اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

Beez5

• ازمة تشكيل حكومة؟!..ام ازمة نظام فاشل يفتقد مبررات بقائه؟!!

محمود حمد

 

ازمة تشكيل حكومة؟!..ام ازمة نظام فاشل يفتقد مبررات بقائه؟!!

 

من يتابع بمرارة مايدور في اقبية (الائتلافات!) المتنفذة ، وهو يقف في لهيب احتياجات الناس لابسط مستلزمات الحياة الطبيعية ، يُدرك ان تاريخ الاستئثارالسياسي يعيد نفسه مرتين ..حقا...

·               مرة كـ(مأساة ) في زمن الدكتاتورية..

·               واخرى كـ(مهزلة) في زمن دولة امراء الطوائف والاعراق..

ذلك لان القوى المتنفذة هي:

1.            نتاج فوضى الاحتلال الدموية..(رغم نشوئها التنظيمي قبل ذلك التاريخ!!)..

2.            يستقوون بعضهم على بعضهم بالمزيد من التخادم للمحتل لإرضائه..وإظهار الاذعان لمشاريعه المريبة!

3.            تشكيلاتها السياسية تقتات وتستديم على كراهية الأخ الآخر!..

4.            امرائها الذين يَدَّعون حق الولاية على أهل العراق..لايملكون حق الولاية على انفسهم!!

5.            المتنفذون منهم خرجوا من رحم الاحتلال..ويسببون ـ في ذات الوقت ـ قلقا للاحتلال نتيجة تخلفهم وليس بسبب (صحوة) وطنية تدفقت بُغتةً في عقولهم!!

6.            نواياهم لاتعدوا ان تكون مزيجا غير متجانس بين مشاريع (انماط الاستبداد) التي تعشعش في انظمة دول الطوق المُبتلية شعوبها بها!

7.            ما ارادوا ترسيخه في جسد العراق وعقل العراقيين هو (اللانظام!!).. و(اللادولة).. بل (الابوية الصنمية) المستعارة من القبلية البدائية التي تعود الى طور ماقبل تشكيل الدولة المدنية الحديثة!

هذه ( الابوية الصنمية )..التي هي نتاج طبيعي ومنطقي للغمامة (الطائفية والعرقية) السوداء التي استباحوا بها عقول وبصائر وضمائر وعلاقات العراقيين ..واقحموهم في نفق التطرف الضيق المظلم الذي لم يجدوا بصيصا للنجاة فيه..إلاّ بمزيد من التطرف في كراهية الأخ الآخر والإنعزال المتحفز للإنقضاض عليه ( في الغداء ) قبل ان يباغتهم ذلك الأخ الآخر بخنجر الغدر( في العشاء!)!!!!!

8.            المتحاصصون ..هم امتداد لنمط عيش القبيلة القائم على كسب القوت من غزو الآخر القريب..الذي مازال راسخا وفاعلا في عقول وسلوكيات ونوايا امراء المحاصصة..ويتفاقم الى حد قطع الاعناق فيما بينهم ، كلما تعاظم الكنز الشاخص امام اولئك السلاّبين..

ولاشك ان الكنز الذي يحوف حوله (حواسم مابعد الاحتلال وسقوط الدكتاتورية) اليوم هو:(كل العراق!!!)..

ان (التنافق) و ( التساوم على مصالح الشعب وثرواته ووجوده) هو النهج اللااخلاقي الذي تميزت به العلاقات بين القوى المتحاصصة..منذ اندثار ( الثقافة الوطنية ) في:

·               جذورهم التأسيسية الطائفية والعرقية..

·               وإرتباطاتهم الاقليمية والدولية المشبوهة..

·               وتوجهاتهم المحلية التفكيكية والإستلابية..

·               ومواقفهم السياسية الممالئة للمحتل والدول الاقليمية على حساب مصالح العراق..

·               وممارساتهم الإدارية والمالية الفاسدة والإقصائية للآخر!!!..

·               وبُنية تشكيلاتهم التنظيمية القائمة على التمويل من المصادر المريبة!!..

مما خلق بيئة سياسية طاردة للولاء الوطني ..تعشعش فيها بؤر الولاء للخارج الذي يوعدهم بالحماية من الأخ في الداخل؟!

وهم في قرارة هذا الاحتراب فيما بينهم يكونون (حشوة) النظام الذي اقامه الاحتلال لهم..تلك ( الحشوة ) المفخخة التي لم تتجانس يوما ولم ينفك التصادم الإقصائي بين عناصرها المكونة عن التفجر..مما ادى الى:

1.            انتاج (اللانظام) العاجز عن ان يكون (نظاماً) ذو مضمون بنّاء..سوى نشوز اضلاعه التدميرية الاربعة:

·               الموت.

·               الفشل.

·               العجز.

·               الفساد.

لان تلك الخصائص تعبر عن الطبيعة النفعية المتدنية القصيرة النظر للقوى المتحاصصة ، وفي نفس الوقت تستجيب لاهداف ونوايا تلك القوى المناهضة لقيام دولة الوطن والمواطن الدستورية الديمقراطية المتمدنة!..التي لايمكن ان تقوم الا بإزالة دولة المحاصصة الطائفية والعرقية! 

2.            تضليل الناخبين المتخلفين وإستدراجهم لإنتخاب النواب المتطرفين تحت ضغط الخوف من الآخر!!

3.            فتح الابواب والنوافذ امام تدخلات الدول الطامعة والخائفة القريبة والبعيدة ، للاستقواء بها في صراعهم الداخلي!!

·               يوعدنا الشيخ جمال البطيخ بالوعد البشارة  خلال حديثه يوم الجمعة 06 آب 2010 للسومرية نيوز في بغداد:

أن (هناك وعوداً على مستوى عال قدمتها دول إقليمية وعربية في حال تولي علاوي رئاسة الحكومة، منها رفع مستوى الاستثمار والاقتصاد العراقي والنهوض بوضع البلد الذي يشهد انحدارا للمجهول)، لافتاً إلى أن (هذه المشاريع في حال تسلم شخص آخر غير علاوي رئاسة الحكومة فإنها لن تنفذ، بسبب أن الوعود قطعت مع علاوي شخصياً)، وإن (القائمة العراقية وبالتحديد مكتب إياد علاوي وعد الدول الإقليمية بتوفير حماية كاملة لها ولشركاتها للاستثمار والعمل في العراق)..

تلك هي بشارة السيد ( البطيخ) ايها العراقيون:

اذا لم يمسك (مرشح الدول الإقليمية والعربية) بخناق العراق..فسوف لن يهدء طوفان الدم والخراب..وسوف يتفاقم (الانحدار للمجهول)!!!

انها معادلة قبيحة..ووعد مشؤوم..

تُذَكِرُنا بما يُردده الاطفال العدوانيون..( لو ألعَّبْ..لو اخَرِّب الملعب !!)..

والملعب هو العراق وأهله!!..

يالتدني قيمة "السياسيين المتجولين" في هذا الزمن المنحط من تاريخ العراق!!!

ونسألكم بمرارة:

مالذي يدفعكم لإهدار كرامة العراق عند اقدام العرب والعجم والافرنج؟!!

هل العراق بحاجة الى المال؟!

اوالموارد؟!

اوالعقول؟!

اوالتاريخ؟!

اوالموقع الجغرافي الاستراتيجي؟!

ام لأنه أُبتُليَّ بكم ايها (المتحاصصون) المستقوون بغير اهل العراق..؟!!

وكاننا لايكفينا ان يكون امرائكم من صنائِع المحتل..!!!

فنستجدي من هم صنائع بالية لإنتاج صنيعة تحكمنا لقاء (وعود) بفك الخناق عنكم وتضييقه على اهل العراق!!

4.            تأجيج مواقد الاحتراب بين الطامعين بمغانم السلطة للتغطية على مايفعله وماينوي فعله المحتل في بلادنا..لقاء ضمان حماية المحتل لغنائمهم والابقاء على امتيازاتهم التي استلبوها في الظروف الطارئة!

·               (في لقائه مع مندوب قناة العراقية ليلة 02 . 08 . 2010 قال السيد نوري المالكي:

( أنا أقول للعراقيين أنا أكثر من مرة مشروع قتل لا اقول شهادة لان علمها عند الله أكون شهيد أو غير شهيد ، في البصرة حينما كنت اقاتل الارهاب والميليشيات تحرك الشركاء في الائتلاف الذين اليوم وأنا لازلت حي " بعدني ما متت ولا انقتلت " تحركوا لتشكيل الحكومة فذهبوا الى السيد رئيس الجمهورية وقالوا نريد تشكيل الحكومة ، الرجل قال لهم ننتظر " خل نشوف هذا الرجل يرجع لو ميرجع" وكنت 95 بالمائة مقتول وقتل من معي في المكتب..!!!!)

يقول السومريون..بُناة العراق الأوائل:

(اذا كنت هكذا تفعل بأخيك عندما تختلف معه..ياترى مالذي ستفعل بجارك)؟؟؟؟!!!!!!

ونحن نقول:

هذه بعض افرازات واخلاقيات دولة الطوائف والاعراق (الفاشلة ) التي يريدون فرضها على العراقيين..

توهما منهم بان ( الدولة الفاشلة ) ستحظى بحماية ورعاية امريكية وغربية وفق مفاهيم (الامن الاستراتيجي) في زمن الحرب الباردة..

·               حيث كانت الدول الدول الراسمالية تخشى وجود (دول وطنية مستقلة.مستقرة .قوية ) قادرة على تحدي النفوذ والهيمنة الخارجية على بلدانها، ومؤهلة. لاتخاذ مواقف بَنّاءة للدفاع عن مصالح شعوبها الإستراتيجية. فكانت الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية الاخرى تحرص على انتاج وحماية الدول ( الفاشلة والعاجزة والفاسدة ) للتمكن من اخضاعها للهيمنة الاستنزافية للشركات الكبرى العابرة للقارات، عبر فئات ( محلية ) طفيلية ومأجورة لهذه الدول والشركات.

(يمكن العودة الى العديد من الاصدارات التي كشفت اسماء حكام ووزراء ومسؤولين ومثقفين واعلاميين مأجوين ضد مصالح شعوبهم في العديد من دول العالم خلال القرن الاخير)!!..

واليوم يتزاحم هؤلاء المأجورون في مسودات الاصدارات التي سترى النور ولو بعد حين!!

·               ومع نهاية الحرب الباردة تغيرت الرؤية الأمنية الاستراتيجية للدول الراسمالية ، فتحولت الدول الفاشلة ( المتدهورة امنيا واقتصاديا ، والفاسدة اداريا وماليا ، والعاجزة عن الحفاظ على مقومات استمرارها واستقرارها ، وغير القادرة على توفير الخدمات الأساسية لمواطنيها!) الى مصدر قلق ومكمن خطر متزايد للدول الرأسمالية وفي المقدمة منها الولايات المتحدة، لان الدول الفاشلة عاجزة عن حراسة المصالح الرأسمالية الاستراتيجية في اقليمها السيادي!.. رغم بقاء الحرص الدولي الرأسمالي على إدامة الهيمنة الإستنزافية للشركات الكبرى العابرة للقارات على خيرات تلك البلدان المتخلفة.

·               ان (الدولة العراقية الطائفية العرقية الفاشلة ) التي ارادوا فرضها على العراقيين بالموت والتضليل والفساد والتخويف من الاخر .. تشكل مجموعة من المخاطر الاستراتيجية التي تهدد كيانها ومحيطها الاقليمي والدولي.. فهي:

(1)         خطر على العراق كوطن موحد بسبب التوجهات الانعزالية التفكيكية لجغرافية الوطن ، بالضد من الميل التاريخي لجميع شعوب الارض للتوحد في اسواق اقليمية وقاريَّة كبيرة تأتلف اممها وشعوبها حول المصالح الحيوية للتنمية والتطور ورخاء العيش!

(2)         خطر على الشعب ككيان سكاني متآلف ومتعايش..بسبب شرعنة الانقسام بين مكونات الشعب.. وإفتعال الاختلافات ، وتغذية التناحرات في بيئة التخلف المُنتِجة للتطرف المتوحش الذي سفك ويسفك دماء الأخوة بسيوف الأخوة..ويهدر الثروات الوطنية..ويُقبِر الفرص العامة والشخصية!!

(3)         خطر على الفرد العراقي كانسان عاقل..نتيجة إشاعة الخرافات في ميادين الفكر وحقول المعرفة ، وتقديس (الاصنام) الوارثة للالقاب، وإقصاء أهل الكفاءات المكتسبةعن مكانتهم الطبيعية في بناء الوطن وإثراء وعي الانسان!

(4)         خطر على العيش المشترك لشعوب الدول المجاورة كأمم متآخية رغم الضيم الذي تفرضه عليها أنظمتها غير العادلة!..من خلال اثارة الفتن الطائفية والعرقية بين مكونات تلك الشعوب والامم بدلا عن التضامن معها بمواجهة مضطهديها المتحكمين بمصائرها ، والحرص على وحدتها لحماية مصالحها المشتركة من مطامع القوى الدولية ومفاسد الحكام المحليين!

(5)         خطر على السلم العالمي لان الدولة الفاشلة تحول البلاد الى مستنقع لجذب وإحتضان الإرهاب الدولى والإقليمي والمحلي وإعادة إنتاجه وتصديره! ( كما هي حال الدول الهشة والفاشلة في العراق وافغانستان واليمن والسودان والصومال)!

لذلك..

فان الأزمة التي يواجهها العراق اليوم..ليست أزمة تشكيل حكومة..بقدر ماهي أزمة نظام فاشل يفتقد مبررات بقائه!!!!!

ولاخروج من هذا المأزق..

إلاّ بإقامة دولة الوطن والمواطن الديمقراطية العادلة..

الوطن الكامل السيادة والشعب الحر والمواطن الواعي المُرفَّه!

وبوابتها الدستورية والوطنية:

تشكيل حكومة من الوطنيين المتخصصين الكفوئين النزيهين..وغير الملوثين بـ:

·               خدمة الدكتاتورية..

·               التواطؤ مع قوات الاحتلال..

·               صناعة دولة المحاصصة والدعوة لها..

·               الولاء لغير العراق وشعبه!!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.