اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

Beez5

من اوراق لم تُختم بعد(2) إستيقاظ الوحوش!!// محمود حمد

الموقع الفرعي للكاتب

من اوراق لم تُختم بعد(2) إستيقاظ الوحوش!!

محمود حمد

 

ويَستيقظُ الوحوشُ

يَرْقُدُ العقلُ بين غفوةَ التَمَدُّنِ.. وصحوةِ العشائر..

يغفو.. من فَرْطِ التَضَرُّجِ بوحلِ المُجَنْزراتِ في أحشاءِ المُدنِ المَسْبِيَّةِ..

يَسْبُتُ.. لشدَّةِ الذهولِ من صَخَبِ الحوارِ..

ينامُ.. من ثِقَلِ الوهمِ في الرؤوسِ ..

وصريرِ الوَهَنِ في الجوارحِ ..

يركلهُ الغزاةُ.. والبغاةُ.. والملثمونْ..

يَنطوي على التَعَقِّلِ ..كي لا يُنْتَزَعُ منَ التَفَكُرِ..

يتألقُ للتأملِ ..كي لا يَخدُشَهُ التَضليلُ..

تَتَقَطَعُ الدروبُ إلى العقلِ بمخالبِ الوعيدِ .. وفرقِ الموتِ..

يُشْنَقُ العقلُ في ساحاتِ الوعظِ المُدَجَجِ بالمُفَخخاتِ ..والشتائمِ..

يَتَمَرَغُ بالحيرةِ في حضرةِ "الزعماءِ"و"الأمراءِ"و"السادة الغزاةِ"..

يَنْكَفئُ للمنابعِ ..كي لا ترصدهُ " التوافقاتُ المعبأةُ بالقنابلِ ..الغدرِ"..

يُهْزَمُ في الفضائياتِ الباذخةِ الأردافِ ..

تَطحَنَهُ الأشداقُ المُزْبِدَةُ ..والجَوْرُ الأموي..

يَتَرَدى بالحياءِ خشيةَ إفتراءِ "خطبُ الدمارِ الشاملِ"..

يهرعُ للغيمِ كي لا يُقْبِرِهُ السرابُ..

يَنْحَسِرُ العقلُ بالركودِ..يُقصيهُ التَوَحُشُ..

يَستريحُ التوحشُ من صليلِ التساؤلاتِ..!

يَستيقظُ الوحوشُ من سُباتِهِم.. في غفلةِ العقولِ!

يستبيحُ الوحوشُ :

.."الكواريكَ"..

ورغيفَ الخبزِ المُثْقَلِ بالجوعِ..

ودربَ العُشّاقِ المُفْعَمِ بالشوقِ..

ودَمَ الخبازين قُبَيلَ الصُبحِ..

والفكرةَ المضيئةَ في أجِنَّتِها..

والدفاترَ المدرسية..

وأنفاسَ المعلولين بمشراق "المسطر"..

ورحيقَ المواسم الآتية..

ولهفةَ الأمهاتِ للقاءِ..

وطلعَ النخلِ الواعدِ..

وزقزقةَ العصافيرِ في فجر القريةِ..

وطريقَ العودةِ للأهل من الغربةِ..

وكَفَّ الجراحِ الماهرِ..

وبَليغَ الشعرِ..

وحفيفَ السجودِ في هجعةِ الليلِ..

ورخيمَ الصوتِ في عصر النعيقِ..

وأهِلَّةَ الحرثِ في زمن القحطِ..

ومخادعَ الطفولةِ..

وأرصفةَ الشحاذينَ..

وانتظارَ الباعةِ المُجَوَّعينَ..

والطرقاتَ إلى المدرسةِ..

وأملَ المشافي في حومةِ الموتِ..

والقبابَ المَحمِيَّة بالسماءِ..

والحدودَ الراسخةَ في الضميرِ والقفارِ..

والتَهَجُّدَ بين العابدِ والمعبودِ..

والذاكرةَ العَصِيَّةَ الذوبانِ..

يستبيحُ الوحوشُ:

وطني المُلَوَّثِ بالسموم..

قلبي المُدَمى بالحنينِ الى الفراتِ ودجلة الأزلِ الفسيح !

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.