اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• لنتقا تل حتى اخر كلداني سرياني اشوري

تيري بطرس

 

 لنتقا تل حتى اخر كلداني سرياني اشوري

 

سنقاتل بعضنا البعض، سنزرع الحقد  والكره، سنقوم بكل ما من شانه ان يزيل الاخرسواء كان هذا الاخر اشوريا او كلدانيا او سريانيا. اما نحن او هم، انها حرب وجود وليست حرب حدود ومن ينتصر فيها فهو الذي سيبقى على وجه البسيطة. فاذا لنحارب بعضنا بعض حتى اخر قطرة دم تجري في عروق كل كلداني سرياني اشوري، فليس امامنا مفر الا هذا الخيار. بعد ان استولى الاخرين على تراثنا وتاريخنا وجعلونا تابعين لهم واخذوا حصتنا من المناصب والاموال والجاه. ما سبق هو حديث  وخيار البعض وهذا هو ما يطلبه ويعمل من اجله هؤلاء، فهل نحن بحاجة لاخرين لكي يحاربوننا او لكي يعملوا من اجل غبن حقا من حقوقنا؟

 

المتتبع لبعض السجالات الدائرة والتي تدور، سيعتقد ان الكلدان او الاشوريين او السريان  هم امم كبيرة جبارة تمتلك القدرات الاقتصادية  والعسكرية، تمتلك دول تتضارب مصالحها وتمتد هذه المصالح لتشمل العالم كله. وقوة الكلدان السريان الاشوريين ودولهم لاتضاهيها الا الولايات المتحدة الامريكية، ولكن ينقص الولايات المتحدة الامريكية العمق التاريخي والحضاري ووووو التي نمتلكها والدليل توزعنا على معظم اقطار العالم.

 

الكل بات يعلم ان شعبنا ليس لدية المقدرة على دخول الحروب، لا السياسية ولا العسكرية، فشعبنا دخل حرب عسكرية وسياسية مضطرا اعوام 1914_1917 وخسرها، وخسر معها ما يضاهي 750.000 نسمة من الشهداء جراء المذابح المقترفة بحق المسيحيين والتي شملت ايضا الارمن واليونانيين والعرب المسيحيين, ودخل شعبنا حرب سياسية عام1933 ، ليضمن وجوده ومكانته وحسب الوعود المقدمة ولكن حولت الى عسكرية خسرشعبنا فيها الكثير من الشهداء والكثير ممن هاجر الى سوريا. و بعدها خمدت الحركة القومية او مرت بمرحلة سبات وعادت فانتعشت مع بداية السبعينيات من القرن الماضي، الا ان شعبنا لم يدخل اي حرب لا سياسية ولا عسكرية الا حرب التسمية الموحدة والحق بالحكم الذاتي والتي نجح فيها برغم من كون متحدا جزئيا.  لانه تمكن من ادراجها التسمية الموحدة والحق في مسودة دستور اقليم كوردستان، هذه المسودة التي لم تطرح للاستفتاء الشعبي، وعدم طرح المسودة لم يكن بخطاء من شعبنا. وعدم تمكن شعبنات من ادراج التسمية الموحدة والحق بالحكم الذاتي في الدستور العراقي كان لاسباب واضحة وهي مشاركة من لا يؤمن بوحدة الشعب وبالحكم الذاتي في اللجنة الخاصة بالتعديلات الدستورية.  الا ان حربنا السياسية الاخرى والتي خضناها لدرج التسمية الموحدة في الدستور العراقي قبل اعوام كانت بحق حرب همجية وكانت غايتها التخريب والتدمير الذاتي نكاية بالاخر من التسميات الاخرى وقد نجحنا فيها نجاحا كبيرا، فكانت العرائض تتوالي والتصريحات تتعاقب والمقالات تنهمر، وقد تمكنا بهذه الحرب من ضمان عدم امكانية تطبيق اي حق لشعبنا يقره الدستور، لان تطبيق الحقوق سيتضمن اليات ووسائل وديمغرافية موحدة.عدى هذه الامور لم يخض شعبنا حربا سياسية بمعنى الحقيقي للكلمة، وما تم اقراره من حقوق كان بفعل توافقات الكبار او بفعل الرغبة في اظهار الايمان بالديمقراطية والتعددية التي كانت شعار التسعينيات.

 

 اليوم ومن خلال هذه السجالات التي يتم سحبنا اليها يريد البعض تدمير اخر ما نمتلكه من قوة للبقاء، كشعب حي في وطننا او في العالم. اي ليست غايتها الدفاع عن حملة تسمية معينة من شعبنا، ابدا، ان غايتها هي تشرذم الشعب والامة لكي لا تقوم للامة القيامة ابدا. انهم يدفعون الشعب لترك الوطن والارض لانهم يدركون ان شعبنا ان لم يعيش في وطنه، فالمهجر بالنسبة له هي مقبرته الحتمية، وبهذا فهم يخدمون من يدعون انهم استولوا على اراضينا وقرانا ومن حيث يدرون. يرفع البعض شعارات ومنها من خلال المهجرسنعمل للعودة، كما عاد اليهود، متناسيين ان اليهود عاشوا في عصور غير عصرنا، وتميزوا بميزات لا نمتلكها، وتمتعوا بامتيازات لن يكون بمقدرونا ان نتمتع بها، والانكى متناسين انا لنا وجود الان في الوطن، فالافظل العمل عى دعمه وتطويره ورفده بكل ما يساعده على البقاء، وليس طرح مشاريع خيالية لا يصدقها حتى من يطرحها.

 

شعبنا يتضال في الوطن، وبقدر تضاله تضمحل ممارسة حقوقه (حتى التي اقرت له) اي انه لن يبقى فائدة منها. وكل مناداتنا تدور حول اخذ الحيطة والحذر والعمل من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه وترك الحروب العبثية والغبية. لان الجميع اقولها وبكل صراحة الجميع (كلدان، سريان، اشوريين) امام مصير واحد وهو مصير اسود، مصير اسود لشعب يصر على الموت، وبعض ابناءه يعمل على الاسراع في هذا الموت. لانه حاقد على الاخر، ويعتقد انه الصح والاصح. بالرغم من انه بات الكل يدرك ان السياسية لا تعمل بالصح والاصح بل تعمل بالمصلحة، ومصلحتنا العليا هي اليوم، بقاء وتطوير قدرت وامكانيات ابناء شعبنا في الوطن، توطئة لعودة الاخرين.

 

البعض يطرح الكلمات قد يصدقها بعض ممن لاعلم لهم بها، وعلى اساسها يبنون جدران نفسية بين الاطراف الحاملة للتسميات المختلفة، ومن هذه الكلمات ((الهوية)) ان لهذه الكلمة نغمة ومن يستعملها يضفي على نفسه امام القارئ او السامع صفة العالم ببواطن وخلفيات الامور، اي انه فطحل زمانه واليه تعود كلمة الفصل الاخيرة. الهوية القومية الكلدانية، الهوية القومية الاشورية، الهوية القومية السريانية، كلمات او مصطلحات تعني شئ واحد، لانه لا اختلاف بين هذه الهويات، مادامت مستندة الى لغة السورث وتاريخ طويل يمتد من اور الى اليوم وعادات وتقاليد ودبكات وامثال ومواقع العز او الانكسار.  اذا هي بالحقيقة هوية واحدة لا غير، ولكن عندما يصرخ البعص انكم تريدون تغيير هويتي الكلدانية او الاشورية او السريانية، فانه يثير مكامن خوف في نفس البعض ممن لا يفهم حقائق الامور، والا كيف يمكن لحامل الهوية والمفتخر بها ان يغيرها او يستولي عليها؟ انه الموقع المفضل للانقساميين والمشرذمين يسحبوننا اليه لانه الوحيد الذي يمكنهم التحدث حوله وعنه . فهم حقا قد اثبتوا وللمرة الالف ان مصير الكلدان او السريان او الاشوريين لا يهمهم والذي يهمهم هو هذا السجال المقيت وهذه الروح الانتقامية من ذاتهم ومن شعبهم.  والدليل انهم لم يقدموا ولو برنامج معين لتثبيت الوجود وترسيخه. وكل ما تمكنوا من ممارسته كان هذا الصراخ والرعب الذي يبثونه بين ابناء الشعب من اخوتهم حاملي التسميات الاخرى. الشعب ينساب ويخرج تاركا الارض التي عليها بنيت الحضارة التي يفتخر الكل بها، والكل ينسبها للتسمية المفضلة لديه، ونحن نتحارب الى اخر نفس من اجل تجزئة وتشرذم من تبقى على ارض الوطن!

 

يحب الانفصاليين ان يفهموا الامور بطريقة مغلوطة وغير سليمة وفيها الشئ الكثير من سؤ النية، لان هدفهم اساسا مبنى على النية السيئة وعلى افتراضات عشعشت في اذهانهم ليس الا. الكل يدرك ان العمل القومي لشعبنا برز مستقلا تحت التسمية الاشورية، منذ امد طويل، وكانت هناك تنظيمات سياسية تحمل هذه التسمية تعمل مع المعارضة العراقية وهي الحركة الديمقراطية الاشورية منذ 1982والتجمع الديمقراطي الاشوري منذ 1983 وحزب بيت نهرين الديمقراطي منذ 1982 والحزب الوطني الاشوري منذ 1992 بواجهة النخبة ومن ثم علنيا 1997 واتحاد بيت نهرين الوطني 1997 وغالبيتهم استعملت التسمية الاشورية لكل شعبنا لان هذه الاحزاب ورثت ارث الحركة القومية لشعبنا تحت هذه التسمية ما عدى اتحاد بيت نهرين الوطني الذي استعمل منذ البداية التسمية الثلاثية (الكلداني السرياني الاشوري) . وبالتالي فان بروز وشيوع التسمية، لم يكن على حساب التسميات الاخرى، بل كان لانها استعملت بشكل يومي في العمل السياسي والاعلامي. لا بل ان بداية السبعينيات برزت التسمية في مذكرتين عام 1973 قدمت للحكومة العراقية لاحقاق الحكم الذاتي لشعبنا. واستعمال هذه التسمية اعطي دائما بعدا قوميا عابرا للانتماءات الطائفية، حتى بعد اظافة التسمية الاشورية على كنيسة المشرق في عام 1976. اذا ليس نقاشنا حول فصل الامة والشعب، فنحن نؤمن بوحدانية الامة والشعب، وليس نقاشنا عن صحة اي من التسميات، لان كل التسميات قد تكون صحيحة او قد تكون مغلوطة، بهذا القدر اوذاك. ولكن همنا هو بقاء هذا الشعب الحامل لهذه التسميات. وتوعية الناس ان معاناة شعبنا ليست بسبب من يحمل التسمية المغايرة، بقدر ماهو عدم وحدة الشعب وسهولة تجازوه وهدر حقوقه او عدم الاعتراف بها. ان عملنا الذي يجب ان نقوم به ونستمر في بذل الكثير من اجل ترسيخه هو التشبث بالارض والوطن والارتقاء بحقوق شعبنا الى ما يتمتع به اخوتنا العراقيين الاخرين. اننا ندرك ان لا شعب دون خلافات، ولكن الخلافات التي يطرحها البعض تعني العودة الى  نقطة الصفر والنقاش حول كل امر من جديد وتغييب ابناء كثيرين من شعبنا من هذا النقاش، اي خلافات دائمة وتشرذم مستمر. كل الامم تعمل من اجل الارتقاء بنقاط التوافق بين ابناء الشعب لكي يكون هناك ذهنية موحدة ومشتركة، وبين ابناء شعبنا من المشتركات الكثير، ومنها اللغة والتاريخ والتراث وتقاليد الافراح والاتراح والارض المشتركة والدين المشترك وتفصلنا المذاهب واللهجات وهي مفهومة للكل. الا ان اعداء وحدة الشعب مصرين على النغمة الانقسامية وهي ليست من الحريات ابدا، انها جريمة بحق الشعب ومستقبله، نعم انها جريمة، واي جريمة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.