اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الحادي عشر من آذار وعبقرية ثورة أيلول

غازي فرمان

الحادي عشر من آذار وعبقرية ثورة أيلول

 

على مر العقود كان الكورد ضحية الصراعات الإقليمية في المنطقة، وكان لديهم مواقف مشرفه تجاه الآخرين، الا ان واقعهم المر في ذلك الوقت لم يمكنهم من ان يحصلوا الا على بعض الوعود الفارغة او محاولة إخماد ثوراتهم هنا و هناك وقتل و إعدام سياسييهم ، وقيام بعمليات وحشية ضد مدنهم وقراهم، وبالرغم من هذا الواقع المر، كان تحركهم ايجابيا في المحافل الدولية، لكن مصالح وتوازنات القوى الكبرى لم يكن الكورد حصة في تلك التوازنات ، وكانت المنطقة مقسمة بين القطب الشرقي والقطب الغربي .

برز في ذلك التاريخ او تلك المرحلة شخصيات سياسية  وعشائرية ودينية قادت ثورات ضد الدكتاتورية ودافعت عن الحق الكوردي الشرعي القانوني، الا ان أعداء الكورد كانوا دائما  يعالجون القضية الكوردية بالحروب والتدمير وقتل الابرياء ومحاولة إنهاء الثورات بالحديد والنار وعدم التفكير بمعالجة  الأمور بأساليب سياسية وديمقراطية كحق قانوني شرعي للكورد بالدفاع عن هويتهم وأرضهم وقوميتهم وحقوقهم الشرعية ضد الاحتلال والتعصب الشوفيني وضد الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة .

عندما تأسست الدولة العراقية لم يكن للكورد نصيب في الحقوق ، وجميع الحكومات المتعاقبة كانت تحاول إلحاق الكورد مع الأمة العربية وعدم الاعتراف بوجودهم كأمة لها هويتها وكيانها ، تعداد نفوسها أكثر من50 مليون نسمة، مقسمه بين أربع دول. لقد كان الكورد في العراق القومية الثانية من حيث الكثافة السكانية ومساحة الأرض ذات الغالبية الكوردية  والتاريخ  واللغة والعادات والتقاليد ، مع وجود قوميات أخرى مثل الكلدان – السريان – الاشورين والتركمان والأرمن، لكن الحكام والسياسيين لم يفكروا يوما بوجود الأخر واستعملوا سياسات التعريب والتهجير والقتل والدمار وتشويه الحقائق على الأرض وحاولوا دائما تشويه سمعة الحركة التحررية الكوردستانية والحركة الوطنية العراقية .

ان الظروف الصعبة التي عصفت بالكورد وكوردستان منذ أيام الدولة العثمانية وما تلاها من أحداث أثناء الحرب العالمية الأولى وتأسيس الدولة العراقية وتولي ملوك شوفينيين على سدة الحكم في المملكة العراقية حينها ، تحتم على الكورد ان يكون لهم حزب قومي جماهير علماني ليصد عن الشعب المآسي والاضطهاد وحصل ذلك بهمة الخالد ملا مصطفى البارزاني عام 1946 لتحقيق ضرورة تاريخية والدفاع عن الحقوق والوجود والهوية وتحدي الصراعات والأنظمة الفاسدة في العراق والمنطقة بصورة عامة .

البارزاني الخالد ولأول مرة استطاع توحيد السياسيين والشخصيات البارزة وعدد كبير من العشائر حول الثورة الكوردية والحزب الديمقراطي الكردستاني ومن خلال قيادته للحزب والعمل في الداخل والخارج وإرسال مبعوثين إلى جهات الدنيا الأربع وتوضيح المواقف الكوردية وشخص البارزاني وأهداف الحزب التي رسمتها قيادة الحزب ورئيس الحزب مصطفى البارزاني .

بعد اعلان تأسيس الحزب واكتسابه قاعدة جماهيرية عريضة ارتفع صوت الثورة الكوردية عاليا مستندة على تحركات الخالد مصطفى البارزاني القائد والمؤسس في جميع أنحاء العالم مناديا بحقوق الشعب الكوردي ومطالبا بحل القضية القومية في العراق وممارسة الديمقراطية وإنهاء التعصب والدكتاتورية أي للعراق مشكلتين تطبيق الديمقراطية ومن خلال الممارسة الديمقراطية تحل القضية القومية . ولكن مع الأسف الشديد الأنظمة والحكومات المتعاقبة كانوا ينكرون الحقائق والوجود الكوردي والحقوق المشروعة . وفي سنة 1961 أعلن الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقائده الخالد مصطفى البارزاني ثورة أيلول للدفاع عن كوردستان ضد الجهات البربرية.

 وكانت ثورة أيلول صوت الشعب بشخص قائدها الخالد مصطفى البارزاني الذي وصل إلى كل زوايا العالم وكانت تتوافد الوفود من السياسيين الكبار للقاء شخصه  الكريم ويشهد على ذلك الاتحاد السوفيتي سابقا والدول الأوربية وأمريكا والدول العربية والإقليمية وحتى الصين وامريكا اللاتينية من خلال الحركة التحررية الكوردستانية وعمل الحزب الديمقراطي الكوردستاني النضالي وقائده الفذ آنذاك.

والتحق الآلاف من الشباب الكوردي بالثورة آنذاك وتشكلت فصائل البيشمركة الأبطال وقدم الحزب  قوافل تلو القوافل من التضحيات والشهداء دفاعا عن الوجود الكوردي  والكوردستاني من خلال دفاعهم المشروع امام الآلة العسكرية والأمنية والشرطة للحكومات والأنظمة العراقية وقتها .

من خلال العمل السياسي والدبلوماسي في الخارج والداخل بحنكة وقيادة شخص البارزاني كقائد للحزب والثورة ، والتي أجبرت الحكومة العراقية سنة 1970 بطلب المفاوضات والجلوس على طاولة الحوار والتفاهم مع القيادة الكوردية وفعلا جرت المفاوضات وتوصلوا إلى التفاهم المشترك لأول مرة في تاريخ الشعب الكوردي ، وتم الاعتراف القانوني بالكورد في العراق أرضا وشعبا ونوقشت جغرافية كوردستان وحدودها ولأول مرة تم الاعتراف بالوجود الكوردي كقومية ثانية بعد العرب إضافة إلى الاعتراف باللغة الكوردية كلغة رسمية في البلد إلى جانب اللغة العربية وطبعت المناهج التدريسية في المراحل كافة لتدريسها في المدارس ، وأعلن بيان 11 آذار التاريخي في سنة 1970 واتفق الطرفان بهدنة ل 4 سنوات.

لقد تمسك الكورد دائما بمبدأ الحوار والمفاوضات والتعايش السلمي الاخوي وممارسة الديمقراطية والتعددية كشكل حضاري يلاءم  طبيعة الحكم في العراق وكوردستان ، وتعهدت الحكومة العراقية في ذلك الوقت بحل جميع القضايا العالقة بعد الهدنة بما في ذلك المناطق المستقطعة من كوردستان ومدينة كركوك .

خلال 4 سنوات هدنة بين الطرفين استطاع الحزب الديمقراطي الكوردستاني بحكمة قيادته  إدارة شؤون محافظة دهوك واربيل والسليمانية إدارة جيدة رغم المؤامرات التي كانت تحاك من قبل البعث المقبور .

بعد انتهاء الهدنة لم تفي الحكومة العراقية بوعودها ولم تعترف بالاتفاقية الموقعة من  الطرفان وبئس ما فعل النظام العراقي حينها هو محاولته القضاء على الثورة والحركة التحررية الكوردية بقوة السلاح .

لقد كانت مقترحات الحكومة العراقية منح الكورد الحكم الذاتي مع المناطق المستقطعة حاليا وتأجيل موضوع كركوك الى عدة سنوات ،ولم توافق قيادة الثورة والحزب بالحكم الذاتي بدون كركوك (( قلب كوردستان )) .

خانت الحكومة العراقية العهد وهجمت على كوردستان بمختلف الأسلحة المحرمة دوليا وكان نتيجة هذا الهجوم استشهاد الآلاف من الكورد دفاعا عن كوردستان وتم تدمير العديد من مدن وقرى وقصبات كوردستان  وتهجير أهاليها .

فما كان على البيشمركة الأبطال الا الدفاع عن النفس والقتال وتم إجبار الحكومة العراقية على التراجع والتقهقر وعدم إمكانيتها حسم المعركة عسكريا ، كما أثبتت بسالة وشجاعة الجماهير الكوردستانية والبيشمركة وعوائل الشهداء إمكانيتها في الدفاع عن حقوقها . لجأ النظام العراقي حينها الى أساليب خبيثة للقضاء على الثورة فتنازل عن جزء من شط العرب ومجموعة من الأراضي الحدودية لإيران في اتفاقية الجزائر الخيانية سنة 1975 بين شاه إيران وصدام والرئيس الجزائري مقابل القضاء على الثورة الكوردستانية .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.