اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• مجلس الامن وأميركا .. هل يعلمان بوجود البحرين واليمن

أسد علي

مجلس الامن وأميركا ..

 هل يعلمان بوجود البحرين واليمن

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الديمقراطية , هي الفخ الذي وقعنا فيه , والحرية , هي الاداة لقتل افكارنا ومبادئنا اليوم . هاتان المفردتان كانتا طموحاً جماهيرياً عربياً باستمرار . وكانت الجماهير الثورية تنادي بهما دائما , لكن لم تكن هذه الجماهير تحصد سوى الموت في جميع البلدان , لا لشيء سوى ان الانظمة الحاكمة كانت صديقة للولايات المتحدة الأمريكية , وتسير في ركب ( شالوم اسرائيل ) .

واليوم ضمن الخطة الكبرى لتمزيق خط الممانعة العربي وحلفاءه , سقطت انظمة في الطريق للوصول الى سوريا ولبنان وايران , كقربان لابد من تقديمه . ان ذلك لا يعني عدم تحرك الشعوب العربية الذاتي للثورة , لا بل ثارت الشعوب مفجرة غضب تلك السنين العجاف تحت نير الانظمة الديكتاتورية , لكن الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا لعبت على وتر هذه الثورات بقوة , ضمن خطة محكمة , لم تخلو من مخاطر على مصالحها .

ان الخطة تقضي باسقاط احجار ( الدومينو ) حتى الوصول الى ( دمشق ) , لكن كان من الضروري قبل ذلك تهيئة الاوضاع العربية بلعبة طائفية , فشحنت الولايات المتحدة عبر ماكناتها الاعلامية و ( الذنبية ) الوضع العربي طائفيا وقوميا , و لتعمل على صعود المؤسسات السلفية الى دكة السلطة في ليبيا , وهي تحاول اليوم في سوريا , لكنها واجهت المفاجئة في ( اليمن ) , الذي نشرت فيه السلفية عبر ثلاث محاور ( الامريكي والسعودي والحكومي ) , لكنها اكتشفت ضعف امكانياته على ارض الواقع , بعد ان انخدعت بقبلية المجتمع اليمني , وظنت ان ( السلفية ) مرادفة ( للقبلية ) , فاثبت المجتمع اليمني انه اكبر من المخطط الامريكي السعودي .

ان سعي الولايات المتحدة لوصول السلفيين الى دكة الحكم كان منطقيا , لانها اوهمت المنطقة بان الصراع اليوم ليس ( عربيا – اسرائيليا ) , بل هو ( سني – شيعي ) و ( عربي – كردي ) ( اسلامي – مسيحي ) .. الخ . وبالتاكيد ان ( السلفيين ) هم الاداة المرنة امريكيا للقيام بكل ذلك الدور , فهم يتقولبون بكل القوالب , عبر فتاوى مثيرة للضحك والبكاء في نفس الوقت .

اننا لا ندّعي بديمقراطية النظام في دمشق , لكننا نستطيع القول بانه ( انعم ) الانظمة الموجودة عربيا . وهو لا يقاس بوحشية النظام السعودي او الخليجي بصورة عامة , ولا بديكتاتورية الملكية المغربية , او سلطة الحديد في الجزائر ..

لو استعرضنا الميول الغربية في الثورات القائمة , سنرى بوضوح الصورة الحقيقية للعبة الامريكية , ففي تونس صاحبة الثورة الاولى لازالت الولايات المتحدة وفرنسا تعرقلان المسيرة الديمقراطية , خوفا من صعود ( حزب النهضة الاسلامية ) بقيادة ( الغنوشي ) , لانه تيار اسلامي معتدل حركي واعي . و في مصر لازالت تحاول الضغط على حركة الاخوان لتقييدها بشروط ( الديمقراطية على الطريقة الامريكية ) , والتلاعب بالثورة عبر سرقتها , وتكثيف الخلاف الطائفي . اما في اليمن ففتحت صراعا عشائريا بعد ان يأست من التأثير السلفي في مسار الثورة . وفي سوريا صار من الواضح تمسكها بالخيار ( السلفي ) الذي تم اعداده لسنين في الحاضنة السعودية . اما في ليبيا فكان الخيار السلفي هو البديل عبر قيادات موالية للغرب و تشكر ( فضله ) . و في البحرين صار الاتفاق على تسليم الجزيرة للماكنة السلفية مع دعم عسكري , خشية من الآثار الجانبية للعبة التغيير .

ان مواقف مجلس الامن والولايات المتحدة والدول الاوربية – ولا نذكر العربية – حول الاحداث في سوريا , تثير كل علامات الاستفهام لدى الثوار في البحرين واليمن ؟!! . ففي الوقت الذي اثبتت التقارير المحايدة ان سوريا لم تشهد ما شهدته اليمن والبحرين من مجازر علنية وامام شاشات التلفاز , وكذلك ثبوت قيام المؤسسة السلفية بالاعتداء على الاهالي والمصالح العامة في سوريا , بينما قام الثوار في البحرين بتوزيع الزهور , و اثبت الثوار اليمنيون التناغم الرائع السلمي لثورتهم , واثبتوا للعالم ان فبليتهم لا تعني تخلفهم , بل تعني تماسكهم .

نقول مع كل هذا الوضوح , والثبوت القطعي للمجازر في اليمن والبحرين , يصر مجلس الامن واميركا واوروبا على تجاهل الشعبين البحريني واليمني , وتركهما بصورة علنية وبضوء اخضر واضح لتسحقهما نيران الحكومات القبلية العسكرية في البلدين , رغم انهما وبصراحة وشفافية عالية لم يطلبا سوى الانتخابات الحرة وباشراف دولي . مع الرفض الواضح لاي تغيير ( صغير ) من جانب السلطات في البلدين في تحدي واضح لحقوق الانسان .

بينما لازلنا جميعا نجهل معالم المشروع ( الامريكي السلفي ) في سوريا , التي اعلنت حكومتها جملة من الاصلاحات الديمقراطية , وسمحت لاجتماعات وتجمعات صريحة في معارضتها للنظام , على عكس الانظمة اليمنية والبحرينية ! .

التساؤل اين ( مجلس الامن ) و ( الولايات المتحدة ) و ( اوروبا ) و ( منظمات حقوق الانسان ) و ( منظمات دعم الديمقراطية ) و ( قناة الحرة ) و ( قناة الجزيرة ) و ( قناة العربية ) و ( قنوات الحياد الاوروبية ) ؟؟!! .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.