذا تراكمت الثقافة الأمنية التي غدت هوساً وجنوناً لدى نظام الأسد الأب وكذلك الأبن.

 لم يكن العراقيون أحسن حالاً من جيرانهم السوريين بل ذاقوا - وقد يكون بشكل أسوأ- مرارة وقسوة الديكتاتورية التي ذبحتهم من الوريد الى الوريد ، والأمر لايحتاج الى كثير من التفصيل ، فما شهده العراق من كوارث على عهد النظام الشمولي الديكتاتوري كان مهولاً ما زلنا ندفع ضرائبه وقد نظل نئن تحت وطأة تأثيراته على مدى عقود من الزمن ومن جميع الجوانب  (إجتماعية وإقتصادية وسياسية).

 جمهورية إيران الأسلامية وقفت في وجه البعث العراقي وحاربته دون هوادة كما حاربها البعث دون هوادة ، وكان البعث (كافراً حسب الوصف الرسمي الإيراني) على اعتبار انه حزب علماني قومي شوفيني متطرف ويمتاز بثقافة القمع والغاء الآخر وتقييد الحريات الدينية ، فلم تدخر ايران الجارة وسعاً في محاربته الى ان ازيح البعث عن الحكم (نيسان 2003) فباركت إيران انتهاء حقبة البعث مع تحفظها على الجهة التي ازاحته (أميريكا الشيطان الأكبر على حد التوصيفة الإيرانية).

 

لم يختلف البعث العراقي في النهج وفي التنظير وفي ممارسة الحكم عن البعث السوري ، بل تطابق كل شيء بينهما تماماً ، فالمنبع واحد(عفلق)،والهدف واحد(وحدة حرية اشتراكية)، والشعار واحد (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)، وكانت صور الأسد تزين كل جدران سوريا كما كانت صور صدام حسين تزين كل جدران العراق ، كان صدام يدعي الدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية ضد الأطماع الإيرانية ونهجها التوسعي ، في حين كان الأسد الأب وما زال الأبن يدعي انه يمثل ضمير الأمة العربية ويقف في مواجهة إسرائيل دفاعاً عن الأمة العربية ، وكلنا نعلم علم اليقين ان الصراع العربي الفارسي قديم جديد ، فكيف اشتبكت عروبة البعث العراقي مع (المد الفارسي) في حرب دموية في حين تلاحمت عروبة البعث السوري مع العرق الآري ؟! والبعث واحد لايتجزأ...!

 دون شك فقد احتضنت الجارة جمهورية ايران الاسلامية مجاميع المعارضة العراقية ودعمتها واحتضنت اللاجئين العراقيين من مختلف التلاوين ، وكانت ايران ملاذاً آمناً لمعارضي النظام حتى العلمانيين منهم ، هذا بالطبع موقف ايجابي لاينسى ، فقد ساهم هذا الموقف في انفلات آلاف العراقيين من مجازر حقيقية على أيدي النظام السابق ، لكن كيف نفسر الآن موقف جمهورية ايران الإسلامية مما يحدث للشعب السوري من مجازر ؟! وعلى أيدي حزب توأم للبعث العراقي ؟ اليست هذه ازدواجية في المعايير ؟ ألا يتناقض هذا مع التنظير الأسلامي الذي يدعو الى الوقوف ضد الظلم ومواجهة الطغيان ،فإيران جمهورية إسلامية؟! ثم هل إن إيران حالياً صديقة للنظام السياسي السوري أم للشعب السوري؟! وكيف تصدر فتاوى من قم تفيد بأن الوقوف مع النظام في سوريا واجب ديني؟! وما معنى الوقوف مع سوريا؟ هل هو وقوف مع النظام أم مع الشعب؟ وهل كان الدعم الإيراني للمعارضة العراقية حباً بالشعب العراقي أم نكاية بالنظام الحاكم آنذاك؟! وهل يمكن أن تتلاحم العروبة في دمشق مع الفرس في طهران (وكلنا نعلم العداء التريخي بين العرقين)؟!

 

·        الوقوف مع الشعب السوري في محنته واجب إنساني

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.