اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• الياس والتوصيف السلبي ليس حلا!!

 تيري بطرس

الياس والتوصيف السلبي ليس حلا!!

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

في الوقت الذي نؤيد الاستاذ اشور كيوركيس بانعدام الثميل الاشوري  في مراكز القرار الدولة العراقية، ليس لاننا نسحب الانتماء القومي ممن يشارك في هذه المراكز بهذا المستوى او ذاك، ولكن  الانعدام كان بسبب عدم وجود خصوصية قومية لاي منصب بحكم القانون، وبالتالي فان الخصوصية التي منحت للشيعة او للكورد لم تكن لانهم حقا يمثلون قانونيا هاتين الشريحتين من ابناء العراق، بل كان الامر هو مجرد تصنيف صحفي او لان من تم احتسابه كممثل لهاتين شريحتين دافع عن مطالب وامانيهما ليس الا. بالطبع يمكن سوق اتهامات كثيرة ضد الدولة العراقية في موقفها من شعبنا، ولكن يبقى سؤال مهم يفرض نفسه،وهو هل تكلمنا مع الدولة بصوت واحد، ونحن نقول باننا نعمل لاجل صالح نفس الطرف. الناس لا تهمهم خلافاتنا ولكنهم يريدون سماع مطالب واحدة وغير متناقضة منا لكي يمكنهم التعامل معنا،

 

لا يمكن نكران التجاوزات الحاصلة على شعبنا من ناحية تجاهل مطالبه المشروعة، ولكنها مشروعة بنظرنا فقط، لا بل ان الامر في هذا كله ان هناك اطراف عديدة من هذا الشعب تستنكر او تتنازل عن هذه المطالب ليس لشئ، بل لكي تحارب الاطراف الاخرى من نفس الشعب. ان سوق الاتهامات والصاقها بالاخرين عملية سهلة. وتبرئة الذات النرجسية والمتعاظمة، قد تريح ضمائر البعض لاعتقادهم انهم قاموا بالواجب، ولكن دائما هناك قول ماثور يقول ما هكذا تساق الابل...

 

ان ما لحق بمسيحيي العراق وكل اقلياته الاخرى من المندائيين والازيديين وحتى الشبك، ليس بسبب تحالفات سياسية خاطئة او لمواقف ومطالب سياسية، انه الفكر التكفيري والرافض للاخر، والذي يراى الاخر شرا يجب ازالته، وهذا الامر ملاحظ في ما يجري بين السنة والشيعة، لا بل يمكن القول ان بعض السنة وظيوفهم كانوا السباقون في عمليات القتل على الهوية ولا يمكن تبرئة بعض الشيعة من ذلك وخصوصا الانتقام من البعثيين من ذوي المناصب الكبيرة والتي كانت في غالبيتها سنية، ان الاسلام السياسي لم يرتضى ببقاء الاقليات الدينية الا نتيجة للجزية الكبيرة التي كان يحصلها منهم. ولكن بعد نشوء الدول الحديثة وظهور الثروات المعدنية وغيرها فانه لا يريد الاقليات لانهم يحملون الرسالة الاخرى المغايرة والتي تتسم غالبا بالمسالمة والتسامح وهذا ما يرعب الاسلام السياسي. واذا كان السيدد نصر قد ضرب مثلا بحال مسيحيي العراق لكي يدخل الخوف والرعب في قلوب مسيحي لبنان لكي يقدموات تنازلات كبيرة لصالح بقاء السلاح في يد حزب الله، فهدذا يدل على نوعية الايديولوجية المقيتة التي يعتنقها هذا الحزب وغيره من الاحزاب الاسلاموية.

 

نعتقد ان امكانيات الاشوريين باتت معروفة لابناء الشعب، وهذه الامكانيات كانت معروفة لكل القوى العراقية، ان محاولة خداع الذات بطرح وجود ديموغرافي وامتلاك قوة سياسية يمكن ان تقلب الموازيين على الساحة الوطنية، لم يخدع احدا الا ابناء شعبنا وبعض الكتاب ممن اعتقدالامر صحيحا. ولذا فهم قد بنوا في مخيلتهم امال وطموحات كبيرة اكبر ليس من قدراتنا، بل اكبر من قدرات العرب والكورد مجتمعين. ولذ نرى في طرحهم غياب الموضوعية. ان رد فعل الاشوريين على ما تم اقترفه بحقهم من المذابح واستهداف دور العبادة بالسيارات المفخخة او القصف، ان وجد من برره فان الاخرين تحركوا بقدر الامكانيات المتاحة، فالترحك شمل الساحة الدولية والوطنية والحكومة وحكومة الاقليم، ولكن بالطبع ان التحرك لم تأتي ثماره بقدر المراد، وذلك لاسباب معروفة، وهي سرية الجماعات القائمة باستهداف المسيحيين، او استهدافهم لغرض جراء الصراع القائم بين الاطراف المختلفة لكي يخلقوا ضجة وشك بالاستقرار الوطني من ناحية ولاعتقادهم ان استهداف الاقليات مامؤن من رد الفعل المعاكسة نتيجة لضعف الطرف المستهدف.

 

ان الحماس للنزعة القومية ليس هو المطلوب، فالحماس لهذه النزعة يجب ان يواكبه معرفة الوسائل لتحقيق متطلبات النزعة القومية، ان النزعة القومية ليست لذاتها بل هي لتحقيق امور وتغييرات على الواقع، ومن جهة اخرى ان هذه النزعة القومية المدعى بها، لم تمنع اكثر من نصف الشعب الاشوري من ان يفضل الانتماء الطائفي الكنسي على الانتماء القومي!!!! وان النزعة القومية الاشورية تذكرني بالادبيات العربية ومنها التي تقول (( سلوا عنا ديار الشام ورياضها، والعراق وسوادها، والأندلس وأرباضها.. سلوا عنا حفافي الكنج وضفاف اللوار ووادي الدانوب.. إن عندهم جميعاً خبراً من بطولاتنا )) هذا وليس اكثر ان النزعة القومية هي نزعة ماضوية وليست مستقبلية، بل بقت للتغني بامجاد الماضي التليد، ولم تتحول الى ورشة عمل لصناعة المستقبل.

 

((والذي أثبته التاريخ أن ما قبل السقوط تشتد الكبرياء وجنون العظمة والاتكاء على الاسم القديم اللامع والتاريخ الرائع، من مقالة خالص جلبي بعنوان علم المستقبل والانبؤ والانبياء الكذبة)) ان خطر الاندثار والذي اكدنا عليه مرارا خلال هذه السنة، بدلا من ان يدفعنا لتقوية اوراقنا السياسية والاقتصادية والديمغرافية، من خلال الاشادة بما نتج من عمليات البناء وتعمير القرى التي قادها الاستاذ سركيس اغاجان، والعمل من اجل ان تملاء هذه القرى بابناء شعبنا وان نخلق اليات تواصل وثبات على الارض لتي هي لنا، وان نخلق حركة سياسية متينة تبنى على اكتاف الشباب الواعيس والمدرك للمراحل في العمل السياسي.  ومن خلال وحدة الخطاب الحقيقي ووحدة القرار السياسي من خلال خلق الية للتفاهم وللخروج بالقرار السياسي. بدلا من كل ذلك نلجاء الى الانفرادية وتدمير المنجز والتشكيك بالنيات، والغرق في منجزات الماضي ومحاولة تصوير كل من لا يدعوا الى هذا الماضي وكانه العدو الحقيقي للامة والشعب، في الوقت ان الدعوة الى الماضي وما امتلكناه فيه ليست دعوة للعمل بل هي دعوة للتخدير والنوم الهنئ لحين مجئ اوان الاندثار.

 

لا يمكن باي حال من الاحوال تحميل الاشوريين وسياساتهم ما حصل لهم في المذابح المغولية تيمورلنك وما بعده، او ما اقترفه الصفويين، ومن ثم بدرخان بك او محمد كور، في كل هذه المذابح قدم الاشوريين ليس مئات الالاف من الضحايا، ولكنهم قدموا ضريبة اخرى وهي تشتت اوصال الامة، وفقدانها الذاكرة الموحدة، لا بل فقدانها التواصل والقيادة وان كانت دينية في مراحل مختلفة. وفي الحرب الكونية الاولى كان موقف قسم من ابناء شعبنا مناوئ للطموحات القومية قادته بعض الكنائس، وعندما اضطرت كنيسة المشرق لاتخاذ موقف الانحياز الى الحلفاء ابان الحرب، كان ذلك تحت ضغط المذابح التي كانت قد ابتدات منذ عام 1914. ان نتيجة هذا التحالف كانت في غير صالح الاشوريين، لان الاشوريين دخلوا التحالف مرغمين وليس من باب كونهم قوة تمثل ميزانا بين القوى الاخرى، فالاشوريين كانوا قوة مقابل القوى العشائرية الاخرى اي نعم، ولكنهم ما كانوا بقادرين على تهديد وحدة اي دولة، وعندما كانت الدولة العثمانية تر يد ارسال سالة الى اي جهة من خلال اضطهاد المسيحيين ما كان عليها الا وان تحرك رئيس عشيرة ما لتحقيق ذلك. وفي مسالة سميل كان الموقف الاشوري الاساسي يميل الى السلم، ولكن فرض عليهم القتال فرضا، لتحقيق اجندة معينة، وايصال رسائل الى اطراف اخرى كالكورد مثلا. اذا اين السياسة الاشورية الظريفة، واذا كان هذا في الماضي فاننا نحن نتحمل نتائج ما حدث في هذا الماضي، وبدلا من محاولة العمل من اجل تصحيح المسار، والوصول الى مرحلة يمكننا فيها ان ندخل التحالفات السيايسة من باب قوة من القوى وليس مضطر اخاك، يحاول البعض العودة بنا الى الماضي والتغني به واستعمال اساليبه وادواته.  ان الصراخ ليس هو المراد، وهنا لا نود كظم الغضب، بل لنقول تحويل الغضب الى العمل المنسق الذي يسند كل جزء منه الاجزاء الاخرى من خلال التنسيق والتطوير والاليات العصرية للعمل السياسي. اذا باعتقاد البعض ان تاسيس الاحزاب هو لتواكب الواقع الاليم وليس لكي تعمل من اجل تغيير الواقع الى حالة افضل، ان تاسيس الاحزاب  بلافتات غير اشورية ضمن شعبنا ما كان يمكن ان يحدث لو لم تكن هناك من داخل الشعب ما يدفع الى ظهورها، ان اتهام الاخرين دائما بما نعتقده سلبا في شعبنا ينفيه الواقع الاليم الذي نعيشه، ان الواقع ان لم يكن من صنعنا فاننا بلا شك ساهمنا في صنعه من خلال منح الفرص للاخرين للتدخل في شاننا الداخلي. واذا كان هنالك من وعي وادراك بان قيام مؤسسات سياسية في شعبنا بلافتات غير اشورية، قد عمل على زيادة خيبة الامل، فكان من المفترض ان نقوي المؤسسات العاملة بلافتات اشورية ونمنحها الدعم، ليس الدعم المادي حصرا، بل الدعم بالفكرمن خلال الانفتاح السليم على مكونات شعبنا، وتقبل حالة تعدد المذاهب الدينية وتجلياتها من الاسماء والممارسات السياسية لتكوين راي عام يؤمن ليس بوحدة الشعب فقط، بل لكي يؤمن ايضا بقدرته اي الشعب ومن خلال قيادته الواعية الى اتخاذ القرارات السليمة. ولعل مسألة التسمية كان احداها، فالتسمية المركبة الثلاثية لا تغبن اي تسمية اخرى، ولا تلغي اي منها، اي نعم ان المؤمنين بالتسمية الاشورية هم الاكثرية في شعبنا على مستوى العالم، وهم يؤمنون قاطبة بان من يقول انه كلداني او سرياني ما هو الا اشوري، ولكن هذا الايمان كان بحاجة الى صقل وكان يجب ان يدخل بودقة الصهر من خلال العمل المشترك لكي يترسخ الايمان بوحدة الشعب، وهذا ما رفضه وما حاولوا تفهمه وبالاخص من اطراف محسوبة على التسمية الاشورية.  والبعض من هذا الطرف لم يرعى ولم يعمل من اجل تقوية الطرف الاشوري، بل عمل بكل الطرق على اضعافه من خلال تسمية اشورايا المشتقة من الاه اشور والذي ما عاد يربطنا به رابط بعد ان امنا بالسيد المسيح. في مسعى ايديولوجي مقيت لا يعطي اي انتباه لما سيحفره بين ابناء شعبنا من انقسام اخر وخصوصا ان شعبنا موزع على مختلف دول العالم وهو خاضع لقوانين وتاثيرات هذه الدول وثقافاتها. وباسفاف غير مبالي بشرعية الحركة القومية الاشورية التي ابتدات العمل ولا زالت بغالبيتها تحت لافتة التسمية اتواريا النابعة من ارض اشور ( ارعا داتور). ان قتل هوية الارض والشعب ساهم فيها الكثيرين ماضيا بدون وعي ونتيجة لانفماسهم في الفكر الديني غير مبالين لمسالة الشعب، وهم لا يعابون لانهم كانوا ابناء جيلهم ولم يحاولا قراءة المستقبل، ولكن ما نقول للبعض ممن يعيش في هذا العصر ويستعمل ادواته ويرى الخطر المجدق بشعبه المهدد بالانصهار والتلاشي والاندثار، وهم يعودون القهقري الى التمترس بالماض، وخلق العداوات بين شعبنا والشعوب المجاورة غير مبالين لميزان القوى، لا بل يمكننا القول انه كلما مال ميزان القوى لصالح الاخرين، نرى هؤلاء يزيزدون جرعة العداء الهسنيري والمسعور اكثرواكثر. 

 

ان العهر السياسي ان كان موجودا لدى البعض فهوحقا موجود لمن يركب مركب الشعارات العدوانية وهو لم يوفر اي طلقة او حتى ساتر ان لم نقل رجال مدججين بالسلاح لكي يحارب من يريد ان يعملهم اعداء دائميين لشعبنا، فهم يريدون ان نقر بمن يحددوه عدوا لنا، والا فالويل والثبور فاننا في قواميسهم خونة وعبيد الاخرين.ان ديمقراطية العراق هي ضمانة لتحقيق ولثبات ما نحققه من الحقوق، والمناداة بالعراق الديمقراطي جاء نتيجة لتجارب مريرة عاشها العراقيين جميعا، ولم يكن شعارا براقا اخر، ولكن الديمقراطية ايضا لها اوجه متعددة ومراحل مختلفة، ولذا فاذا كانت الديمقراطية العراقية تحمل عيوبا كثيرة فهذا لا يعيب الديمقارطية بذاتها ولكنه يعيب ممارس الديمقراطية. اما عن الحكم الذاتي فالظاهر ان البعض لا يريد ان يفهم ان اقليم كوردستان هوجزء من العراق، وان العراق بلا اقليم كردستان لن يكون عراقا، وان تحقيق الحكم الذاتي هو احدى الضمانات الاساسية لتطوير الهوية القومية وتجلياتها على ارض الواقع، لا بل انه يمكن القول ان تحقيق الحكم الذاتي يمكن ان يكون البوتقة التي ستصهر مكونات شعبنا المختلفة في بوتقة واحد نتيجة العمل المشترك، اما اذا كان هذا الجزء سيكون مع الاقليم او ليس ضمنه فاعتقد انها مسألة ليست اساسية بقدر ما هي المصلحة من ذلك، ومن الواضح ان تجميع كل مناطقنا في منطقة ادارية واحد هو الافضل لنا، لانه يحقق وحدة التاثير في القانون الموحد ، ونتيجة الثقة المشتركة التي لن تتحقق بالصراخ وبكلمات التخوين والمسبة.

 

ان ما عاناه الانسان الاشوري يفوق التصور في بشاعته، واذا كان البعض يدعي ان القضية الاشورية قد انتهت عام 1933 مؤسسا للاحباط ومسقطا كل عمل قومي وحتى النية من وراء قيامه من اي  صفة ايجابية، فاصلا بين ما عانه الفرد الاشوري و ما يحيطه من الظروف المعقدة وبين الاحزاب وقياداتها وكانها يجب ان تكون من طينة السوبر مان او من خارج الطبيعة الانسانية. ان تقصير الاحزاب الاشورية بلا شك واضح، فهي ورغم تحذير الخيرين ومسبقا (المذكرة السرية للاترناي لكل من الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب بيت نهرين الديمقراطي في حزيران 2002 رغم انها كانت متأخرة) الا انه من الغير المنصف رمي كل ما يعانيه شعبنا على عاتق الاحزاب، فالقضية الاشورية ان صح التعبير لا تزال تعاني منذ الحرب العالمية الاولى حين دخلت كقضية في مباحثات الدول، ليس لثقلها بل لانها كانت تستغل من قبل القوى المتنفذة للحصول على مكاسب معينة.

 

كان مؤتمر لندن ونتائجه وسقوط صدام وما تلاه مناسبة حقيقية لتصحيح الاوضاع، الا ان البعض حاول استثمار المسألة للصالح الخاص، ومع الاسف انخدع الكثيرين بما طرح حينها، فالقضية لم تكن قضية التسمية وغيرها، ان التسمية كانت محاولة للدخول الى خلق وحدة قومية متينة بطريقة سياسية مرنة وليس من خلال الفرض والقهر، اللذان يطالب بهما البعض متجاهلين الواقع ومتطلباته وامكانياته. ان دخول البعض من الاشوريين هذا المعترك كان خطاء فادحا، فهم بدلا من ان يقووا من احتمالات انشار التسشمية الاصح وهي التسمية الاشورية لكي تأخذ مداها، فانهم جعلوها تسمية كباقي التسميات لا بل حاول بعض الغلاة تغييرها وايجاد مبررات ايدولوجية غبية لتغيير التسمية بالسورت من اتورايا الى اشورايا مخلقين سببا اضافيا للانقسام داخل المقتنعين بالتسمية الاشورية.

 

وبالرغم من ايماننا انه كان يمكن خلق تفاهم بين طرفي المعادلة القومية (الداخل والخارج، الاطراف التسموية، الاطراف المذهبية) لو صحت النيات وان الاستفراد ومحاولة اظهار الذات كالمنقذ الوحيد وعدم استشارة الاطراف المهمة والتي اظهرت تفهمها للتسويات الداخلية كان سببا لتشرذم البيت الداخلي على الاقل بقواه السياسية العقلانية.

 

ان من اسهل الامور هو توجيه الانتقادات ووصف الامور باقبح الصفات وخصوصا ووضعنا لا يسر العدو، ولكن وضمن المعادلات السياسية والديموغرافية الغير المناسبة لشعبنا، سيكون وضع الحلول لكل ما نتمناه امر في منتهى الصعوبة ونحن منقسيمين ومتشرذمين بهذه الطريقة العجيبة الغريبة. ان البكاء على سهل نينوى والبكاء على انه سيتم تكريده، يكاد ان يكون الاغنية المفضلة للبعض بعد ان فقدت اغنية وحدة العراق التي تهددها فدرالية اقليم كوردستان بريقها. والمتباكين يدركون ان الاقضية الثلاثة التي تسمى بسهل نينوى (الحمدانية، تلكيف، الشيخان) لن يحسم امرها شعبنا حتى  وان كان بكامله يقر بالتسمية الاشورية وباكمله ضد مسألة انظمام الاقضية الى اقليم كوردستان، فالشيخان التي سلخها النظام من دهوك والعقرة كذلك تم عمليا اعتبارها من الاقليم ومنذ عام 1992 اوما قبلها حين تحديد المنطقة الامنة. اما القضائين الاخرين فسيتم تحديد مصيرها تصويت الاهالي وبهذه الطريقة سيكون من الواضح ان بعض النواحي من القضائين سيكون ميلها للانظمام الى الاقليم لانها تكون بغالبيتها ازيدية او كوردية اسلامية، فلنأخذ ناحية القوش مثلا والتابعة لقضاء تلكيف، فحتى لو صوت كل الالاقشة ضد الانظمام وهو امر مستبعد جدا فان الاكثرية الازيدية في الناحية ستقرر مصير القوش، وهكذا نواحي اخرى ضمن القضائين، وبالتالي فان منطقة سهل نينوى ونتيجة لتطبيق المادة 140 ستنقسم الى قسمين كل قسم خاضع لمنطقة معينة. فمن الخاسر في هذه المعادلة الغريبة التي يريد البعض منا القبول بنتائجها المسبقة وعدم العمل من اجل ان يكون كل شعبنا في اطار منطقة ادارية سياسية قانونية موحدة، انهم يطالبوننا بان نعيد تجربة تقسيم شعبنا بين الدول، صحيح اننا هنا في دولة واحدة، الا ان تاثير مفعول القوانين على الشعب سيكون مؤثرا ناهيك عن القبول باستمرار تعريب قسم من شعبنا. اما الانظمام الى الاقليم والنمتع بالحكم الذاتي سيكون حلا افضل من الكل المطروح حاليا، لانه سيعني التمثيل الحقيق للشعب، وانبثاق سلطة فعلية وان لم تتمتع بكل صلاحيات الاستقلال، الا انها ستتمتع بصلاحيات كثيرة في المجالات التربوية والقانوية والامنية والاقتصادية المحلية لكي تبنى وتعبر عن المواطن من ابناء شعبنا وبقية الشعوب المتعايشة معه. فوصف مشروع الحكم الذاتي بالمشروع الكوردي، ليس سببا ولن يكون كذلك لكي يتم تركه والركون الى المجهول والى المطالبة باقليم اشور، هذه الاقليم ذو الاكثرية الغير الاشورية فابناء شعبنا لوحدهم لا يكونون الاكثرية في هذا الاقليم، كما ان المط\البة باقليم اشور ليس لها سند ودعم من اي طرف وطني لحد الان، انه شعار رفع لكي يدغدغ احلام البعض مع عدم توفر اي امكانية لتحقيقه، والامر الاخر المهم ان تحقيق الحكم الذاتي لن يلغى الطموح في تطويره الى مستوى الاقليم ولكن بعد نضج الامور السياسية والاقتصادية وان كنا اذكياء حتى الديموغرافية. 

 

ان محاول تصوير مسألة مشاركة ابناء شعبنا في السلطات التنفيذية والتشريعية بالمشاركة في البرلمان الكوردواسلامي، يعني المطالبة بانعزال شعبنا عن المشاركة في مراكز القرار، صحيح انني شخصيا لست مسرورا لنوعية المشاركة، ولكن الانعزال لم يكن في يوم من الايام الطريق الصحيح للتمتع بالحقوق، بل هو الطريق الواضح نحو المزيد من الانعزالية ومن ثم الهجرة وغيرها من النتائج الوخيمة العاقبة التي يمكن ان تلحق بشعبنا لو سرنا في الطريق الذي يرسمه بعض الرومانسيين القوميين من المتاثرين بالشعارات العروبية التي لم تجلب للعرب الا الخراب والدمار، ولحقنا منها ما لحق. ان الالية المتوفرة اليوم للتغير هي الالية الديمقراطية وعلى ابناء شعبنا المشاركة فيها بفعالية ولكن عليهم اختيار الافضل لذلك.

 

ان عدم رضانا عن الواقع الحالي يجب ان يدفعنا للبحث عن كل ما يساعجدنا لتغيير الواقع وليس للابتعاد والانعزال، ورغم من الماخذ على تجربة اقليم كوردستان، الا ان التجدربة تبقى الافضل في العراق، ودعمها يعني دعم مستقبل العراق الافضل، وهذا لا يعني البتة دعم الاطراف المتطرفة في اي تكوين عراق سواء كان قوميا او دينيا.  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.